الأربعاء: 25/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

المطران عطا الله حنا يستقبل وفدا من الرعية الارثوذكسية بالاردن

نشر بتاريخ: 18/11/2016 ( آخر تحديث: 18/11/2016 الساعة: 13:45 )
المطران عطا الله حنا يستقبل وفدا من الرعية الارثوذكسية بالاردن
القدس- معا- استقبل المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، اليوم الجمعة، وفدا من ابناء الرعية الارثوذكسية في الاردن الى مدينة القدس، في كنيسة القيامة في القدس القديمة.

وضم الوفد 50 شخصا من الاباء الكهنة وابناء الرعية وذلك من مختلف المدن والمحافظات الاردنية، وصلوا في زيارة حج الى الاماكن المقدسة في فلسطين.

وبدأت الزيارة بالصلاة والدعاء امام القبر المقدس، وتمت معاينة الترميمات الجارية حاليا داخل وخارج القبر المقدس وقد تجول الوفد داخل كنيسة القيامة.

واستمع الوفد الى شروحات وتوضيحات حول اهم المواقع الشريفة والمزارات المقدسة الواقعة فيها، ومن ثم لحديث روحي من المطران عطا الله حنا في كاتدرائية مار يعقوب، الذي رحب بزيارة الوفد الأردني.

وتحدث المطران عن مكانة مدينة القدس الروحية واماكنها المقدسة وما تحتويه من تراث وتاريخ وعراقة تشير الى اهميتها ومكانتها وخصوصيتها.

وقال:" إن مدينة القدس يكرمها المؤمنون في الديانات التوحيدية الثلاث وهي مدينة تتميز بأصالتها الروحية التي نحترمها ومن واجبنا ان نحافظ عليها، إنها بالنسبة إلينا كفلسطينيين عاصمتنا الروحية والوطنية وحاضنة اهم مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، والتي هي خير شاهد على عراقة هذه المدينة واخوة ووحدة ابنائها المسيحيين والمسلمين الذين ينتمون الى الشعب العربي الفلسطيني الواحد.

ووضع الوفد في صورة اوضاع مدينة القدس وما يتعرض له المقدسيون من استهداف يطال كافة مفاصل حياتهم، وقال: مقدساتنا مستهدفة ومؤسساتنا الوطنية مهددة وابناء الشعب في المدينة المقدسة يعاملون كالغرباء في مدينتهم في حين انهم ابناء هذه الارض الاصليين وهم ليسوا غرباء على الاطلاق ولن يكونوا كذلك ويرفضون ان يتم التعامل معهم بهذه الطريقة لانهم ابناء حقيقيون لهذه الارض المقدسة وجذورهم عميقة في ارضها ولن يتمكن احد من اقتلاعهم من جذورهم وانتماءهم وتشبثهم ورباطهم في هذه المدينة التي نسكن فيها بأجسادنا ولكنها ساكنة في قلوبنا وفي افكارنا وفي افئدتنا".

وتابع المطران:" ان ممارسات الاحتلال بحق شعبنا هي وصمة عار في جبين الانسانية ذلك لان هذه الانتهاكات ترتكب في ظل ما تشهده منطقتنا العربية من اوضاع مأساوية وفي ظل سياسات غربية نلحظ ان معظمها منحاز ومؤيد لسياسات الاحتلال ، ولكن وبالرغم من كل هذه الاوضاع المأساوية التي نعيشها وبالرغم من سياسات الاضطهاد والاستهداف التي نتعرض لها ستبقى معنوياتنا قوية وسنبقى متمسكين بانتماءنا لهذه الارض المقدسة، لن نتخلى عن عروبتنا النقية ولن نتخلى عن هويتنا الوطنية الفلسطينية ولن نتخلى عن حقنا في الدفاع عن القدس والثبات والصمود فيها دفاعا عن تاريخها وهويتها وتراثها ومقدساتها وانسانها".

وشدّد على "ان المؤامرات والضغوطات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني كثيرة ومتنوعة ولكن في المقابل هنالك شعب واعي ووطني واصيل، في فلسطين هنالك مناضلون وهنالك شعب حر يعشق الكرامة والحرية ويناضل من اجل استعادة الحقوق السليبة والتي في سبيلها يقدم التضحيات".

وأضاف المطران" نحن معشر المسيحيين الفلسطينيين وان كنا قلة في عددنا الا اننا لسنا اقلية والحضور المسيحي في فلسطين لم ينقطع منذ اكثر من 2000 عام، ان لنا حضورا تاريخيا في هذه الارض المقدسة وابناء كنيستنا اليوم هم امتداد تاريخي وروحي للجماعة المسيحية الاولى وللكنيسة المسيحية الام التي انطلقت رسالتها من هذه الارض المقدسة".

وأكد" المسيحيون الفلسطينيون في هذه البقعة المقدسة من العالم يفتخرون بأصالتهم الايمانية والروحية، وهم متمسكون بعروبتهم وبانتماءهم للشعب الفلسطيني".

وقال المطران:" المؤسسات المسيحية في القدس وفي سائر انحاء فلسطين هي مؤسسات مسخرة في خدمة انساننا الفلسطيني، فالمستشفيات والمدارس والعيادات وغيرها من المؤسسات الانسانية تخدم شعبنا الفلسطيني بدون اي تمييز ديني فمن يأتي الينا طلبا للمساعدة لا نسأله ما هو دينك لاننا نخدم الانسان لانه انسان، ولا يجوز على الاطلاق ان نميز في خدمتنا بين انسان وانسان بناء على انتماءه الديني ، نحن ننتمي جميعا الى اسرة بشرية واحدة خلقها الله وعلينا ان نحب بعضنا بعضا وان نحترم خصوصية بعضنا البعض، علينا ان نحترم التعددية الدينية والفكرية والثقافية الموجودة عندنا، ونحن نعتقد بأن هذه التعددية لا يمكن ان تكون بأي شكل من الاشكال حائلا امام تعاوننا وتحاورنا خدمة لانساننا وخدمة لقضية شعبنا العادلة".

وأفاد خلال استقبال الوفد، "نحن مسيحيون نفتخر بمسيحيتنا التي بزغ نورها من هذه الارض المقدسة ولكننا في نفس الوقت لسنا متقوقعين ومنعزلين عن محيطنا العربي الفلسطيني، فنحن لسنا طائفة منعزلة عن باقي مكونات شعبنا ونحن لسنا جماعة تعيش في كنتونات معزولة عن باقي مكونات شعبنا الفلسطيني، فنحن فلسطينيون ننتمي الى هذا الشعب الذي آلامه هي آلامنا وهواجسه هي هواجسنا وتطلعه نحو الحرية هو تطلعنا".

وتابع المطران:" لا نريد للمسيحي ان يتقوقع لان المسيحية ليست انعزالا عن العالم، بل مطالبون بأن نكون ملحا وخميرة لهذه الارض وان نكون الى جانب كل انسان متألم ، ان نكون بلسما للحزانى وللمرضى والمعذبين والمتألمين وعونا لكل انسان مظلوم".

وأكّد" أن المسيحيين الفلسطينيين يحبون وطنهم وبالرغم من كل الالام والجراح والمعاناة التي نتعرض لها فإننا لن نتخلى عن انتماءنا لفلسطين ودفاعنا عن قضية فلسطين ونصرة شعبنا المظلوم".

وأعرب المطران:" نتمنى من الكنائس المسيحية في عالمنا ان تلتفت دوما الى فلسطين الارض المقدسة وان تتعاطف بشكل عملي مع ابناء هذه الارض المباركة الذين يظلمون ويستهدفون ويضطهدون ليس لسبب اخر سوى لانهم فلسطينيون يحق لهم ان يعيشوا احرارا في وطنهم مثل باقي شعوب العالم".

ولفت المطران:" نلتفت الى سوريا ونصلي من اجل سلامها ومن اجل ان يعود اليها الامن والاستقرار وان تتوقف ثقافة الموت والعنف والقتل لكي ينعم اخوتنا السوريون بما يستحقونه من حياة كريمة في وطنهم هذا البلد العريق الذي نحبه ونتمنى له الخير، ونصلي من اجل العراق ومن اجل ان تتوقف الحروب في اليمن وفي ليبيا وفي غيرها من الاماكن، نحن في صلواتنا نذكر دوما بأننا نتمنى السلام للعالم، والقضية الفلسطينية هي مفتاح السلام في منطقتنا وفي العالم بأسره".

وأقال:" اذكروا شعبنا في صلواتكم وصلوا من اجل تحقيق العدالة والسلام في هذه الديار المقدسة في منطقتنا، وقدّم للوفد شرحا تفصيليا عن تاريخ الكنيسة المسيحية في القدس والاماكن المقدسة واهم الاديار الارثوذكسية في هذه البلاد"، مقدما بعض المنشورات الروحية واختتم اللقاء بالصلاة والدعاء.