الأربعاء: 25/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

ندوة فكرية في جامعة بيرزيت حول التاريخ الشعبي والتاريخ التابع

نشر بتاريخ: 12/12/2007 ( آخر تحديث: 12/12/2007 الساعة: 19:04 )
رام الله-معا- نظمت وحدة المساندة الأكاديمية في كلية الدراسات العليا في جامعة بيرزيت، الندوة الفكرية الأولى للدراسات العليا بعنوان: "نظرات أخرى على نظرية المعرفة: التاريخ الشعبي أم تاريخ التابعين؟" والتي ألقاها البروفيسور روجر هيكوك.

وتحدث هيكوك عن مساهمات كل من المفكرين ميشيل فوكو وإدوارد سعيد، و جوزيف مسعد، مبينا تسلسل المشروع الفكري المغاير لخطاب الهيمنة والسيطرة الغربي.

واعتبر هيكوك أن مساهمة ميشيل فوكو الفكرية المركزية، كانت في كشفه اللثام عن أنظمة القمع والسيطرة، سواء في المصحات العقلية أو السجون أو المدارس، ومترجما ذلك في إبرازه لمفهوم" الخطاب" ، والذي يمثل سلسلة من العلاقات المنظمة، الهادفة إلى فرض الهيمنة واحتكار السلطة على اختلاف أشكالها، وممارسة العنف" المشَّرع".

وأشار إلى تجاهل فوكو الحديث عن المستعمرات، معتبرا أن الخطاب التنويري هو أخطر وأكبر خطاب هيمنة وسيطرة من جانب عدد الخاضعين له، وكذلك حجم ونوعية تبريرات خطاب السيطرة.

وفي حديثه عن إدوارد سعيد، ركز هيكوك على أهمية مشروعه التفكيكي لخطاب الاستشراق، إضافة إلى استعراضة لمبررات خطاب التنوير التي تحدث عنها سعيد.
وركز هيكوك على التكامل بين طرح فوكو من جانبه النظري، ومساهمات سعيد وتطبيقاتها على حركة التنوير، وما تلاقها من دراسات استشراقية.

واستعرض اكتمال النموذج الفوكوي السعيدي في جوزيف مسعد، ليتحقق بذلك الثالوث الفكري الساعي عبر أدبياته لتقديم الصورة الأخرى للحبكة التاريخية، غير تلك الاستشراقية المهيمنة.

كما أشار هيكوك إلى مساهمات مسعد في مفهوم "تحريض الخطاب"، مبيناً أن خطاب الغرب للشرق أصبح خطاب الغرب عن أنفسهم، حيث بات مقبولاً وتم استيعابه واستبطانه.

وفي تطبيقاته لمفهوم الخطاب على الحالة الفلسطينية، اعتبر أن عدم وجود تعريف واضح للخطاب هو من أسباب ضعف الموقف الفلسطيني، مما يتسبب في عدم القدرة على فهم القوة التي تحرك التاريخ الفلسطيني الحديث والمعاصر.

وربط هيكوك بين مشروع سعيد، وبين تأثيراته في الشرق والتي انعكست على مجموعة من المؤرخين الذين يسمون " مجموعات التابع"، موضحا أن مشروعهم يكمن في صياغة خطاب للشرق مغاير، لخطاب الهيمنة والسيطرة.

يذكر أن البروفيسور هيكوك هو أستاذ التاريخ في جامعة بيرزيت منذ عام 1985، وقد عمل سابقاً في جامعة باريس السابعة. وتأتي هذه الندوة ضمن سلسلة الندوات الأكاديمية المتخصصة التي تتناول مواضيع فكرية حاسمة مطروحة في حقول الاختصاص التي تقدمه برامج الدراسات العليا، كالعلوم التطبيقية والاجتماعية والإنسانيات، والتي تهدف إلى تفعيل الحراك الأكاديمي في مجتمع الدراسات العليا بما يشمل أعضاء الكادر الأكاديمي والطلبة.