الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مسرح الحرية يقدم محاضرة حول مفهوم المنهاج التربوي للمقاومة الفلسطينية

نشر بتاريخ: 14/12/2016 ( آخر تحديث: 14/12/2016 الساعة: 12:05 )
جنين- معا- استضافت الجامعة العربية الامريكية في جنين يوم الاثنين الماضي (12 كانون الأول 2016) الفنانة المسرحية ومدربة التمثيل البرتغالية ميكائيلا ميراندا، الى جانب وفد من مسرح الحرية ممثلاً بالسكرتير العام لمسرح الحرية مصطفى شتا والمدير الفني للمسرح نبيل الراعي، الى جانب ضيف المسرح الكاتب العراقي-البريطاني حسن عبد الرزاق، وذلك ضمن مساق نظريات الصراع لطلبة ماجستير حل الصراعات والتنمية لمركزي جنين ورام الله بحرم الجامعة.
وقد افتتح المحاضرة بروفيسور العلوم السياسية الدكتور ايمن يوسف استاذ المساق، مشيراً الى أهمية مفهوم المقاومة الثقافية في بناء الهوية والتوعية بالحقوق الوطنية الفلسطينية، في إطار الاستثماربالمسرح الوطني والتعليم والثقافة ودورها في تحويل الصراع مع دولة الاحتلال في زمن الانسداد السياسي وشيوع الديماغوغيات الرتيبة، منوهاً الى ان هذا اللقاء مع مسرح الحرية ياتي في بهدف المزج بين الأطر النظرية والرواية الثقافية الفلسطينية عملياً.
من جهتها فقد قدمت ميكائيلا ميراندا من مسرح الحرية محاضرتها حول المنهج التربوي للمقاومة الثقافية في اطار تجربة مسرح الحرية وتدريب المواهب في مجال التمثيل لينتقلوا الى مرحلة الاحتراف، موجهة سؤال قبلي لطلبة الماجستير حول رؤيتهم لدور المسرح في الصراع، وعن ماهية المقاومة التي ينشدها مركز ثقافي مجتمعي في مخيم جنين، حيث تشير ميكائيلا الى انه على المجتمع الفلسطيني الاستثمار في مجال الفنون والتربية في نضاله من اجل الحرية، وبهذه المنهجية يمضي مسرح الحرية في سياق التعليم والتدريب والاداء، حيث تعتبر هذه ادوات تفاعلية للتواصل مع المجتمع الى جانب برامج الشباب والطفولة والوسائط المتعددة وشركة المسرح المحترفة.
تضيف ميكائيلا الى ان عمل مسرح الحرية يعمد الى انتاج جيل من المقاومين ثقافياً، بعنوان اساسي هو ان الوجود مقاومة، لذا نهتم في البحث في الاثر وماهية التحديات التي تواجهنا كمكان للتعليم والفن في السعي لتعزيز مفهوم الحرية بمعناها الشمولي، متطرقة الى نظريات التحرر للمفكر البرازيلي باولو فريري صاحب كتاب تعليم المقهورين، والذي يشير إلى ان الكائن البشري يتطور أما نحو الأنسنة أو التجرد من الإنسانية، فأما كيف يتجرد الانسان من انسانيته، فيكون بالغرق في الظلم، حيث يقع على المظلوم اضطهاد ليس له علم به، ولا يملك حتى الاجابة عن ماهية الظلم وكيف وقع ولماذا وقع عليه، ليحمل هوية ما فوق القمع، وبهذا يقوم المظلوم بتقليد سلوك الظالم ويمارس الاضطهاد بحق الاخرين، وبهذا يعتقد المظلوم الظالم انه اصبح يملك حرية وهي زائفة يكون فيها المظلوم اميل الى الظلم وبهذا يتجرد الانسان من انسانيته.
كما أكدت ميكائيلا أنه يجب النضال من اجل استعداة الانسانية بمكافحة الانغراس في الظلم ربما بمواجهته، والعمل على تطوير الفكر النقدي واجراء التطبيق العملي لهذا الفهم من خلال النظرية وانعكاساتها وفعاليتها على الارض ومدى انعكاس ذلك وتطابقه مع النظرية، فهذه المنهجية حسب ميكائيلا تعتبر وسيلة تمكينية لقدرات الانسان لدفعه للثورة ضد القهر ، وذلك من خلال فعل تشاركي تعليمي ينتج معرفة، وهنا عودة لفريري الذي دعى الى تعليم المضطهدين بطريقة ثورية مناهضة للتعليم البنكي الايداعي "التلقيني" الذي يعزز من الخضوع للمعرفة السلطوية.
فيما ختمت ميكائيلا محاضرتها بالتأكيد على البناء الوعيوي لماهية العمل الناتج عن المسرح كمكان متعدد التخصصات وجامع لمختلف الفنون، بما يعليه مسرح الحرية من شعار "المقاومة الثقافية"، وذلك ضمن خصائص مركزية تعيد للفلسطيني انسانيته من خلال الانعكاس والتخيل والحركة والعمل على المبنى المحكي والرواية والابتكار والتفوق الفني وصولاً الى البحث المستمر عن اثر المقاومة الثقافية.