نشر بتاريخ: 23/11/2016 ( آخر تحديث: 23/11/2016 الساعة: 13:03 )
القدس- معا- استقبل المطران
عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس وفدا من أبناء الرعية الارثوذكسية، اليوم الأربعاء، وزار بلدتي دير الاسد والبعنة (قضاء عكا) أمس الثلاثاء.ووصل الوفد الى القدس صباح اليوم في يافا واللد والرملة وذلك في زيارة حج للأماكن المقدسة في القدس وبيت لحم، وضم 150 شخصا من أبناء الرعية الأرثوذكسية الذين يقومون اليوم بهذه المسيرة الروحية وبهذا النشاط الكنسي.
وبدأت زيارة الوفد لمدينة القدس من باب الاسباط مرورا بأزقة القدس العتيقة وطريق الالام ووصولا الى كنيسة القيامة، واستقبلهم المطران في باحة الكنيسة وقرأ أمامهم فصلا من الانجيل المقدس، ومن ثم ابتدأت الجولة داخل الكنيسة بالصلاة والدعاء امام القبر المقدس، وزيارة كافة المواقع الدينية التاريخية داخل الكنيسة وفي غرفة الذخائر المقدسة سجد الجميع لخشبة الصليب المقدسة ولذخائر القديسين المحفوظة في هذا المكان.
ومن ثم انتقل الجميع الى كاتدرائية مار يعقوب، واستمعوا الى حديث روحي من المطران، الذي تحدث عن أهمية هذه الزيارات التي تؤكد تعلقنا وتشبثنا بمقدساتنا والتي تذكرنا بمحبة الله لنا الذي افتقدنا بمحبته ومودته ورحمته.
وقال المطران إن زيارة الوفد اليوم للقبر المقدس ولمغارة الميلاد في بيت لحم هي عودة الى جذور الايمان، وتأكيد على تمسكنا بقيمنا وتاريخنا وتراثنا وهويتنا واصالتنا وانتماءنا لهذه الارض المقدسة حاضنة اهم مقدساتنا وتراثنا الروحي والانساني والوطني، الارض المقدسة التي نتعلق بها وننتمي اليها روحيا وانسانيا وحضاريا ووطنيا.
وتحدث عن تاريخ كنيسة القيامة في القدس وعن تاريخ كنيسة المهد في بيت لحم، كما ابرز اهم المحطات التاريخية المتعلقة بالحضور المسيحي في هذه الارض المقدسة .
وأضاف" المسيحيون في فلسطين وفي هذه الارض المقدسة بشكل عام يتعرضون لحملة غير مسبوقة تستهدف انتماءهم الوطني واوقافهم الكنسية ودورهم في خدمة وطنهم ومجتمعاتهم، يريدون تصفية وجودنا في هذه الديار بوسائلهم المعهودة والغير المعهودة وهم يجدون من يتواطأ معهم ويساعدهم في تمرير مشاريعهم واجنداتهم التي لا تستهدف المسيحيين لوحدهم بل تستهدف كافة ابناء شعبنا".
وزار المطران، يوم امس الثلاثاء، بلدتي دير الاسد والبعنة (قضاء عكا).
وقدم المطران التعزية للناشط الاجتماعي ابو بشارة الاسدي بوفاة والدته، والقى كلمة في بيت العزاء، كما التقى مع عدد من النشطاء والشخصيات الاعتبارية، وجرى التداول حول الاوضاع الراهنة والتحديات التي تواجه شعبنا.
واختتم الزيارة بلقاء عمل مع فضيلة الشيخ نور اليقين بدران امام مسجد النور في البعنة، وجرى التداول في مسألة مشروع القانون المزمع تمريره والذي يستهدف اصوات اذان المساجد واجراس الكنائس كما تم التباحث في اتخاذ سلسلة اجراءات والقيام بفعاليات احتجاجية رافضة لهذا القانون العنصري الذي يرفضه شعبنا الفلسطيني جملة وتفصيلا، وتم التأكيد في هذا اللقاء على رفض مشروع القانون العنصري الهادف الى اسكات اجراس كنائسنا واصوات مآذن مساجدنا ونعتبر هذا القانون قانونا عنصريا بامتياز يستهدف كافة شرائح شعبنا الفلسطيني لا سيما انه يستهدف كافة دور العبادة بما في ذلك كافة الكنائس وكافة المساجد.
وأضاف" اننا نعتقد بأن مشروع القانون هذا انما هدفه الاساسي هو استهداف مدينة القدس التي تحمل طابعا دينيا روحيا تاريخيا وتراثيا مميزا وانه يندرج في اطار السياسات العنصرية التي تستهدف مدينة القدس بكافة مؤسساتها ومقدساتها وابناء شعبها ، انه استهداف لهوية القدس العربية الفلسطينية، استهداف لابعادها الدينية الاسلامية والمسيحية ومحاولة للنيل من الحضور العربي الفلسطيني الاصيل في المدينة المقدسة".
وأكد على رفض السياسات العنصرية والممارسات الاحتلالية بحق شعبنا الفلسطيني فإننا نعلن ما اكدناه دوما وفي اكثر من لقاء واجتماع بأننا نرفض العنصرية والتطرف الديني والتكفير والاقصاء كما نرفض الارهاب الذي يدمر في وطننا العربي ، انه ارهاب يخدم المشاريع الاستعمارية في منطقتنا ، انه ارهاب يلبس ثوب الدين والدين منه براء لان ادياننا ترفض العنف والقتل وامتهان الكرامة الانسانية.
وأوضح أن العنف المستشري في قرى وبلدات الداخل الفلسطيني فهي ظاهرة تحتاج الى معالجة تربوية تساهم فيها دور العبادة والمؤسسات التعليمية والاهلية والثقافية وغيرها، كلنا يجب ان نكون موحدين في تصدينا لهذه الظاهرة المستشرية في وسطنا العربي والتي ادت الى سقوط الكثير من الضحايا الابرياء، واننا اذ نعلن رفضنا واستنكارنا لجرائم القتل التي تحدث في مجتمعنا العربي تحت مسميات وعناوين متعددة فإننا نقول بأننا نرفض هذه الجرائم ولا يوجد هنالك ما يبرر مثل هذه الافعال التي يرفضها كل انسان عاقل ومؤمن ويجب ان تتظافر جهود كافة المخلصين المنتمين لشعبنا والحريصين على وحدته وصون ثقافة السلم الاهلي، ومن واجبنا جميعا ان نساهم باطلاق مبادرات خلاقة هادفة لمعالجة هذه الافة الخطيرة الهدامة التي تعصف بمجتمعنا العربي في الداخل الفلسطيني.
وبين أنه يجب تكثيف اللقاءات الحوارية التي يشارك فيها رجال دين من كافة الطوائف، فلقاءاتنا ومؤتمراتنا واجتماعاتنا يجب ان تستمر وان تتواصل وفي اكثر من مدينة وقرية عربية وليس هذا من باب الترف الفكري وانما باب تأكيد لحمتنا واخوتنا وانتماءنا جميعا الى الاسرة البشرية الواحدة التي خلقها الله.