رام الله -معا - أقامت مفوضية العلاقات الدولية في حركة فتح وجمعية الصداقة الفلسطينية الكوبية، أمس الأحد بيت عزاء للزعيم الكوبي والمناضل الأممي الخالد فيدل كاسترو، وذلك في رام الله، بحضور أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وممثلين عن مختلف الفصائل الوطنية، ولفيف من المثقفين والدبلوماسيين الفلسطينيين والأجانب.
وجاء بيت العزاء هذا بمثابة جزء من رد الجميل تجاه الزعيم كاسترو في دعمه للشعب الفلسطيني وقضيته على مختلف الأصعدة، حيث عبر المشاركون في العزاء عن حزنهم العميق على رحيل القائد كاسترو، وعن تضامنهم مع الشعب الكوبي.
داعم أساسي لفلسطين
وقال عضو اللجنة المركزية ومفوّض العلاقات الدولية لحركة فتح دكتور نبيل شعث، إن كوبا كانت داعما اساسيا للقضية الفلسطينية في كافة مراحلها وكان الراحل فيدل كاسترو صديقا مقربا من الشهيد ياسر عرفات، معتبرا أن هذا العزاء "هو اقل واجب تجاه هذا القائد الذي عايش مناضلا ومدافعا عن حقوق شعبه".
وقال الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي، إن شعبنا فقد صديقا مخلصا لفلسطين، وكان نصيرا لكل حركات النضال في العالم ومناصرا أساسيا لشعبنا ضد الاحتلال. أما القيادي في حركة فتح نبيل عمرو، فقال إن ظاهرة فيديل كاسترو يجب أن تستلهم في حياتنا الفلسطينية، فقد عاش 90 عاما من النصر ونجح في تحقيق النصر لشعبه في شتى المجالات رغم محاولات العزلة المتواصلة التي كان يتعرض لها.
من جانبه، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ناصر القدوة، إن السؤال الكبير في حياة فيديل أنه كيف نجح في الصمود كل هذا الوقت أمام أكبر القوى الامبريالية في العالم التي عزلت جزيرته الصغيرة لعقود، لذا يجب أن نستلهم من تجربته ما يقودنا للحرية والاستقلال.
وقال رئيس لجنة الصداقة الكوبية الفلسطينية محمد ابو عطوان، إن "الرئيس الراحل المناضل فيدل كاسترو طالما علّم شعبه حبَ فلسطين وكان يقدم لها مئات المنح الدراسية لطلاب الفلسطينيين وكان نصير للشعوب المظلومة". أما منسق القوى الوطنية والإسلامية الرفيق عصام بكر، فبعث بتعازيه للشعب الكوبي والقيادة الكوبية لفقدانهم للقائد كاسترو، الذي سيبقى مثلا للشعوب الطامحة للحرية.
تحدّي الهيمنة الإمبريالية
كما شارك نيابةً عن الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة الرفيق رجا زعاترة سكرتير منطقة حيفا الحزبية وعضو مكتب الجبهة، والرفيقة نوعا ليفي عضو اللجنة المركزية للحزب. وألقى زعاترة كلمة قال فيها إنّ رحيل كاسترو هو خسارة كبيرة للإنسانية جمعاء ولجميع قوى التحرّر والتقدّم في العالم، وهو أيضًا خسارة فادحة للشعب العربي الفلسطيني ولقضيته العادلة التي ناصرها كاسترو ورفاقه في كوبا وأمريكا اللاتينية قلبًا وقالبًا. وأضاف أنّ الراحل الكبير حوّل كوبا – هذه الجزيرة الصغيرة حجمًا والكبيرة معنًى - من فناء خلفيّ للولايات المتحدة إلى منارة لجميع شعوب العالم في تحديها للهيمنة وتصدّيها للمخططات الإمبريالية اللصوصية، والتي تستهدف دول وشعوب منطقتنا أيضًا.
ولفت زعاترة إلى تحريض الأبواق الحكومية والإعلامية الصهيونية على فيدل كاسترو، "لأنّهم يمقتون القيم الأممية والإنسانية التي يمثلها هذا المناضل الرمز، والذي سيبقى مصدر إلهام للشعب الفلسطيني في مختلف أنحاء تواجده".