نشر بتاريخ: 24/11/2016 ( آخر تحديث: 24/11/2016 الساعة: 20:30 )
رام الله- معا- عقدت مؤسسة برامج الطفولة مؤتمر "نهج التعلم من الحياة.. أطفال اليوم بناة المستقبل"، بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطيني، وكلية مجتمع المرأة الطيرة، وكاريتاس ألمانيا.
وجاء ذلك بحضور ومشاركة ممثلي من المجتمع المحلي والمؤسسات التي تعنى بالطفولة وعدد من مربيات الاطفال والمرشدات التربويات.
واعتبر فريد أبو قطيش مدير عام مؤسسة برامج الطفولة أن برنامج تدريب المربيات الذي يعتمد نهج التعلم من الحياة، وتعتمده المؤسسة في التعامل مع الاطفال في الروضات، يستند إلى معلومات تفصيلية ودقيقة يتم استقاؤها من الاطفال والمربيات والأهل بخصوص تديد الظروف المفصلية او مواضيع التعلم لكل من الاطفال والاهل بالتعاون مع المجتمع المحلي. لكي يتم أخذها بعين الاعتبار في وضع المنهاج المناسب للاطفال، وتخليصها من مشكلاتها وتحدياتها.
وفي جلسة الافتتاح، تحدث المهندس فواز مجاهد ممثلا عن وزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم، مؤكدا على أن الوزارة تعوّل على رياض الأطفال للقيام بتعزيز دور الطفل في المجتمع والبيئة الفلسطينية، لكي يتسنى لنا التأسيس لغدٍ يكون اطفال اليوم قادرين على بناء المستقبل، وفق طاقات وامكانات مؤسسة في اجواء تربوية وعلمية تبني شخصية بناءة وفاعلة.
وعبر مجاهد عن أمله في أن يخرج المؤتمر بتوصيات قابلة للتعميم والتنفيذ من خلال برامج وتوجهات وزارة التربية والتعليم.
وفي مداخلته، تحدث ضرغام عبد العزيز مدير التعليم في منطقة القدس ووكالة الغوث الدولية، واصفا مرحلة ما قبل المدرسة أنها مرحلة تتشكل من ثالوث يمثله الأب والأم والبيئة في تهيئة الطفل واعداده اعدادا سليما للتكيف في رياض الأطفال.
وأضاف أن دور مربيات الأطفال يتمثل في تحضير البيئة الصفية للطفل كي لا يشعر بالفوارق ويبدأ بالتكيف من خلال الأسابيع الأولى، مؤكدا على أنهم في التربية والتعليم ووكالة الغوث، يعتنون بآلية التعلم عبر اللعب والحب الذي يغير مسلكيات الطفل إيجابيا.
وعرض علي أبو زيد مدير عام التعليم العام في وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطيني إطار المنهاج الفلسطيني للطفولة المبكرة، محددا الإطار العام الوطني لمنهاج مرحلة رياض الاطفال في فلسطين، مؤكدا على أن هناك حاجة لوعي لمعلمة المربية لخصوصية الطفل الفلسطيني والقيام باجراءات وقائية وعلاجية وإرشادية وتوعوية وترفيهية، من شأنها تخفيف التوتر عند الاطفال وتعديل سلوكهم ومساعدتهم على التكيف.
وبين أبو زيد أهم مرتكزات أنشطة القويم في مرحلة الطفولة المبكرة، ومنها تقويم المخرجات التعلييمية التي تغطي جوانب شخصية الطفل كافة، وتفعيل نتائج التقويم والوصول بها الى الاسرة ومخططي البرامج والمدربين، والاختيار الحكيم لادوات التقويم بما يحقق فلسفة التقويم من أجل التعلم والتليم.
وتناولت الدكتور عائشة الرفاعي عميد كلية مجتمع المرأة في الطيرة دور الجامعات والمعاهد معلمات رياض الأطفال والشراكة بين كلية مجتمع المرأة ومؤسسة برامج الطفولة.
وبينت د.رفاعي أن عمل كلية مجتمع المرأة في مجال الطفولة يقوم على أساس إعداد مربيات كفؤات، وتعريفهن ببيئة الطفولة، مشيرة إلى أن كلية مجتمع المرأة تعطي أولوية للشراكات مع المؤسسات الرسمية وغير الحكومية العاملة في هذا الحقل، لاسيما وأن الجهد الجماعي وتكامل الخبرات هو السبيل الأنجع للتصدي لهذه المهمة الكبيرة.
ومن جانبها سلطت آيرين بيرجر المستشارة الألمانية الضوء على نهج التعلم من الحياة عبر الثقافات، مؤكدة في البداية أنها تعتبر العمل في فلسطين مهمة خاصة جدا وشخصية بالنسبة إليها، وأن هذه البلاد نتيجة الظروف التي تعيشها وبخاصة الطفولة الفلسطينية بحاجة إلى مزيد من الجهد والمبادرات وتحديدا في العمل مع المربيات وتطوير قدراتهن لأنهن أولا يعرفن حيثيات البيئة الفلسطينية، أما هي فتمتلك المعرفة العلمية والتربوية القادرة على التعامل مع تفاصيل البيئة وفق نظريات تربوية حديثة.
وأضافت أنه لا يمكن الاعتماد على نظرية تربوية واحدة في التعامل مع هذه القضية بل نسعى للاستفادة من عدد من النظريات ومن أهمها نظرية شاول روبينسون- مفهوم بنية المنهاج، ونظرية إيفان ألبيش مجتمع بلا مدارس ، وباولو فريري المواضيع التراكمية او الظروف المفصلية.
وناقشت بيرجر مفاهيم التنشئة الاجتماعية، والأوضاع المعيشية المحددة ووضع الأسر وتأثيرها على تطور الطفل، والمواقف الحياتية كمجالات للعمل والتعلم، والظروف المفصلية التي تعكس الحياة الواقعية للأطفال وأسرهم، مؤكدة أن الأطفال والكبار في التجربة يتعلمون معا، وأن الأطفال يصنعون حياتهم بأيديهم من خلال إشراكهم المباشرة في التجربة، إلى جانب أن الأهل هم شركاء المربيات حيث لا يمكن بأي حال من الأحوال فصل المربية عن أسرة الطفل.
أما يسرى محمد مديرة وحدة مجال الطفولة في مؤسسة برامج الطفولة فقدمت عرضا تطبيقيا لنهج التعلم من الحياة بالتناغم مع إطار المنهاج الفلسطيني، مشخصة واقع الطفولة الفلسطينية، مقدمة أمثلة عن أساليب تربوية وتغذوية خاطئة تعتمدها الأسر مع الأطفال، داعية إلى تكامل الأسلوبين التربوي والصحي في التعامل مع الطفل لكي ينشأ سليما صحيا ومؤسسا تربويا.
وأشادت محمد بالدور الاستشاري للمستشارة الألمانية وكريتاس ألمانيا في دعم البرنامج الذي ما كان له أن يحقق ما حققه من نجاحات بمعزل عن هذا الدعم، مشيدة أيضاً بدور المؤسسات الفلسطينية الشريكة في توفير كل مقومات النجاح للبرنامج من خلال الإسناد البناء له، ومنها وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطيني، ووزارة الصحة الفلسطينية، ووكالة الغوث الدولية، ومؤسسة عبد المحسن القطان، ومؤسسة التأهيل المبي على المجتمع المحلي، وجمعية الشيان المسيحية، ومؤسسة اجنحة الامل.
وفي إطار نهج التعلم من الحياة، تم طرح تجربة تطبيقية شارك فيها د.وليد الخطيب من وزارة الصحة الفلسطينية وففيان طنوس من مؤسسة عبد المحسن القطان وسهير عواد من وزارة التربية والتعليم، وتناولت التجربة الصفوف التمهيدية في وزارة التربية والقيمة المضافة لها.
وأعرب نيابة عن محافظ القدس محمد الطري عن دعم المحافظة لتوجهات المؤتمر على اعتبار ان الاهتمام بالطفولة يؤسس لمجتمع فلسطيني مستقبلي مبني على ركائز قوية، وأن اتباع نهج التعلم من الحياة، يستجيب للواقع الفلسطيني ولحاجات الطفولة الفلسطينية على وجه الخصوص.
وختم المؤتمر الذي أداره بنجاح د. عدنان عبد الرازق المستشار الأكاديمي لمؤسسة برامج الطفولة، بحلقة نقاش أدارها فريد أبو قطيش مدير عام مؤسسة برامج الطفولة تحت عنوان "نظرة مستقبلية"، حول تكوين لجنة توجيه تساعد على نشر التجربة في اطر التربية المختلفة بعد أن يتم دمج النهج في إطار المنهاج، وايجاد موارد لدعم الأطر التربوية بتدريب كوادر مهنية تشرف على تنفيذ النهج الشمولي التكاملي، وايجاد روضة تطورية او أكثر يطبق فيها النهج، بما في ذلك مشاركة الأهل، وتطوير مراكز موارد تربوية مجهزة بالمواد والالعاب والوسائل اللازمة تسهم في تعميق مهنية نشر هذا التوجه.