الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مضاد حيوي رياضي واسع الانتشار

نشر بتاريخ: 08/12/2016 ( آخر تحديث: 08/12/2016 الساعة: 15:09 )
مضاد حيوي رياضي واسع الانتشار
كتب / أسامة فلفل

وجود فلسفة استيراد اللاعبين في حياتنا الكروية تشبه (المضادات الحيوية) لحياتنا الصحية واستخدامها بكثرة بعيدا عن الروشتة التخصصية يعطي نتائج سلبية واستخدامها بكثافة في حياتنا سلاح ذو حدبنً ويمثل مؤشر خطر يؤكد على فوضى في الحلول والضبابية في الرؤية لأن وجودها بصورتها الحالية يؤكد على عدم قدرتنا على حل مشاكلنا حل كامل إنما نصف حل، والجميع يفتي !!! ما هذه الحيرة ؟؟!

كيف يمكننا توظيف واستثمار طاقاتنا الرياضية المبدعة وقدراتنا وإمكانياتنا وتراكم خبراتنا وثقافتنا الوطنية الرياضية في وضع العلاج الناجع والشافي لخدمة المصلحة الوطنية والرياضية والوقوف بمسؤولية عالية اتجاة ما يؤرق الأندية والمؤسسات الرياضية اتجاه استيراد اللاعبين تحت مظلة تعزيز الفرق والدخول في مسرحية المنافسة على اللقب وإعادة الأمجاد وصناعة التاريخ ، ووقف نزيف إهدار المال بطريقة عشوائية تعطل مسار ومسيرة النادي أو المؤسسة، والشواهد حاضرة وكثيرة في هذا الاتجاه.

حقيقية لقد بدأنا ومنذ فترة نستشعر بالتوجه الخاطئ في أغلب الأندية الرياضية اتجاه سياسة الاستيراد وفتح جسر عبور للوافدين الجدد من اللاعبين تحت غطاء ما يسمى بالاحتراف وإهمال الجانب الإنتاجي الذي كانت أنديتنا الرياضية الفلسطينية في السابق تتميز به وتعتمد عليه في بناء فرقها ورفد الساحة المحلية بالنجوم والمواهب والخامات الواعدة التي لعبت دورا محوريا في رفع المستويات الفنية، في ذات الوقت كانت المنتخبات الوطنية وعلى مدار مراحل التاريخ تستقطب هذه النجوم والمواهب وتعمل على صقلها وتوجيهها التوجيه السليم.

إن هذا التوجه الخاطئ والغير مدروس لاستيراد وجذب اللاعبين بحجة التعزيز والمنافسة والذي اتسعت رقعة انتشاره من شأنه أن يقضي على طموح المواهب الوطنية الأمر الذي يتطلب وضع حوافز للأندية التي تهتم بالجانب الإنتاجي كإنشاء أكاديميات متخصصة في مجال إعداد البراعم والناشئين وتشجيع المدربين الوطنيين على الاهتمام باكتشاف المواهب.

كل ذلك يعيدنا إلى جوهر موضوعنا وهو أهمية التقييم العلمي السليم للأداء الإداري والفني للأندية الرياضية الفلسطينية في مسيرتها ومشوارها الرياضي.

أخيرًا.. أناشد وعبر هذا المنبر الرياضي الحر مجالس إدارات الأندية الرياضية الفلسطينية وبعد التجربة المريرة التي عاشتها أندية رياضية عديدة وتجرعت من خلالها سم العلقم ,وأقول بصوت عال لا تسمحوا لحبة المضاد الوجود في حياتكم ،حبة المضاد أيضًا ممكن أن تكون شخص مُحبِط ومتشائم أو فكرة مُنغصه أو قرار يستدعى ويسترعى الندم أو ذنب مؤرِق لا نريد أن تصبح فرقنا الرياضية بمثابة أسرة مفككة ولا نريد بالمطلق أي شيء يمنع من تحقيق الأهداف والتطلعات والطموحات المرجوة.

الخلاصة... عليك أيها العاشق والمحب والمنتمي لناديك أو مؤسستك الرياضية العملاقة أن تراقب وتُعدِد كل حبات المضادات الرياضية في فريق ناديك وتحاول حصرها ،أرجو أن أكون قد وفقت على الأقل في لفت انتباهك لوجودها في فريق ناديك كي تفعل ما يجب فعله.