بيت لحم- معا- حذرت مصادر رفيعة في النيابة والشرطة الاسرائيلية الجيش الاسرائيلي من وجود نمط سائد بين جنود قوات الاحتلال الذين يعملون على تخريب وتشويش وتشتيت الادلة ضمن ميدان العمليات التي يتم فيها قتل فلسطينيين سواء كانوا منفذي عمليات او مدنيين وفقا لما اورده اليوم " الثلاثاء" موقع "هارتس" الالكتروني نقلا عن مصادر رفيعة في النيابة الاسرائيلية .
وقالت المصادر ان عملية التخريب التي يقوم بها جنود الاحتلال تمنع الجهات المعنية من استكمال التحقيقات ومن شانها لان تخلق اوضاعا تحرج الجيش الاسرائيلي وتجعل مهمة الدفاع عنه امام المحاكم امرا صعبا .
وقال الموقع الالكتروني ان النيابة العامة توجهت لقيادة الجيش الاسرائيلي بهذا الخصوص بعد اسبوع واحد فقط من قضية قتل المواطن الفلسطيني عبد الفتاح الشريف وسط مدينة الخليل على يد الجندي " ازريا" الذي اطلق النار مباشرة على الشريف وهو مصاب بجراح خطيرة وملقى على الارض دون ان يشكل ادنى خطر كما ارسلت النيابة نسخة من كتابها الموجه لقيادة الجيش الى مراقب الدولة .
وقع خلال الاشهر الماضية العديد من عمليات اطلاق النار على فلسطينيين بحجة محاولتهم طعن جنود او مستوطنين وانتهى الكثير منها بقتل الفلسطينيين وادى تزايد هذه الاحداث الى رفع قضايا جنائية عديدة امام محكمة الجنايات الدولية في لاهاي ضد جنود وقوات الاحتلال من قبل منظمات حقوقية دولية وجهات فلسطينية الامر الذي حث النيابة العامة الاسرائيلية على الاستعداد لمواجهة هذه القضايا وبالتالي بدأت بفحص ودراسة هذه الاحداث والوقائع .
وواجهت النيابة العامة الاسرائيلية صعوبات جمة اثناء تحقيقها في عدد كبير من العمليات منعتها من الوصول الى حقيقة ما جرى فعلا .
ونجم الكثير من هذه " الصعوبات " من عدم تنفيذ الجيش الاسرائيلي للتعليمات الخاصة بالحفاظ على " ميدان العملية " وعدم العبث بالأدلة .
وكشفت التحقيقات التي قامت بها النيابة العامة والشرطة الاسرائيلية عن جود نمط ونهج لدى جنود وضباط الجيش يؤدي الى " تلويث" ساحة الجريمة حيث كشفت الشرطة اختفاء ادلة في الكثير من الحالات وشهود تم اطلاق سراحهم من قبل قادة الجيش حتى قبل وصول ضباط التحقيق التابعين للشرطة العسكرية او الشرطة الاسرائيلية او وحدة التحقيقات مع افراد الشرطة .
واتضح من التحقيقات دخول عدد كبير من الجنود والمستوطنين وأفراد الطواقم الطبية وأفراد قوى الامن المختلفة الى ميدان " العملية " وداسوا بأقدامهم على بقع الدماء وتركوا اثارا لأحذيتهم في كل مكان وعبثوا بالأدلة والحقوا الضرر بعمل المختبر الجنائي ما حال دون الوصول الى الحقيقة في الكثير من العمليات التي انتهت بقتل فلسطينيين وانتهى التحقيق دون ان يتوصل الى أي نتيجة تساعد على فهم حقيقة ما جرى .
وساق التقرير مثالا على ذالك ما وقع اثناء احدى العمليات التي شهدها عام 2015 حيث وصل قائد اللواء العسكري الى مكان العملية وقام بعدة خطوات شوشت على التحقيق لكن النيابة فشلت في ادانة قائد اللواء بتشويش الادلة وإعاقة التحقيق بشكل متعمد لان " ميدان " العملية كان في حالة لا تسمح مطلقا بإجراء التحقيق .
حادثة اخرى تشير الى تخريب " ميدان العمليات" وقعت في نوفمبر 2015 حين قام " غريشون مسيكا " الرئيس السابق "لمجلس مستوطنات السمامرة " بدهس امرأة فلسطينية قال انها حاولت طعن جنود اسرائيليين في المكان وخضعت ساحة العملية لتخريب الادلة وهذا ما حدث ايضا على حاجز زعترا جنوب نابلس حين اطلق جنود تابعين " لحرس الحدود" النار على سيدة فلسطينية حادثة ثالثة وقعت على مدخل الحرم الابراهيمي في الخليل حين تعرضت فلسطينية لاطلاق النار من قبل جنود الاحتلال وجميع هذه الحوادث لم يجري التحقيق فيها لتخريب ميدان العمليات بما حال دون جمع الادلة .