كانت القذائف تتساقط حولنا والاشلاء امامنا: صحفيان يرويان لحظات اقتراب الموت بقذائف الدبابات الاسرائيلية بخانيونس !!
نشر بتاريخ: 12/12/2007 ( آخر تحديث: 12/12/2007 الساعة: 18:00 )
خان يونس- معا- كتب ابراهيم قنن- يؤكد الصحفيون الفلسطينيون، على الدوام أنهم مناضلون حقيقيون في ميدان العمل الصحفي والمهني.
وبالرغم من الظروف الصعبة التي تحاصر عملهم ألا أنهم استطاعوا نقل الصورة الحقيقية لمعاناة أبناء شعبهم ، للعالم ، وفضح الممارسات الإجرامية والقمعية التي يقوم بها جيش الاحتلال ضد المدنيين والمواطنين .
ولعل ما تنقالتة وسائل الإعلام المختلفة بالأمس من مشاهد لخير دليل على أن الصحفي الفلسطيني يستحق كل الثناء والتقدير وكل الوفاء من كافة الجهات والمؤسسات ، لا أن يقمع ويمنع من أداء رسالته !!
فالصورة التي نقلتها وسائل الإعلام للصحفيين يعقوب أبو غلوه ، ورامي أبو شماله ، كانت دليلا على همجية الاحتلال وتعمده قصف واستهداف الصحفيين أثناء تغطيتهم للإحداث الجارية ، وكانت بمثابة دليل جديد على فدائية الصحفي الفلسطيني الذي يعمل تحت خط إطلاق النار وإطلاق القذائف والصواريخ لنقل الصورة الحقيقة لمعاناة الشعب الفلسطيني وهمجية الاحتلال وجرائمة .
لحظات مع الموت :
الصحفي يعقوب أبو غلوه مصور وكالة وفا ووكالة الـ A.B ، استعرض دقائق من العيش مع الموت إثناء تعرضهم للقصف بثلاث قذائف مدفعية أطلقت على مكان تواجدهم في احد البيوت التي تم استهداف ثلاثة مقاومين من سرايا القدس فيه ـ فيقول " أثناء تغطيتنا لعملية الاجتياح لمنطقة الفخاري شرق خان يونس ، تم استهداف احد البيوت في منطقة ( فخاري ) بقذيفة مدفعية لم نكن نعلم حينها أن في داخل المنزل اى مقاومين أو مواطنين ولكن؛ بعد دقائق من مشاهدتنا للغبار وللدمار سمعنا أصواتنا تدعو للاستغاثة وان هناك شهداء في المكان فتوجهنا إلى البيت الذي تعرض للقصف وشاهدنا هناك مناظر مرعبة ومأساوية- فجثث الشهداء ممزقة بشكل كامل بلا رؤوس وبلا أطراف - ويضيف: كان مشهدا مؤلما وصعباً ، ولكننا تغلبنا علية وقمنا بواجبنا في تصوير المشهد" -
قذائف الموت :
ويضيف الصحفي أبو غلوه" بعد وصولنا للمكان والبدء في عملية التصوير مع زميلي( رامي أبو شماله مصور وكالة رامتان ) تعرضنا لقذيفة مدفعية مفاجئة افقدتنى صوابي وشعرت حينها بخوف شديد ، حاولت الهروب من المكان لكني لم أر شيئا نتيجة الغبار الكثيف ، وبقيت اصرخ بصوت عال ولكن سرعان ما أطلقت قذيفة أخرى على البيت ، لقد كان الصوت مرعبا ولم ادر بما يدور حولي وشعرت حينها بان الموت يقترب منى أكثر فأكثر لم اشعر بجسدي حاولت الزحف والتحرك والهروب من المكان ولم استطع ..فبقيت اصرخ باعلي صوتي على زميلي رامي لينقذني ولكن لم اسمع صوته وأدركت حينها - أن رامي قد استشهد وتحول إلى أشلاء مبعثرة -
ويضيف أبو غلوه وهو يسترجع لحظات الموت : حاولت الوصول بكل طريقة إلى اى مكان احتمي فيه من القصف داخل المنزل ولكن دون جدوى إلى أن أطلقت القذيفة الثالثة وحينها أدركت أن مصيري المحتوم هو الموت وأخذت بترديد الشهادتين ، وعشت حينها لحظات قاسية لن أنساها ما حييت ، لقد كانت لحظات مؤلمة ومرعبة ، وقد شل تفكيري عن كل شيء ما عدا التفكير بالموت الذي كان مسيطر على المكان .
وتابع قائلا: ، بالرغم من كل الظروف التي تحاصرني قمت بالزحف في البيت ووصلت الى مكان آخر وقمت بالصراخ على زميلي رامي حتى سمعت صوتا خافتا أدركت حينها أنه صوته وقلت له إننا على قيد الحياة ، وبعدها فقدت الوعي بشكل كامل ولم استفق إلا بالمستشفى حيث وجدت عددا كبيرا من الأطباء يقومون بفحصي.
ويؤكد أبو غلوه انه غير مصدق بأنه لم يصب باذي بالرغم من أن احد المواطنين الذي كان بالمقربة منه قد أصيب بجروح خطيرة وبترت أطرافة السفلى ، مبيناً أن مشهد الموت والدمار مازال مسيطرا على تفكيره إلى الآن !
الموقف الأكثر رعباً:
أما الصحفي رامي أبو شمالة ، فيشير إلى أن لحظات الموت التي عاشها أثناء استهدافهم بقذائف المدفعية كانت وستبقي أكثر المواقف رعبا في حياته ، ويضيف نطقت الشهادة أكثر من مرة وفي كل مرة كنت أرى نفسي مقطعا أو ممزقا من القذائق التي تساقطت علينا بطريقة مفاجئة بالرغم من إننا كنا نحمل الإشارات الخاصة بالصحفيين وكنا نلبس الدروع المخصصة لنا ، مؤكدا أن الجيش الإسرائيلي كان يعلم بوجودنا كصحفيين وبالرغم من ذلك استهدف المكان للتغطية على جريمته .
ويشير أبو شمالة انه كان شديد الخوف على زميلة يعقوب أبو غلوه لانه سبقه بخطوات إلى مكان وجود الشهداء داخل المنزل ، في الوقت الذي قامت به قوات الاحتلال بإطلاق أول قذيفة على البيت والذي كان به عدد من المدنين الذي حاولوا إنقاذ المقاومين الذين تعرضوا للقصف .
لحظات مرت كأنها عام:
ويضيف أبو شمالة كانت لحظات ولكنها - كانت كشهر او كسنة - تمنيت أن تنتهي بسرعة وان اخرج من المكان بخير ، لقد رأينا الموت بأعيننا ولكن قدرة الله فوق كل قوة وقدرة .
ويقول ابو شمالة عندما وصلنا الى داخل المنزل رأيت جثة احد الشهداء ممدة على الأرض فتراجعت خطوات لأخذ صورة ولكن عند تراجعي لخطوات قامت الدبابات الإسرائيلية بإطلاق قذيفة على المنزل خلفت دمار كبير فيه وكانت هناك سحابة كثيفة من الغبار ، حاولت الاستمرار في التصوير ولكن قذيفة ثانية اطلقت وعندها علمت إننا نحن المستهدفين من عملية القصف .
ويضيف كنت خائفا بشدة على حياتي وعلى حياة زميلي يعقوب الذي صرخت علية بصوت عال ولكنة لم يسمعني ولم اسمع اى صوت آخر . لقد أدركت حينها إنني أعيش لحظاتي الأخيرة ، وبالرغم من ذلك زحفت إلى مكان في البيت وقمت بالاحتماء خلف عمود من الاسمنت المسلح وبقيت خلفها في حالة نفسية صعبة وقاسية ، وفي ظل هذه الحالة المؤلمة أطلقت قذيفة ثلاثة بدأت بعدها افقد الشعور بالتوازن وبدأت افقد الوعي الا أن سمعت صوت زميلي يعقوب وقلت له نحن أموات أم احياءفقال لي : نحن أحياء وفقدنا بعدها نحن الاثنين الوعي وتم نقلنا الى المستشفى ـ وبحمد لله لم نصب باذي .
ويضيف ابو شمالة لم أصدق أننا أحياء و لم يلحق بنا اى أذى- قد قتل وأصيب من في المكان وبترت أطراف آخرين ومنهم مازال يرقد في اقسام العناية المكثفة بين الحياة والموت !!!