رام الله -معا - نعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" رئيس كوبا السابق فيديل كاسترو ، واصفة إياه بالزعيم العالمي والصديق الكبير لشعبنا الفلسطيني.
وقال منير الجاغوب رئيس اللجنة الاعلامية في التعبئة والتنظيم "نشارك شعب كوبا وكل الأحرار في العالم أحزانهم برحيل مناضل وزعيم عالمي، وصديق عظيم وكبير لشعبنا الفلسطيني، وزعيمنا وقائد ثورتنا الرئيس الشهيد ياسر عرفات".
وأكد البيان "الزعيم كاسترو ضرب نموذجا إنسانيا قل مثيله بالتضحية والحكمة البصيرة والإبداع النضالي من أجل الانتصار لقضية الحرية والاستقلال لوطنه وللشعوب المظلومة، على رأسها شعبنا الفلسطيني الذي يكن له الاحترام والتقدير والمحبة باعتباره نموذجا تفخر حركتنا وشعبنا انه كان من المناصرين الأوفياء لقضيتنا ولثورة شعبنا وحقه في الحرية والاستقلال".
وأكد الجاغوب إن "مواقف الزعيم كاسترو المشرفة مع شعبنا علامة فارقة على صعيد العلاقة بين حركات التحرر والشعوب المناضلة، وعاهدت روح كاسترو على الوفاء للقيم الكفاحية والنضالية المشروعة التي أرسى دعائمها لدى حركات التحرر مع صديقه الزعيم ياسر عرفات".
كوبا والقضية الفلسطينية
كانت كوبا الدولة الأمريكية اللاتينية الوحيدة التي صوتت ضد قرار تقسيم فلسطين الصادر عام 1947. وقد أوضح مندوبها في الأمم المتحدة آنئذ أنه “يقف موقف المعارضة من مشروع التقسيم بالرغم من الضغط الذي وقع على حكومته”.
الموقف الكوبي المتميز الجديد المناصر للقضية الفلسطينية تدريجياً بعدما استلم كاسترو الحكم بعد الثورة انضمت كوبا إلى حركة عدم الانحياز* التي حددت موقفها من القضيةالفلسطينية إيجابياً منذ البداية. وقد تفردت كوبا من بين دول أمريكا اللاتينية بشجب العدوان الإسرائيلي صبيحة الخامس من حزيران 1967 وطالبت بانسحاب (إسرائيل) الشامل والناجز من الأراضي المحتلة.
وبتاريخ 26/7/1970 دعيت منظمة التحرير الفلسطينية* لأول مرة لحضور احتفالات أعياد الثورة الكوبية. وبعد أن تحققت وحدة فصائل المقاومة عام 1972 أدرك القادة الكوبيون أن نضال الشعب الفلسطيني نضال مشروع لتحرير واستعادة الأرض والحق المغتصبين وأنه جزء من كفاح الأمة العربية ضد الامبريالية العالمية.
وفي عام 1972 ذاته صادرت السلطات الكوبية المركز الثقافي الإسرائيلي في هافانا وكانت تبث منه الدعاية الصهيونية المضللة. وظلت البعثة الإسرائيلية الدبلوماسية بعد ذلك التاريخ موكلة إلى دبلوماسي برتبة سكرتير أول إلى أن أعلن فيدل كاسترو بتاريخ 9/9/1973 في مؤتمر القمة الرابع لدول عدم الانحياز المنعقد في الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع (إسرائيل). وبهذا كانت كوبا أول دولة في القارة الأمريكية تقطع علاقاتها الدبلوماسية بالكيان الصهيوني.
ثم توالت مظاهر التأييد والدعم الكوبي للقضية الفلسطينية. وتجلى ذلك بزيارة وفد منظمة التحرير الفلسيطينية برئاسة ياسر عرفات لكوبا من 14-17/11/1974، وبإقامة مكتب دائم لمنظمة التحرير في هافانا، وبالبيانات المشتركة المتتالية التي كانت كوبا طرفا فيها، وبتصريحات القادة الكوبيين وخطبهم، وبموافق كوبا المؤيدة في منظمة الأمم المتحدة أو خارجها للحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني ومنها حقه في تقرير المصير والعودة وإقامة دولته المستقلة في فلسطين، وبإدانات كوبا المتكررة للصهيونية العنصرية وتنديداتها بالممارسات الإسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة، وبمساندتها لكفاح منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها المممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. وقد ظهر كل ذلك بوضوح في المؤتمر الأول للحزب الشيوعي الكوبي المنعقد في هافانا (17-22/12/1975).