الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

انتظار على أحر من الجمر.. قائمة لم الشمل افرحت قلوب البعض وأثارت بصيص أمل في قلوب كثير من المعذبين

نشر بتاريخ: 10/12/2007 ( آخر تحديث: 10/12/2007 الساعة: 12:50 )
غزة- معا- الساعة كانت الثامنة في مكتب "معا" بغزة, تكاد تسمع فقط صوت دقات لوحة تحكم أجهزة الحاسوب, الكل هنا يعمل بصمت وكعادة كل صباح.. قطع هذا الجو رنين هاتف وجاء صوت فريال فخري الهياجنة من منطقة الزهرة بغزة تسأل عن اسمها إن كان من بين قائمة الاسماء التي نشرتها الوكالة لالف وخمسمائة من الموافق على طلباتهم للم الشمل, وللأسف لم نشأ ان ننقل الخبر المزعج ولكن كان لابد أن تجد الرد منا: "ليس لك أسم. هنا صمتت قليلا ثم قالت" الحمد لله على كل شيء وأملي بربنا كبير".

فريال التى تعمل معلمة لم تر أهلها في الاردن منذ ثمانية أعوام, وتتابع الاخبار فقط من أجل أي خبر يخص موضوع فاقدي الهوية.. حالها مثل أحوال ناس كثر اتصلوا بـ "معا" وكانت ردود فعلهم متفاوتة.

فرحة لم تكتمل:

عوض الله أبو شباب في الستينات من عمره قدم الى القطاع في سنة 1994كان له النصيب بالحصول على الهوية, فترصدنا الفرحة معه. "كنت أتابع التلفاز فجاءتني رسالة من "معا" مفادها أن حسين الشيخ يعلن عن موافقة اسرائيل على لم شمل عائلات من غزة, انتفضت من مكاني راقصا بالبيت ولكن الخبر الذي حملته ابنتي من خلال الموقع الالكتروني لكم بنشر الاسماء هي اللحظة التي لا توصف بالبهجة تبعها الانتظار باعصاب متوترة ولست وحدى فالعائلة تلتف حول جهاز الحاسوب على صفحة البداية لـ "معا" مع التحديث كل دقيقة ففجأة تم تنزيل الاسماء وتذكرت حينها لحظة الحصول على نتيجة التوجيهى كلها ترقب والبحث عن اسمي وكانه نجاح ولم أصدق وجدت اسمي وحفظت الرقم المسلسل لي فلم اتمالك نفسي بكيت لاني لم ار ابني واحفادي منذ 14 عاما وهم بالامارات ولكني سرعان ما تذكرت اسم زوجتي وأولادي ولم تكتمل الفرحة, لا توجد أسماء باقي أبنائي السبعة التي تجازت أعمارهم الستة عشر فقد دخلو بعدي بتصريح زيارة سنة 1995حاولت اخفاء فرحتي وحاولت تطمينهم بأن الفرج قريب".

وأضاف أبو شباب: سرعان ما انهالت التهنئة بشتى أنواعها من خلال الجوال والهاتف والمسجات وحتى جرس الباب لم يهدأ من القادمين لتهنئتي وتمنيت لو أن الصباح يأتي بسرعة لأذهب لوزارة الشؤون المدنية وأحصل على الهوية التي حلمت بها, سانتظر حين يخرج أسم زوجتي وباقي أفراد العائلة للسفر الى الخارج لنرى الاهل والاقارب.

أمينة الحسنات تعمل صحفية قدمت من مصر منذ 1994ولم تملك هوية منذ ذلك الوقت واليوم حصلت عليها.

هى الأخرى لم يكتمل الخبر السار عندها فبعد وفاة والدها لم يبق لها أحد سوى والدتها فقررت السفر عند الأقرباء وتحقيق حلم الوالدة بالحج لبيت الله الحرام وكان فقدان الهوية هو السبب بعدم اكمال مسيرة الحياة التي توقفت عندها بغزة, فعدم وجود اسم والدتها ازعجها وتمنت أن يخرج بالقريب العاجل.

همسة عتاب وتلاعب اسرائيلي

رجائي أبو دقة مسؤول باللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق المواطن أعتبر الخطوة باعلان 1500 أسم جيدة ولكن طالب بالمزيد لحل قضية "البدون" الذين لا يحملون الهوية, فلام جميع الأطراف المعنية على تجاهل الاستثناءات وقصد بها ذوي الأسرى والشهداء وأصحاب الأمراض المستعصية الذين لا يملكون الهوية والحق بالمواطنة وأشار الى ان الاسماء اغلبها من القادمين سنة 1994.

واعتبر أن الجانب الاسرائيلي أرتكب خطأ فادحاً وتلاعب بإخراج اسم الاب أو الام ونسيان أبنائهم المضافين لهم الذين كانوا في أعمار صغيرة حين دخول الاراضي الفلسطينية والأن هم تجاوزوا سن السادسة عشر ومن المفترض أن يحصلوا على الهوية فتساءل عن مصيرهم؟. وأكد أنهم ماضون بالوقوف بجانب القضية.

ويبقى الكثيرون من فاقدي المواطنة والهوية يرقبون المستقبل عله ياتي لهم بالفرج كما اتى به لاف وخمسمائة من نظرائهم الذين شاركوهم مرارة العيش بدون هوية.