الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

صائدو العصافير- البحث عن لقمة العيش تحت النيران

نشر بتاريخ: 26/11/2016 ( آخر تحديث: 26/11/2016 الساعة: 17:31 )
صائدو العصافير- البحث عن لقمة العيش تحت النيران
غزة- معا- على الحدود الشرقية لقطاع غزة ينتشر العشرات من صائدي العصافير قرب السياج الفاصل، لا يخشون الطلقات النارية الإسرائيلية التي يمكن أن تصطادهم، يبحثون عن رزقهم رغم الأجواء الباردة في ساعات الصباح.
العمل موسمي في فصل الشتاء فقط ولا يتجاوز عدد العصافير التي يصطادونها العشرة في كل أسبوع، ويتحكم في عملهم الطقس وموسم هجرة العصافير.
زهير يعمل في مهنة صيد العصافير منذ ما يقارب 29 عاما، صدفة لا رغبة في الوصول الى الخطر، كما يقول، ولكنها المصدر الوحيد للرزق في ظل عدم وجود فرص عمل وتفشي البطالة بين صفوف الشباب وخاصة الخريجين.
وعلى الرغم من أن الصيد لم يكن وفيرا اليوم بسبب الرياح والرمال التي تضرب المنطقة، إلا أن صيد العصافير يعود بدخل مادي جيد لزهير إذا كان الجو معتدلا، مبينا أن أسعار العصافير التي يصطادها يتراوح ما بين 150 الى 200 شيكل وقد تدر عليه دخلا يوميا قد يصل الى 1000 شيكل حسب الصيد والبيع.
ويؤكد زهير أن عملية البيع تعتمد على عدد العصافير التي يتم اصطيادها مضيفا: "الآن لو عندي 100 عصفور استطيع بيعهم".

وحول المخاطر التي يتعرض لها زهير وزملاؤه على الحدود الشرقية لقطاع غزة، أكد أنهم يتعرضون للخطر اليومي ولكنهم لا يخشون البحث عن قوت أطفالهم قائلا: "ما صدقنا الحكومة خلتنا نقرب من السلك عشان نترزق أما اليهود إحنا ما بنخاف منهم".
مهنة مورثة
بينما كان يجلس بالقرب من السياج الفاصل مريضا يتفرج على صيادي العصافير اقترب منه احدهم وسأله هل ترغب بتعلم مهنة الصيد هذه كانت بدايات زهير مع مهنة صيد العصافير على عكس حسون الذي امتهن مهنة صيد العصافير من والده قبل عشر سنوات.

يقول حسون أن مجموع ما يصطاده أسبوعيا لا يتجاوز 10 عصافير فقط تمثل مصدر رزقه إذا تمكن من بيعها مبينا أن العمل في هذه المهنة موسمية فقط في فصل الشتاء حيث يكثر فيها هجرة العصافير.
أسعار خيالية
ولفت حسون أن أسعار العصافير قد ترتفع كلما كان العصفور جميلا أو لديه مميزات أخرى كتعليمه لغة العصافير، فقد تصل أسعارها الى 800 أو 1000 دولار للعصفور الواحد.
ورغم أنه ورث هذا العمل عن والده إلا أنه لا يفكر في توريثه لنجله، نظرا للمخاطر المحدقة بهم على الحدود الشرقية لقطاع غزة وخاصة في منطقة الفراحين، حيث يكثر صيد العصافير في تلك المنطقة وتبقى مغادرتهم للحدود سواء صادوا أم لا مرهونة بطلقة نارية تحذيرية تطلقها قوات الاحتلال تطلب منهم ترك المكان.
اهم طيور غزة
ويشار الى أنه يوجد في غزة عدة أنواع من الطيور حسب المنطقة التي تعيش فيها مثل شاطئ البحر المتوسط ووادي غزة: للطيور الجاثمة مثل: البط والخرشنة والنورس والغر، والمخوضة مثل طائر الطّول ذي الأجنحة السوداء والزقزاق ودجاج الماء، أما البيارات الحمضيات فتوجد فيها الطيور الآكلة للحشرات والثمار مثل: أبو قلنسوة والشحرور والسمن، في حين يتواجد في الحقول الزراعية القبرة (القنبرة) والحمام واليمام والبلبل، وعصفور الشمس الفلسطيني، وبعض طيور الجوارح أما داخل المراكز الحضارية فيتواجد فيها طيور السُمامة البيضاء والغراب ذو الرقبة البنية (غراب الزيتون) والبومة الصغيرة.

ويمكن القول أن موقع وادي غزة يعد من أكبر المواقع الطبيعية التي تضم عشرات الأنواع من الطيور الإقليمية والعالمية المهددة بالانقراض، وتوجد في المنطقة على مدار العام تبعا لموسم الهجرة وأنواع الطيور المهاجرة، والتي تأتي بأسراب تصل إلى عشرات الآلاف إلى الشاطئ، كما يحدث مع طير الفر (السُماني) أثناء هجرته الخريفية، أو النورس الصغير (2500 طير تقريبا في كل هجرة له).
تقرير: هدية الغول