القدس - معا - وصل الى القدس اليوم وفد اعلامي كندي ضم عددا من ممثلي وسائل الاعلام الذين وصلوا بهدف اعداد تقارير اعلامية حول الاستعدادات القائمة في بيت لحم لاستقبال الاعياد الميلادية المجيدة وكذلك للاطلاع على اوضاع مدينة القدس وما يتعرض له المقدسيون ، وقد ضم الوفد 17 اعلاميا .
استهل الوفد زيارته للقدس بلقاء المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس الذي رحب بزيارة الوفد الاعلامي الاتي من كندا ووضعهم في صورة اوضاع مدينة القدس وما يتعرض له المقدسيون من مظالم وممارسات عنصرية تستهدف كافة مفاصل حياتهم .
تحدث عن الحضور المسيحي في فلسطين وقال بأن المسيحيين الفلسطينيون هم مكون اساسي من مكونات شعبنا الفلسطيني ولا يمكننا ان نتصور فلسطين بدون مسيحييها الذين كانت لهم دوما اسهاماتهم في الحياة الوطنية والثقافية والفكرية والابداعية والاجتماعية والانسانية ، تميزت فلسطين عبر تاريخها بوحدة ابنائها المسيحيين والمسلمين ، ونحن كفلسطينيين نفتخر بهذا التراث الانساني والوطني الذي تميزت به فلسطين وهذه امانة في اعناقنا جميعا كأبناء لهذا الشعب بأن نحافظ على هذه الثقافة وعلى هذا الفكر وعلى هذا الانتماء وان نكرس اللحمة الوطنية والتآخي الديني في وطننا .
واضاف": ان الاصوات النشاز التي نسمعها بين الفينة والاخرى والتي تحرض على العنف والتطرف والكراهية انما هي لا علاقة لها بثقافة الشعب الفلسطيني ، فالشعب الفلسطيني بغالبيته الساحقة لا يؤمن بالتعصب الطائفي والفتن المذهبية بل يؤكد الفلسطينيون دوما انهم شعب واحد في مواجهة الاحتلال والعنصرية والمظالم الذي يتعرض لها شعبنا .للاسف هنالك من يخدمون اجندات ومشاريع مشبوهة وهم ذاتهم الذين يدمرون ويخربون في وطننا العربي في اكثر من موقع بهدف تدمير الثقافة الوطنية لمجتمعاتنا وتفكيك بلداننا وتحويلنا الى طوائف ومذاهب متناحرة فيما بيننا .ان ظاهرة الارهاب التي تحيط بنا انما هي ظاهرة مدعومة من الغرب بتمويل من بعض الدول النفطية ، نحن نعرف من يغذي هذا الارهاب ومن يغذي ويدعم هذا الارهاب هو المستفيد منه اعني اعداء الامة العربية واعداء الشعب الفلسطيني الذين يسعون لتصفية القضية الفلسطينية وانا اود ان اقول لكم بكل وضوح بأن هذه المشاريع لن تمر في منطقتنا ولن يتمكن احد من تصفية قضيتنا لانها قضية شعب يعشق الحرية والكرامة وينتمي لهذه الارض المقدسة .قولوا لحكام الغرب توقفوا عن دعم الارهاب الذي ادى الى دمار هائل في منطقتنا وقولوا لمن يعطي غطاء لهذا العنف بأن توقفوا عن ارهابكم وتدميركم وعنفكم وبث سمومكم في مجتمعاتنا العربية .
نحن نثمن زيارتكم الى فلسطين ورغبتكم الصادقة في معرفة حقيقة ما يحدث في ارضنا المقدسة في ظل ما تتعرض له قضيتنا الوطنية من محاولة هادفة لتزييف الحقائق وتشويه الوقائع فهنالك اعلام مشبوه يبرز القاتل على انه ضحية والمقتول على انه ارهابي ومخرب ، ونحن نتمنى منكم ان تظهروا لشعبكم الصديق الصورة الحقيقية لما يحدث في فلسطين بشكل خاص وفي منطقتنا العربية بشكل عام ، كفانا تزويرا للوقائع والاحداث ، كفانا ظلما وامتهانا لكرامة الانسان الفلسطيني والعربي ، آن لهذا العالم ان يصحوا من كبوته لكي يدرك جسامة الظلم الواقع بحق شعبنا وامتنا العربية .
تجولوا في هذه الارض المقدسة والتقوا مع ابناء شعبنا المناضل وفي مدينة بيت لحم لا تكتفوا بمعاينة كنيسة المهد وشجرة الميلاد التي وصفت بأنها الاجمل عالميا بل التقوا مع ابناء شعبنا هناك اذهبوا الى الحارات والمخيمات حيث الفقر والظلم واستهداف الشعب الفلسطيني في كافة مفاصل حياته ، توقفوا عند جدار الفصل العنصري لكي تكتشفوا بأن نظام الابرتهايد موجود في بلادنا وهو نظام فصل عنصري يفصل الانسان عن اخيه الانسان ويفصل مدينة القيامة عن مدينة الميلاد .
وتابع قائلا": اننا كفلسطينيين مسيحيين ومسلمين لن نستسلم لثقافة الاحباط واليأس والقنوط التي يريدنا الاعداء ان نكون فيها ، لن نفقد الامل لاننا اصحاب قضية عادلة ، واقول للمسيحيين في عالمنا بأنكم عندما ستعيدون لطفل المغارة تذكروا اطفال فلسطين ، تذكروا هذا الشعب المظلوم وتذكروا كافة ضحايا الارهاب في منطقتنا العربية الذين يقتلون بدم بارد ويستهدفون ويضطهدون ويدفعون فاتورة الصراعات السياسية ومصالح الدول العظمى في منطقتنا .
ان شعبنا الفلسطيني يريد ان يحيا بسلام في وطنه فنحن لا نريد حروب جديدة ولا نريد ان تستمر حالة الظلم والقمع والاضطهاد بحق شعبنا ، ان شعبنا لن يتنازل عن حقوقه الوطنية ومطلبه العادل هو أن يعيش حرا في ارضه وفي وطنه وفي كنف مقدساته .كما ان شعوب مشرقنا العربي تريد ان تحيا بسلام ، فالشعب السوري يستحق ان يعيش بسلام في وطنه كما والعراق واليمن وليبيا وغيرها من الاقطار العربية ، اقول لقادة الغرب لا تحجبوا عن منطقتنا السلام والامن والطمأنينة لمصالحكم الاقتصادية والسياسية والاستعمارية ، ارفعوا ايديكم عن مشرقنا العربي لكي تحيا شعوبنا بسلام .كما قدم سيادته للوفد وثيقة الكايروس الفلسطينية متحدثا عن اهدافها ومضامينها ورسالتها كما اجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات ، أما اعضاء الوفد الاعلامي الكندي فقد شكروا سيادة المطران على كلماته ومواقفه وحضوره الدائم في الدفاع عن شعبه واعربوا عن تقديرهم لمساعيه الدائمة والمستمرة من اجل ابراز عدالة القضية الفلسطينية في كل مكان يذهب اليه .