غزة- معا قال د. خليل الحية عضو المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية-حماس إن حركة حماس، تعمل وفق استراتيجية وطنية موحدة، تنبع من احترام الثوابت الفلسطينية، والمحافظة على المقدسات، وتسير وفق برنامج يشمل مشاركة الكل الفلسطيني، لإقامة مجتمع يصون الإنسان الفلسطيني، ووصولاً إلى الحرية والانعتاق من الاحتلال، جنباً إلى جنب ومنتسبة إلى أمتها العربية والإسلامية.
جاء ذلك، خلال اللقاء الذي عقدته دائرة العلاقات العامة في الحركة، وقيادة "حماس" في منطقة شرق غزة مع النخب والأكاديميين والوجهاء مساء اليوم الاثنين في الساحة الكبرى للمسجد العمري الكبير بمنطقة الدرج، بحضور قيادات الحركة ورموزها، وذلك تزامناً مع إطلاق فعاليات انطلاقتها في الذكرى الـ29، تحت عنوان (قدسنا عهد ووعد).
وجدد د. الحية رؤية الحركة في الذكرى بالقول: "نحن نقول في ذكرى الانطلاقة، الوحدة الفلسطينية هي العنوان، ولقد مارسناها على أرض الواقع، ولا زلنا نعمل بها، وندعو إلى مشاركة وطنية حقيقية في مؤسسات الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها منظمة التحرير الفلسطينية، والعمل وفق برنامج سياسي مشترك ومتفق عليه لأنه لا يصح العمل وفق برنامج أثبت فشله.
وأوضح أن حماس، وباقي الفصائل اتفقت على قضايا مشتركة، يحافظ على القضية الفلسطينية، وحق اللاجئين، والعودة، والإبقاء على نهج المقاومة في مواجهة الاحتلال لاستعادة الحقوق، وإجراء الانتخابات، والعمل في مؤسسات الشعب الفلسطيني على قاعدة الشراكة والوفاق، وتجريم التنسيق الأمني على اعتبار أنه خيانة، وأن الأمر يحتاج إلى التطبيق، والتنفيذ على أمر الواقع.
وذكر أن حماس تدرك الصعاب والمعاناة التي يمر بها شعبنا، خاصة في قطاع غزة، وأنت في الزمن الصعب، الذي تخلى فيه الجميع، فقدتم المال والولد والأهل، إلا إنه سيكون على أيديكم شرف الحرية والتحرير، وشرفكم الله بتقديم الشهداء والتضحيات، ونجحت حماس في تنشـ مجتمعاً بثت فيه روح المقاومة، بعد أن كانوا يفرون من مواجهة الاحتلال، ويقطعون أصابعهم ويفقعون عيونهم، فغيرت المقاومة المعادلة، وأثبتت توازن القوى
وبخصوص الرؤية المصرية الجديدة والخطوات الإيجابية التي يجري التحضير لها تجاه قطاع غزة، قال الحية إن حماس تتابع وتعمل على إنجاح هذه الرؤية، خاصة أنها رؤية جديدة تجاه قطاع غزة هدفها مد جسور التخفيف من وطأة الحصار المفروض على سكان قطاع غزة على الصعيدين الاقتصادي وحركة الأفراد، معرباً عن أمله أن تكلل هذه الجهود بالنجاح.
وعبر د.الحية عن شكره وتقديره لمصر وكل الدول التي تمد يدها للتخفيف عن الشعب الفلسطيني وتصليب جبهته الداخلية لمواجهة الاحتلال الصهيوني.
وحول أولويات حركة حماس في المرحلة المقبلة أكد د.الحية أن لدى حركته أولويات بعد التطورات الأخيرة أهمها ترتيب البيت الفلسطيني و اصلاح الحالة الفلسطينية، وحشد الإمكانات الفلسطينية والرؤية الفلسطينية لتغيير وظيفة السلطة والعمل على رؤية مقاومة رؤية سياسية لمواجهة الاحتلال، والمضي في خيار المقاومة وفي العمل السياسي، والعمل والالتحاق بالكل الوطني الفلسطيني مع الأمتين العربية والإسلامية.
يشار أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أطلقت في منطقة شرق غزة برنامج فعالياتها لإحياء الذكرى 29 لانطلاقتها تحت عنوان "قدسنا عهد ووعد".
وتتضمن فعاليات إحياء ذكرى الانطلاقة مشروع "عهد القدس" لزيارة أسر الشهداء والأسرى كافة في المنطقة بواقع 1000 زيارة، إضافة إلى سلسلة فعاليات جماهيرية وإعلامية متنوعة.
ويهدف المشروع إلى التواصل مع عوائل الشهداء والأسرى والوقوف على آخر أوضاعهم إلى جانب ربط قضية القدس وانتفاضتها بدماء الشهداء، بالإضافة إلى رفع همم عوائل الأسرى والتأكيد على أولوية قضية أبنائهم.
في سياق متصل، أكد الحية أن حركته كانت وما زالت تسعى وتهدف لتحقيق أمور واضحة فاسمها ينعكس على ومحتواها فهي حركة قائمة إسلامية تنتمي لفلسطين، مشيراً إلى أن الحركة اليوم بعد 29 عاماً على تأسيسها استطاعت وما زالت أن تُبقي خيار المقاومة قائماً.
وقال الحية :"الاحتلال يسعى لطمس الهوية الوطنية والإسلامية من نفوس المجتمع المسلم فحافظنا على هذه الهوية الرائعة القوية، وحافظنا على المجتمع من الانكسار".
واستعرض القيادي في حماس مراحل تأسيس الحركة إبان انتفاضة الحجارة الأولى عام 1987م، مشيراً إلى أن الحركة أسست لمرحلة بناء المجتمع الفلسطيني المسلم والحفاظ عليه من الضياع الذي يحرص العدو على تضييعه وتضييع هويته.
وأضاف "خيار المقاومة ليس ثقافة فقط بل عقيدة وإيمان لكن خيار المقاومة أثبتته حماس بالفعل على أرض الواقع"، لافتاً إلى قدرة المقاومة على ضرب الاحتلال في كافة أماكن تواجده في أراضينا المحتلة بفضل جهود رجال المقاومة والصناعة القسامية.
ولفت إلى أن هدف حماس الاستراتيجي هو تحرير فلسطين من البحر إلى النهر ولا يمكن لها أن تُفكر بغير هذا الهدف، مستطرداً "نحن نسير على وعد الله بتحرير فلسطين من الاحتلال وسيكون نهاية للوجود الصهيوني على أرضنا لأننا نسير على وعد الله ووعد رسوله".
وتابع "أدركنا من اليوم الأول أننا نعيش تحت الاحتلال لأننا عايشنا ظلم الاحتلال لذلك عندما انطلقت حركة حماس انطلقت بالمقاومة ويوم أن انطلقنا في الانتفاضة كان قادتها الأوائل في السجون الصهيونية يقبعون على خلفية انطلاقتهم لمواجهة الاحتلال بالسلاح فكان الشيخ أحمد ياسين وإخوانه يعدون العدة لمواجهة الاحتلال بالسلاح".
وأوضح أن حماس من يوم أن انطلقت وهي تسعى بكل جد واجتهاد أن تربي وأن تقيم الفرد المسلم والبيت المسلم والأسرة المسلمة والمجتمع المسلم .. هذا كان وما زال وفي سبيل ذلك نحن حركة إنسانية لاننا ندرك أن دين الله هو الغالب وهو المنتصر وأن شريعة الله فيها النعمة وفيها العزة وفيها الكرامة".
وأكد أن حماس استطاعت مع قوى الشعب الفلسطيني أن تبني في المجتمع روح المقاومة والجهاد ضد الاحتلال، مضيفاً "اليوم للأسف الأمة العربية والإسلامية بدأت تستوعب فكرة التعايش والتطبيع مع الاحتلال".
وعدًّ الحية الاحتلال بمثابة سرطان خبيث يجتث الأمة وثقافتنا وحضارتها ودينها، قائلاً "إن قبولنا ببقاء الاحتلال إقرار أن للسرطان بقاء في أرضنا وهذا الوجود الصهيوني فوق أرضنا سحابة لا بد أن تنقشع.
وتابع "نفخر اليوم أننا خرجنا عشرات الآلاف من حفاظ القرآن وبنينا مئات المساجد والمدارس والجامعات التي خرجت الأجيال وصانعة الأمجاد وصانعة الثقافات، ما زلنا ننتمي لهذا المجتمع الفلسطيني نحن حفدة الصالحين والأبرار.. هذا المجتمع الذي ننتمي إليه لذلك حرصت حماس على أن تعزز هذه الروح بين الناس".
وأردف قائلاً "قبل 40 عاماً لو عدنا إلى الوراء لوجدنا المجتمع في صورة واليوم المجتمع في صورة أخرى هذا بفضل العلماء والشيوخ والعائلات التي حافظت على التدين وعلى شريعة الاسلام اليوم نفخر بانتماءنا للاسلام".
وزاد في حديثه "ما زالت حماس تحشد الحشود وتجمع الناس وتجيش الأمة وتُعد العدة وتصنع كل ما تستطيع صناعته في مقاومة الاحتلال على طريق الانتصار والتحرير .. نحن لا نخشى الاحتلال نصنع صواريخ وطائرات ونبني أنفاق ونُعد رجال النخبة والضفادع البشرية".