القلازين حكاية (الفتى ) الذي يتربع على عرش كرة السلة جلوس

غزة – معا - نعمة بصلة : لم تشأ الظروف أن تكون جميلة ، ولكن قدر الله كان أجمل فهو لم يجعل إعاقته توقف حلمه بل جعل منها سلما ليصل إلى ما يريد .

"حسام االقلازين" 17 عاما، لاعب كرة السلة الجلوس بنادي السلام الرياضي ، تعود عائلته إلى أصول فلسطينية هجرت قسراً من بئر السبع في اراضي " الـ 48" ، نشأ في أسرة متوسطة الدخل مكونة من الأب والأم و5أشقاء و3 شقيقات ، وكان باستطاعته المشي علي قدميه كأي طفل طبيعي لولا فقره وسعر الدواء المرتفع الذي لم تسطع عائلته توفيره جعله وكرسيه المتحرك اصدقاء.

كان بعمر الزهور ابن الـ7سنوات عندما تعرض لحادث في بيته ،فوقوعه من علو أدى إلى هشاشة بالعظام وقصور بالأوتار في كلا قدميه ، وبعد محاولة من الأهل ليعود إلى وضعه الصحي السليم ولم يكن يحالفه الحظ ، بل كان الخطأ الطبي حليفه فخاف ان يفقد قدراته كلها فقرر حسام ان يبقى على حاله والتوقف عن معالجة قدميه كي لا يسوء الامر أكثر من ذلك ويزيد الطين بلة.

2015 شرارة الانطلاق

كان عام 2015 هو شرارة الانطلاق نحو النهوض بأمل جديد فتح له ابواب الحياة وهي كرة السلة، معلنا انه سيحقق حلمه الذي لطالما سعى جاهدا إليه، مكملا ذلك بالدراسة بمدرسة شمس الأمل لذوي الاعاقة ومن هنا كانت البداية حينما شجعه زميله في الدارسة رأى موهبته في لعب كرة السلة ، وتحدث معي للالتحاق بنادي السلام وشجعه على ذلك الذي ووفروا لي الكرسي الخاص باللعب واحتضتنا اللجنة البارلمبية ، وبعدها بدأت بالتفكير المعمق بذلك ،فوجدت الابواب مفتوحة لي من قبل نادي السلام والعاملين فيه لتطوير مهاراتي بلعبة كرة السلة .

المرتبة الاولي حلمي وتحقق

حلمت وطمحت ان احصل علي المرتبة الاولي في المارثون فتدربت يوما ، وكانت الفرصة عندما قررت مؤسسة السلامة الخيرية القيام بسباق الماراثون الذي كان عبارة عن كيلو وصولا إلى ميناء غزة ، عملت جاهدا لأتوج بهذا السباق وفعلا حصلت على الكأس والميدالية الذهبية ".

يكفيني شرفا اني أصغر لاعبا في الدوري لكرة السلة للمعاقين حركيا في جميع محافظات قطاع غزة.

واتمني الوصول إلى منتخب فلسطين لكرة السلة ، بعد الوصول الي بطولة القطاع في كرة السلة ، وقال حسام ممازحا " ان سبب عدم التحاقي بالمنتخب العام الماضي لم يكن لدي جواز السفر ، ولكني حصلت عليه الآن كي لا أفوت الفرصة للالتحاق بهم لهذا العام".

احلامي سأحققها رغم الصعوبات

بنبرة حزينة اكمل القلازين إلى ان أكثر الصعوبات التي تواجهه هي صعوبة التنقل بالسيارات بشكل سلس ، وشارعه الترابي الذي يمر فيه بكرسيه ويداه الضعيفتان مكملا نحو الامل ، مستنكرا نظرة المجتمع انه شابا ذوي اعاقة خاصة داخل المدارس والجامعات .

وأن الجزء الأكبر الذي ساندني بقراراتي هم الأهل وخاصة أمي الذي الحقتني بالمدرسة الخاصة بالمعاقين حركيا بعد ان كنت متأخرا في الدراسة بسبب الإصابة ، وسأحاول جاهدا تحقيق حلمها قبل حلمي .

وقدم القلازين بعض النصائح للشباب المعاقين حركيا بانه يجب عليهم الاهتمام بالرياضة ورفع الأثقال مثل الحديد لأنه يحتاج الى قوة في عضلات يديه ليتمكن من تحريك الكرسي المتحرك وتنقله من مكان لأخر .

ويذكر أن هناك 8نوادي للمعاقين حركيا تشارك بدوري كرة السلة في قطاع غزة وهم: مدينة رفح ،وجمعية الهلال الاحمر ـخانيونس ، جمعية التأهيل للمعاقين ـدير البلح ،ونادي السلام غزة، ونادي الشجاعيةـ ونادي البسمة عن محافظات الشمال .