الخميس: 03/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

صراع البقاء يدفع بتجار للتخلي عن اسمائهم

نشر بتاريخ: 15/11/2016 ( آخر تحديث: 18/11/2016 الساعة: 09:25 )
صراع البقاء يدفع بتجار للتخلي عن اسمائهم
الخليل-محمد العويوي- تقرير معا- يحلم الصنّاع ويعملون بكد على تحقيق حلمهم باشهار اسمائهم واسماء منتجاتهم من خلال العلامات التجارية، لكن هناك عدد لا بأس به من الصناع في الخليل، تخلوا عن ذلك، في سبيل الحفاظ على صناعتهم والعدد المتبقي من عمالهم، فواقع الحال والظروف الاقتصادية والسياسية، دفعت بعدد من الصناع، للإنتاج وترك المنتجات التي يصفها التجار بأنها "ابنائهم" للآخرين لكي يسجلوها باسمائهم.
يقول أحمد وهو اسم مستعار، لأحد أصحاب المصانع الصغيرة في الخليل:" انا أعرف منتجاتي واعتبرها مثل اولادي، وقد انتجتها بأدق التفاصيل والمواصفات والجودة العالية، ودفعني هدفي بالحفاظ على صناعتي للتخلي عن اسم منتجاتي، جراء عدم الوعي الكامل للمستهلك، وأقبالهم على شراء كل شيء وأي شيء مستورد وأجنبي".

وأضاف في حديثه:" قبل 15 عاماً قمت بافتتاح مصنعي الصغير، واعمل في مجال المواد الغذائية، وكنت اغطي السوق المحلي في الخليل، ثم توسعت رويداً وبدأت ارسل بعضاً من منتجاتي الى المدن الفلسطينية الأخرى، وبالكاد كان ما يتم بيعه خارج الخليل يغطي تكاليف الانتاج، وكنت حينها أراهن على عامل الوقت في بيع المنتجات، لكن لحقت بي خسائر مالية دفعتني لتقليص الانتاج، وذهب رهاني سداً".
واستطرد قائلاً:" قبل نحو 4 أعوام، تعرفت على احد التجار وهو من خارج الخليل، فاعجب بمنتجاتي، وعقدنا اتفاقية، ان اقوم انا بالانتاج وهو يسمي منتجاتي ويبيعها في الاسواق خارج مدينة الخليل، على مدى 4 أعوام لا زال هناك غصة في قلبي بشأن منتجاتي "اولادي"، لكنني مضطر للتخلي عنهم للحفاظ على ديمومة عملي".

ويوافقه في الرأي عبد الله، صاحب محل حلويات، لكنه وكما قال اشترط على التاجر أن يقوم بكتابة اسم حلوياته بشكل صغير على علبة الحلويات التي تباع للمستهلكين.
وقال:" هناك طلب مستمر على حلوياتي من قبل التاجر الذي يسوقه داخل الخط الاخضر ويبيعه للسائحين وللمستهلكين، وانا احتفظ باسمي على كل علبة بناء الاتفاق بيني وبين التاجر، الحمد لله سنحت لي فرصة للنمو والازدهار، وفكرة تسويق حلوياتي هناك، جاءت من منسق العلاقات في غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل السيد محي الدين سيد احمد، والذي كان مصراً على وجود اسمي على علب الحلويات حيث مارس ضغوطات على التاجر".

واضاف:" لقد استطعت الحفاظ على اسمي، وازدهرت صناعتي، وتباع حلوياتي للقاصي والداني خارج الخليل، وأرفض ان يقوم أي أحد بتسمية أبنائي- منتجاتي- باسمه".
ويرفض محي الدين سيد احمد، ان يتخلى الصناع عن اسمائهم، فهو حق لهم، وواجب عليهم الحفاظ على الاسماء، وأضاف:" نحن والحمد لله نمتلك صناعات محلية تضاهي مثيلاتها الاجنبية والمستوردة، وندرك في غرفة الخليل مدى اتساع هوة المنافسة بين منتجنا الوطني والمنتج المستورد".

يقول محي الدين:" عملت ولا زلت اعمل على الترويج لصناعتنا الوطنية من خلال جولاتي المحلية والدولية، وبفضل العلاقات تمكنا من تسويق حلويات داخل الخط الاخضر بالاضافة الى العديد من المنتجات مع الحفاظ على هوية المنتج، ونعمل جاهدين على الترويج للمنتجات في الاسواق العربية وخاصة دول الخليج".
منسق العلاقات في غرفة الخليل، قام بجولة على عدد من المعامل والمصانع في الخليل، بهدف الاطلاع على احتياجاتهم ومعيقات نموهم، وتبادل الحديث حول سبل تطوير وابتكار اساليب حديثة في التسويق.

وفي هذا الصدد قال السيد احمد:" كان من الضروري ان التقي واسمع من الصناع حول مشاكلهم وكلها تتعلق بتسويق منتجاتهم، فتم الحديث عن استخدام تقنيات حديثه في التغليف واستخدام الالوان الجاذبة واشكال العبوات بالاضافة الى القيام بحملات ترويجية ودعائية لمنتجاتهم، ونأمل بأن يخرج الصناع عن المألوف في عمليات التغليف حتى نتمكن من تسويقها ونمو هذه الصناعات".
ويوافقه فيما قال، عبد الحكيم الجعبري صاحب مصنع للشوكولاته في الخليل، والذي اوضح أن منتجاته من الشكولاته مصنعة بجودة عالمية، وطالب الصناع بالحفاظ على جودة منتجاتهم وتطويرها لتلبي أذواق واحتياجات المستهلكين.

وقال الجعبري:" منذ أن قمنا بافتتاح مصنعنا قبل 26 عاما، عملنا بكد للحفاظ على جودة ما نقدمه للمستهلك بعيداً عن المواد الحافظة، لدينا العديد من الاطعمة والأشكال التي تتلائم وأذواق المستهلكين، وتكمن المشكلة في العادات الغذائية لدى المستهلك، فمعروف ان الشوكولاته يتم تناولها في المناسبات أو تأخذ كهدايا وهي ليست من الاصناف الدائمة على المائدة، ونتمنى أن يرتقي المستهلك بذوقه ويعرف ماذا يأكل او يشتري".
الى جوار مصنع الشوكولاته، كان يجلس محمد رشاد الجعبري، في معمله الصغير يعمل على صنع مرآة من الخزف - فسيفساء - كان يعمل كمديراً لمدرسة الخزف في الخليل قبل ان يخرج للتقاعد، قال لنا: عملي مضن وشاق ودقيق، وأحيانًا أمضي شهورًا في صناعة تحفه فنية لم أصنع مثلها من قبل، وعلى الرغم من ندرة شراء تحفي، الا أنني مستمر في عملي وصناعة اولاد جدد برغم صراع البقاء".