الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

برنامج غزة للصحة النفسية: العالم يدير ظهره لحقوق الإنسان الفلسطيني

نشر بتاريخ: 10/12/2007 ( آخر تحديث: 10/12/2007 الساعة: 13:47 )
غزة- معا- قال برنامج غزة للصحة النفسية ان العالم لا يزال يدير ظهره رغم مرور 59 عاما على توقيعه على الاعلان العالمي لحقوق الانسان في ذات الوقت الذي لازالت فلسطين تعيش أحداث العنف والاضطرابات السياسية وتشهد خروقات واسعة لحقوق الإنسان ويتعرض شعبها للعدوان الاسرائيلي بشكل يومي.

واكد البرنامج الذي يعنى بالصحة النفسية على ان مشاعر الاستياء والظلم التي يمر بها اطفال فلسطين تؤدي إلى مزيد من العنف والتحدي والتطرف الأمر الذي يؤدي بدوره إلى نتائج كارثية في البناء النفسي للأجيال الفلسطينية القادمة مما يؤثر سلباً على استجابة الطفل لأفكار السلام وتهدد مستقبل السلام والأمن والاستقرار في المنطقة بشكل عام.

كما اكد ان للحصار والإغلاق نتائج خطيرة على الحالة النفسية والاجتماعية للإنسان، حيث يؤدي إلى ازدياد معدلات الاضطرابات النفسية بصورة عامة حيث يشيع الاكتئاب النفسي والقلق والاضطرابات الجسدية الناجمة عن أسباب نفسية، كذلك يساهم بحدوث انتكاسات مرضية على نطاق واسع لدى المرضى النفسيين.

وشدد على إن هذه المعاناة النفسية تعكس نفسها في مستوى عالٍ من العنف الأسري والعشائري والمجتمعي بشكل عام. وكذلك يعزز الشعور بالغضب والنقمة على المجتمع الدولي من عدم تمكنه من التدخل العادل من أجل إحقاق حقوقه المشروعة كشعب وبضمنها حقه في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية والسيادة على أرضه ومصادره الطبيعية.

ولفت البرنامج النظر الى الحصار الذي اطبقته إسرائيل على الشعب الفلسطيني عبر سياسة الاغلاق والحصار والحواجز، وتحكمها بشكل فاعل في الحياة المدنية الفلسطينية محولة قطاع غزة إلى ما يشبه السجن الكبير واستمرارها في إتباع سياسة الاغتيال وقصف المدنيين وسرقة الأرض وبناء جدار الفصل العنصري واقتلاع الاشجار وهدم المنازل والمنشئات ومنع السكان من إستغلال مصادرهم الطبيعية كالاراضي والمياه والثروة السمكية.

وذكر البرنامج بالخطوة الإسرائيل بمنع كل أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من الحركة بشكل كامل بمن فيهم المرضى (باستثناء عدد قليل جداً من الحالات الحرجة جدا) والطلاب ورجال الأعمال والعائلات محولة 1.5 مليون نسمة إلى معتقلين إلى أجل غير مسمى، وقد أدى منع دخول البضائع والمواد الخام الأساسية إلى شلل في كافة مناحي الحياة وانهيار شبه كامل للاقتصاد الفلسطيني.

وقال ان الحصار فرضته إسرائيل ساهم في ازدياد معدلات الفقر والبطالة بين الفلسطينيين الأمر الذي أدى إلى تداعيات إنسانية ونفسية خطيرة على المواطنين الفلسطينيين.

وتابع بالقول انه في خطوة تصعيديه أخرى واستمرار لمسلسل الاعتداءات والمضايقات الإسرائيلية أعلنت إسرائيل في سبتمبر الماضي عن غزة كياناً معادياً مهددة بقطع إمدادات المياه والكهرباء والوقود عن قطاع غزة، وقد بدا بتنفيذ هذه الخطة بتقليص تزويد الوقود. وتهدف الخطة الإسرائيلية إلى التقليل وبشكل كبير من تزويد قطاع غزة بالكهرباء والوقود للحد الأدنى بشكل لا يكاد يكفي احتياجات مؤسسات الخدمة العامة، وكذلك وضع قيود أكبر على حركة البضائع والأفراد عبر المعابر التي تسيطر عليها إسرائيل وكذلك فرض قيود على حركة الأموال التي تدخل إلى قطاع غزة. إن هذه الخطوة تؤدي إلى انخفاض في قدرة عمل المنشآت الصحية والمستشفيات والبلديات التي تقدم الخدمات الطبية والصحية والبيئية الأساسية الأخرى للمواطنين مما يهدد صحتهم وسلامتهم النفسية والجسدية. ويؤثر الحصار الخانق على القطاع الصحي بشكل مباشر حيث أن هناك نقص في بعض الأدوية والعلاج وكذلك هناك أكثر من 700 حالة مرضية يصارعون الموت وهم بحاجة ماسة للعلاج بالخارج نتيجة صعوبة الحالات وعدم توفر الخدمات الطبية اللازمة في القطاع منهم 32 حالة توفت حتى الآن.

علاوة على ذلك، فإن واقع التعليم في الأراضي الفلسطينية لم يسلم من العقوبات الجماعية والحصار الأمر الذي أدى إلى تأثر العملية التعليمية نتيجة نقص في الكتب ونقص المواد الخام اللازمة للطباعة كذلك حرمان آلاف الطلاب من الوصول إلى جامعاتهم خارج قطاع غزة، والذي يمثل تهديداً خطيراً لمستقبل الأجيال الفلسطينية بل وينذر بكارثة اجتماعية وتعليمية.

أما على المستوى الصناعي والزراعي فان إسرائيل منعت استيراد المواد الخام الأساسية لأعمال الصناعة، ومنعت تصدير السلع والمنتجات الزراعية مما تسبب في إغلاق حوالي 90% من المصانع المحلية وخسائر فادحة في المنتجات الزراعية والصناعية. إن كل هذه الممارسات تؤدي بالضرورة إلى إذلال الشعب الفلسطيني عبر سياسة ممنهجة لحرمانه من مقدراته بما فيها مصادره الطبيعية والمساعدات التنموية والإنسانية التي يتلقاها، وهو الأمر الذي أدى إلى أن يعيش ما يزيد على 90% من أبناء الشعب الفلسطيني تحت خط الفقر حسب ما ورد في تقارير المنظمات الدولية العاملة في الأراضي المحتلة.

وقال ان لهذا القرار تداعيات نفسية خطيرة على أبناء الشعب الفلسطيني الذي يعاني معظم أبناءه من مشاعر القلق والاكتئاب والإحباط وفقدان الأمل جراء ظروف الاحتلال والحصار والفقر.

وحذر البرنامج من النتائج الخطيرة المترتبة على استمرار هذه الأوضاع الأمر الذي سيؤدي إلى تدهور كبير وخطير وحاد في مستوى الصحة النفسية للسكان في قطاع غزة بشكل خاص وفي فلسطين بشكل عام.

ودعا المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان إلى التدخل العاجل للضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف تنفيذ خطتها بخنق قطاع غزة، لأن ذلك سيفاقم من المعاناة الإنسانية وسيؤدي إلى المزيد من التدهور الأمني والسياسي في المنطقة والعالم.

وانتقد ما قال عنه غياب إحقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني تسبب في معظم المعاناة وأحداث العنف في المنطقة الأمر الذي يهدد الأمن الإقليمي والسلم الدولي.

ووجه نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي لإنقاذ المواطنين الفلسطينيين وحمايتهم والعمل على رفع الحصار عن قطاع غزة، وإرغام دولة الاحتلال على الالتزام بالاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان ووقف كافة أشكال الانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين.