الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

على شاشات الوطن العربي.. الصحفية هديل عليان وجه جميل لغزة

نشر بتاريخ: 22/11/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:10 )
على شاشات الوطن العربي.. الصحفية هديل عليان وجه جميل لغزة
غزة-معا- منذ عدة سنوات ازداد ظهور الصحفيين الفلسطينيين على كبري الشاشات العربية ليس كمراسلين كما درجت العادة إنما الى الاستوديوهات الضخمة في العواصم العربية مثبتين قدراتهم العالية في الحوار وجذب المشاهدين.
هديل عليان التي تصدرت نشرات أخبار العربية الحدث واحدة من هؤلاء الذين خرجوا من ظروف غاية في الصعوبة نحو النجومية لتكون امتدادا لعائلة إعلامية بدءا من ووالدها الإعلامي حسين عليان رئيس رابطة الصحفيين الرياضيين في فلسطين وصولا الى شقيقتها روان التي ظهرت في برنامج محبوب العرب ونجحت في تخطي المرحلة الأولى.
معا التقت الصحفية هديل عليان حول تجربتها في عالم الإعلام والتي تنوعت وصولا الى العربية وأجرت معها هذا الحوار.

1. من هي هديل عليان وكيف كانت بداياتك الإعلامية وصولا الى شاشة العربية؟
هديل عليان هي ابنة لعائله فلسطينية كأي عائله أخرى ، يميزها أنها تدعم أبنائها في أي مجال يختارونه مهما كانت الصعوبات ويؤمنون بما لديهم من قدرات على تحقيق أحلامهم.

البداية الإعلامية لي كانت من خلال تلفزيون فلسطين العزيز ضمن برنامج المسابقات"غزة البداية" والذي كان مخصصا بعد الانسحاب الإسرائيلي بشكل كامل من قطاع غزه عام 2005 وكنت مازلت طالبة جامعية في حينها فجاءت الأمور بطريق الصدفة حيث كنت في زيارة لوالدي الذي كان يعمل في التلفزيون عندما تعرف علي القائمين على البرنامج واقترحوا أن أكون ضمن الفريق فكانت الانطلاقة الإعلامية.

بدأ يتشكل بداخلي الشغف للعمل الصحفي الحقيقي بعد عدة عروض حصلت عليها للعمل في الميدان كمراسلة إخبارية فغزة أفضل بيئة يخرج منها صحفي حقيقي إضافة إلي أن غزة وفلسطين بشكل عام هي منبع العمل الصحفي المؤثر والمتكامل.

كبر الطموح داخلي وانتقلت للقاهرة أصبحت صحفية ومراسلة تغطي في مجالات عربيه أوسع ليس فقط فلسطين بل الوطن العربي وقضاياه ومن ثم الى دبي كنت اطمح بالانتقال للعمل ضمن مؤسسة ومدرسة مؤثرة كالعربية وفعلا حصلت على ما أريد فقناة العربية لديها خط صحفي متميز وتؤمن بالقدرات الشبابية خاصة الجديدة ولديها سياسة الاستثمار في الشخص إذا احسوا أن لديه المواصفات الصحفية وكيف تطورها وتوظفها بطريقه سليمة ومميزة. 

2. كثير من الوجوه الفلسطينية تسيطر على الشاشات الإخبارية العربية ما رأيك بهذه الوجوه ؟وكيف يمكن أن يخدم قضايا الشعب الفلسطيني وخاصة غزة؟

فعلا هناك وجوه فلسطينية مميزة جدا وهذا بحد ذاته يعني انو فلسطين ولادة دائما ولا يوقف أبنائها أي نوع من الاحتلال أو الحصار أو عقبات الحياة وقالها لي إعلامي مشهور ذات مرة:" (أنتم الفلسطينيون محظوظون فيكم سر وشئ مبهر وجميل على الشاشة لا نستطيع تفسيره).

الإعلامي الفلسطيني سفير لبلده ويجب أن يكون سفيرا مشرفا لفلسطين قبل أن يكون مشرفا لقناته لأنه يؤثر في المشاهدين من خلال أسلوبه وتميزه وتغطيته لأحداث بلده وغيرها بحرفية عالية.

هناك تفاصيل في شخصية الإعلامي يجب أن تتواجد لن يفهمها سوى أصحاب المجال ولا ننسى تأثير مواقع التواصل الاجتماعي والصورة التي يسعى لنشرها سواء عن نفسه أو بلده .. يجب أن لا ننسى أبدا أننا حتى آخر نفس أننا أصحاب قضية وبالنسبة لي غزه هي شغفي الأول والأخير بكل ما أستطيع وضمن مجال عملي أحاول تقديم الدعم لهذا البلد المحاصر وتبقى أمنيتي ترتيب عمل متكامل صحفي يخرج من غزة بعد هذا الغياب عنها ويُعرض بشكل محترف في قنوات كبيرة. 

3. في غزة يفتخر الكثير بالإعلاميين الفلسطينيين على الشاشات العربية بينما ينظرون للمواهب الغنائية أو غيرها بعين ناقدة ما رأيك بازدواجية النظرة للحالتين؟

كلنا نعلم طبيعة المجتمع الذي مازال محافظا في غزة وهذه صفه جميلة بالمناسبة ..غزه بلد مازال يحتفظ بعاداته وتقاليده و في حد ذاته هذا شئ جميل ورائع .. من وجهة نظري الإعلامي لا يختلف عن الفنان ولا عن الممثل ولا عن المخرج ولا عن الفنان التشكيلي وغيرهم وغيرهم .. كلهم يخدمون أنفسهم والمجتمع لكن كل واحد بطريقته...المواهب الغنائية يمكن لأنها تقدم فنها بشكل غير مقيد يعتقد البعض أن أصحابها منفتحين وأنهم نسوا قيود مجتمعهم .. في حين أن المذيع يقدم على التلفاز بشكل وبصورة جدية فيعتقد البعض أنهم أكثر التزاما وهذه معادله خاطئة تماما .. لان الناس في هذه الحالة تحكم على المظهر والمظاهر خداعة.

ما أودّ إيصاله انه من حق كل واحد أن يعمل ما يستهويه ويحب طالما لا يتسبب في الأذى لنفسه أو لغيره و طالما انه يراعي حدود المسموح لمجتمعه ولا يتخطاها بشكل مبتذل ويعكس ويخدم صورة جميلة للبلد التي ينتمي لها .

4. كثير هي المواهب التي تخرج من غزة وكثيرة هي الإبداعات الغزية كيف تنظرين لها خاصة وأننا شعب عاني من ثلاث حروب؟

غزه مكان صغير المساحة كبير الاستيعاب للمواهب...غزه ولادة و ستظل ولادة وكل من يستطيع شق طريقه في هذا العالم المجنون من حولنا مع كل هذا التنافس والتكنولوجيا والصخب صراحة تُرفع له القبعة مرتين: مره لأنه استطاع تحدي واجتياز كل الحواجز والعوائق لبلد مقهور ومحاصر كغزة الصمود دون كلل أو ملل و بشجاعة ومره لأنه استطاع الإيمان بنفسه قبل موهبته وكافح ليراه العالم.

5. هل كانت لديك بدايات فنية وما هو وجه التشابه بين الفن والإعلام وأين يلتقيان؟

خطي من البداية كان واضح في العمل الصحفي والإعلامي فليس لي بدايات إعلامية...الفن والأعلام بشكل عام وجهان لعمله واحدة الفن يحتاج للترويج له من خلال الإعلام والإعلام دائما خاصة لو كان إخباريا يحتاج للفن بشكل التقديم والفن في نقل الخبر بطريقة سلسة تحترم عقول المشاهدين وتخاطب جميع الفئات العمرية ...الفن بالنسبة للإعلامي هو كيف يقنع المشاهد أن لا يغير المحطة في اقل من الثواني وإلا سيغير ليشاهد غيرك فهما يلتقيان أمام المشاهدين والكاميرا وحينها تكمن لحظة التميز لان الحكم والمحبة في النهاية تعود للمشاهدين وليست لنا فبمحبتهم ودعمهم نعلو ومن دونهم ليس لنا قيمة. 

6. بالنسبة لروان شقيقتك ما رأيك بالخطوات التي تخطوها نحو النجومية وماذا تقولين في الانتقادات التي تعرضت لها؟ 

روان أنا فخوره بها جدا فتاة مثلها لا تريد شئ سوى أن تغني وتعمل الشيء الذي تحبه وتحلم به منذ صغرها .
الناس ترى في روان أنها مجرد فتاه تريد احتراف الغناء ولكن الحقيقة انهامرت بظروف ومطبات بمطبات مؤثرة وموجعة في حياتها على الصعيد الشخصي وخرج صوتها لتتحدى نفسها أولا ولتتحدى نظرة العالم للفتاه في غزه ثانيا.
المنتقدين سواء كانت روان أو غيرها لن يتوقفوا .. انتقدوني قبلها كيف لفتاه أن تنزل الشارع وتحمل كاميرا ومايك وتقف بين الناس !!! ومن ثم تريد السفر للخارج وحدها !! ...أقول لكل من ينتقد روان لا تحكموا عليها بهذه السرعة فقط اصبروا لتروا مشوارها.

7. كيف ترين روان بعد برنامج محبوب العرب سواء بقيت للنهائيات أم خرجت؟

طبعا أتمنى لها التوفيق من كل قلبي .. واتمنى أن تصل لمراحل متقدمة في البرنامج ليس لأنها شقيقتي بل لأنها صوت جميل ويستحق وسواء بقيت للنهائيات أو خرجت ستكمل مشوارها الذي بدأته لأننا على قدر عالي من المسؤولية ولا نعرف الفشل وستشق طريقها ولن تتوق.

ما هي رسالتك الأخيرة لغزة وأهلها؟

غزه بلدي و أهلها أهلي ولي فيها ذكريات لا تقدر بثمن ونفسي أن أعود لها لأخدمها بيوم من الأيام ."وسواء أنا أو روان بناتك يا غزه بيحبوكي وما الهم استغناء عنك مهما طال الزمن".

أكيد لا بد أن نشكر "معا" أيضا لإجراء هذا اللقاء الذي أتاح لي الحديث فانا من المتابعين لكم باستمرار لأنكم مميزين.

مقابلة هدية الغول