الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

بحضور وزير الزراعة- مجموعة عنبتاوي تفتتح أكبر مشروع استراتيجي لزيت الزيتون في المنطقة

نشر بتاريخ: 11/12/2007 ( آخر تحديث: 11/12/2007 الساعة: 20:33 )
نابلس-سلفيت-معا- في نقلة نوعية في تاريخ زيت الزيتون الفلسطيني، افتتح وزير الزراعة الفلسطيني محمود الهباش مندوبا عن رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض وبحضور العشرات من رجال الأعمال والاقتصاديين الفلسطينيين مشروع "تخزين وتعبئة زيت الزيتون الفلسطيني عالي الجودة" الذي تنفذه شركة الشرق الأدنى للصناعة والتجارة إحدى شركات مجموعة عنبتاوي وبدعم من مشروع تنمية الشراكة الزراعية الإنتاجية الفلسطينية ( PAPA ) أحد مشاريع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ( USAID)، وذلك في مقر الشركة الكائن في المنطقة الصناعية بيت إيبا غرب نابلس.

ورحب عريف الحفل سعيد صبري مدير مشاريع الـ(PAPA ) بالحضور، مشيرا إلى أن مشروع زيت الزيتون يعتبر الأكبر في المنطقة من حيث القدرة التخزينية والإنتاجية للنوعية المميزة.

وأضاف "عملنا سويا خلال العامين الماضيين لنرى نتاج شراكتنا بمنتج فلسطيني يغزو الأسواق العالمية ويعزز المفخرة الفلسطينية بإنتاج إضافي إلا وهو زيت الزيتون عالي الجودة".

من جهته عبر الوزير الهباش عن سعادته بوجود مثل هذا المشروع الضخم الذي وضعت لبناته أياد فلسطينية ماهرة، مؤكدا أن السلطة الفلسطينية ووزارة الزراعة تعملان بالتعاون مع المجتمع الدولي وكافة المؤسسات المحلية الحكومية والقطاع الخاص على بناء القدرات وتنفيذ الخطط التنموية للنهوض بالزراعة الفلسطينية عامة وبقطاع زيت الزيتون الذي يضعه على سلم أولوياته على وجه الخصوص ليعود إلى دوره الريادي في دعم الاقتصاد الوطني.

ولفت الوزير إلى أن القطاع الزراعي يواجه العديد من العراقيل والصعوبات، ويقف على رأسها ممارسات الاحتلال الإسرائيلي الممنهجة والمتمثلة باقتلاع الأشجار التي بلغ عددها مليون ونصف مليون شجرة، بالإضافة إلى مصادرة الأراضي وشق الطرق الالتفافية وبناء جدار الفصل وغيرها، الأمر الذي أدى إلى ضعف الإنتاج وارتفاع التكاليف. كما أن الاغلاقات المستمرة للأراضي الفلسطينية وفرض الحصار الخانق والسيطرة على المعابر أدت إلى عرقلة عملية التصدير والتسويق للخارج. وأكد أن وزارة الزراعة وبدعم كامل من الحكومة تولي القطاع الزراعي أهمية بالغة، من خلال تنفيذ المشاريع وتقديم كافة الخدمات الاستشارية للمزارعين ورفع الكفاءات بهدف زيارة القدرة التنافسية للمنتوج الفلسطيني.

وأشار إلى أن الوزارة تسعى وبالتعاون مع كافة المؤسسات الدولية المحلية إلى توفير الأموال لتحسين زيت الزيتون كما ونوعا، والى تقديم كافة التسهيلات لتشجيع الاستثمار في قطاع زيت الزيتون.

بدوره أكد المهندس زياد عنبتاوي رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات عنبتاوي أن "للمجموعة جذور وطنية عميقة، إذ أن رؤيتها أن تصبح مؤثره إقليميا لخدمة الاقتصاد الوطني وزيادة قدراته، مشيرا إلى أن شركة الشـرق الأدنى للصناعة هي اليد الصناعية للمجموعة، حيث تم اختيار موقعها في قلب العاصمة الاقتصادية التجارية الصناعية الزراعية، إذ أن مقومات الزراعة في محافظة نابلس جعلتها نشيطة تجاريا وصناعيا، بالإضافة لكونها قريبه من الأغوار ومركزا رئيسيا للمحافظات الزراعية، وكانت حتى ستينيات القرن المنصرم مركزا رئيسيا لتوزيع الخضار في منطقة الشرق الأوسط، لذا فليس غريبا على محافظة بهذه الصفات أن تحتضن مشروعا زراعيا ضخما كهذا.

وطالب عنبتاوي الحكومة الفلسطينية وكل المؤسسات المعنية بدعم قطاع زيت الزيتون وتطوير البنية التحتية اللازمة للنهوض به في كل محافظات الوطن. مطالبا المجتمع الدولي بالعمل الجاد على إزالة الحواجز العسكرية عن مدينة نابلس لإحداث انتعاش اقتصادي فيها وفي شمال الضفة الغربية.

وعن مشروع الزيت، قال "إنه ومن اجل تحقيق رؤية المجموعة تبلورت فكرة إنشاء مشروع خاص لزيت الزيتون في المنطقة، كونه منتج وطني والأكثر انتماءً للهوية الفلسطينية، لذا عملنا على تنفيذ أول مشروع متكامل لتطوير قطاع زيت الزيتون بدعم من ال USAID من خلال مشروع PAPA ، الذي كان لهم الأثر في دعم مسيراتنا وخططنا الذي بدء تنفيذها عام 1997 .

وشكر عنبتاوي رئيس الوزراء د. سلام فياض على الدعم الذي قدمه لقطاع زيت الزيتون من خلال تقديمه ضمانات لقروض ميسرة عندما كان وزيرا للمالية عام 2005، مناشدا الحكومة تبني السياسة التي تبناها د. فياض والعمل على تقديم القروض الميسرة والحوافز الائتمانية إلى القطاع الخاص للنهوض به وتطويره لمحاكاة العالمية.

وأشار إلى أن شركة الشرق الأدنى للصناعة حصلت قبل أيام على شهادة نظام إدارة السلامة الغذائية ISO22000 وبهذا تكون أول شركة في العالم تحصل على هذه الشهادة في مجال زيت الزيتون، وكان ذلك من خلال التعاون مع هيئة الصناعات الغذائية ومركز التجارة الفلسطيني وبتمويل من البنك الدولي IFC .

واكد على دور الجامعات الفلسطينية البارز في دعم هذا القطاع، مشيرا إلى أن مجموعته بصدد توقيع اتفاقيات تعاون مع كل من جامعة النجاح الوطنية وجامعة بيرزيت، وبهذا يتم تحقيق سياسة المجموعة الرامية الى التعاون مع المؤسسات المحلية.

واكد عنبتاوي جاهزية شركته لعملية تصدير زيت الزيتون الفلسطيني عالي الجودة بعلامات تجارية هي الارض وزيتنا، مشيرا الى تصميم منتجات الشركة في احدث دور التصميم في اوروبا، والتعاقد مع أهم الوكلاء والموزعين في كل من قطر والبحرين والكويت والإمارات العربية وأوروبا والولايات المتحدة وكندا، منهوا الى ان الشركة تضع السوق المحلي على سلم أولوياتها.

واشار عنبتاوي بان الشركة وضعت خطة خمسية لتعزيز دورها في هذا القطاع وتنميته وبالتالي تعظيم الفائده على المزارع بشكل خاص والاقتصاد بشكل عام، وعمل خطط تشغيلية للقيام بزراعة الزيتون والدخول الى الصناعات الزراعية الاخرى المكملة لزيت الزيتون.

بدورها نقلت تغريد اللحام مسئولة المشاريع الزراعية في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ( USAID) تحيات هاورد سمكا مدير الوكالة ومايكل مارتن مدير مكتب القطاع الخاص للحضور، موضحة أن "مشروع تنمية الشراكة الزراعية الـ( PAPA ) والممول من قبلنا قام بتطوير عشرة اتفاقيات شراكة لدعم القطاع الزراعي في الضفة الغربية وقطاع غزة ومن ضمنها هذا المشروع الرائد"، في إشارة منها لمشروع مجموعة عنبتاوي.

من جهته قال آلن بيبر رئيس طاقم مشروع الـ(PAPA ) إن أهمية زيت الزيتون يعزز توجه مشروعه لدعم قطاع زيت الزيتون، خاصة أن شجرة الزيتون تعتبر من الأصناف الزراعية المرتبطة تاريخيا وثقافيا بفلسطين. كما أن 65% من الفلسطينيين يعيشون في القرى الريفية وكثير منهم يستفيدون من تلك الشجرة.

وتابع إلى انه وفي عام 2005 عندما بدء مشروع الـ(PAPA ) عمله تبين وجود نقص في شركات التسويق التي تستطيع أن تنقل المنتج إلى الأسواق العالمية، كما لا توجد آلية واضحة للمزارعين لتطوير جودة الزيت من أجل الحصول على أسعار مميزة وبجودة عالمية. وأضاف "وعليه فقد زادت قناعتنا أن تنال شركة الشرق الأدنى ثقة المشروع ولديها الإمكانيات لتحقيق الأهداف المرجوة في الحصول على جودة عالية لزيت الزيتون وتسويقه عالميا".

وشكر آلن بيبر وكالة الـ(USAID ) على دعمها الذي لولاها لم تحقق المشروع، وكذلك مجموعة عنبتاوي كما شكر زملائه في الـ( PAPA ) لجهودهم في إنجاح المشروع.

وفي النهاية كرم رئيس مجلس ادارة مجموعة عنبتاوي المهندس زياد عنبتاوي كل من ساهم في تطوير ونجاح المشروع، وكان على راسهم رئيس الوزراء، في الختام قام الوزير بقص الشريط معلنا عن انطلاق العمل في المشروع.