الجمعة: 27/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الخارجية الاسرائيلية: أوروبا عاجزة عن حماية نفسها عسكريا

نشر بتاريخ: 14/12/2016 ( آخر تحديث: 17/12/2016 الساعة: 14:25 )
الخارجية الاسرائيلية: أوروبا عاجزة عن حماية نفسها عسكريا
بيت لحم- معا- قال مركز البحوث السياسة التابع للخارجية الاسرائيلية والذي يعتبر واحد من جهات "التقييم" الرسمية الثلاث الى جانب الاستخبارات العسكرية "امان" و"الموساد" المعتمدة في اسرائيل ان اوربا عاجزة عن حماية نفسها.

وجاء في التقرير السري الذي نشره موقع "يديعوت احرونوت" الالكتروني اليوم "الاربعاء" مقتطفات منه انه لا يوجد أي دولة اوروبية قادرة على تنفيذ عملية عسكرية كاملة بمفردها دون دعم خارجي وان اوروبا تعيش حالة من العجز العسكري.

وأجمل التقرير خمسة نقاشات اجراها مركز البحوث السياسية بمشاركة مسؤولين كبار في الخارجية الاسرائيلية جرت تحت عنوان "اوروبا الى اين؟ - مستقبل الدول الاوروبية وسياسات الامن المشترك".

وكشفت هذه "النقاشات " صورة سوداوية تقول ان اوروبا التي قامت على فكرة انتهاء عصر الحروب في القارة وجدت نفسها عاجزة عسكريا ولا يمكنها الدفاع عن نفسها بقواها الذاتية.

وبالتوازي رصد التقرير الاسرائيلي ولأول مرة منذ عقود ارتفاع مستوى قلق الاوروبيين الامني والعسكري سواء خشيتهم من التعرض لأعمال ارهابية او الخوف من وقوع مواجهة عسكرية مع روسيا، فيما تعيق حالة عدم الثقة السائدة بين الدول الاوروبية من امكانية تقديم التنازلات الضرورية التي تحتاجها بلورة سياسة امن قومي اوروبي.

وحذر التقرير الاسرائيلي من ان حالة الجمود هذه قد تعزز على المدى البعيد القوى السياسية المعارضة للتكامل الاوروبي والذين يتحدون ويرفضون ابتعاد اوروبا على مدى السنوات الماضية عن سياسة تحقيق مصالحها وأهدافها السياسية عبر استخدام القوة.

وخرج التقرير الاسرائيلي بعدة ملاحظات هامة اولها وأكثرها اهمية تقول انه لا يوجد حاليا أي دولة اوروبية قادرة على القيام بعملية عسكرية مستقلة بشكل مطلق، وان التبعية لم تعد الى دول اوروبية اخرى بل ان هذه الدول وفي كثير من الاحيان كانت بحاجة للتبعية الامريكية والاعتماد على القوة الامريكية لمساعدتها في تنفيذ عمليات عسكرية، لان الدول الاوروبية تفتقد أي قدرة حقيقة لتعاون تكنولوجي حقيقي وعملي فيما بينها ولا توج أي فرصة او امكانية عملية لترجمة القوى العسكرية الاوروبية المختلفة الى قوة عسكرية موحدة او مشتركة.

ووفقا للتقرير الاسرائيلي اوجدت عدم الرغبة الاوروبية باستخدام القوة لتنفيذ سياساتها الداخلية والخارجية صعوبات قيدت قدرة اوروبا على القيام بذلك وبالتالي زادت من تبعيتها للولايات المتحدة بشكل عام، وتجلت هذه الحقيقة من خلال التبعية عبر الارتباط العملي لدول حلف الناتو بسياسات الامن الامريكي لذلك وجدت الدول الاوروبية نفسها مضطرة للتسلح ضد تهديدات غير واقعية وتعزز من قدرات عسكرية لا تعطي ردا حقيقيا لتهديدات محددة تواجه اوروبا ودولها.

يقوم النظام الامني الاوروبي الحالي على تجهيزات عسكرية امريكية باهظة الثمن وتكلف صيانتها واستمرار تشغيلها مبالغ طائلة دون ان تمنح اوروبا التفوق العسكري المطلوب لحسم تهديدات خارجية محتملة قد تواجهها اوروبا.

ولاحظ التقرير الاسرائيلي ايضا ان ميزان القوى التقليدي القائم حاليا بين اوروبا وروسيا يميل في حال وقوع مواجهة عسكرية بشكل واضح وجلي لصالح روسيا وإذا لم تتدخل الولايات المتحدة فلا يوجد في القارة الاوروبية اية دولة تملك قدرات نووية تكتيكية يمكن ان تشكل قوة ردع ضد روسيا.

ووفقا للتقرير تجد اوروبا صعوبة في الحديث عن الامن بثقة، رغم ان اوروبا تهدد باستخدام القوة العسكرية لكن استخدام هذه القوة بشكل فعلي عموما وعلى شكل قوة اوروبية مشتركة خصوصا يبقى كلاما في الاطار النظري، لان الواقع الفعلي يفرض قيودا كثيرة منها قيود تتعلق بحدود القدرات الاوروبية اضافة لفقدان الاوروبيين على مر السنين ثقتهم بإمكانية استخدام قوة اوروبية مشتركة.

ويرصد التقرير تغيرات في المنظومة العالمية واروبا مشددا على حالة المواجهة مع روسيا والخشية من تراجع مستوى الالتزام الامريكي اتجاه الدفاع عن اوروبا من خطر "الارهاب" الاسلامي، اضافة لتراجع مدى فعالية وجدوى الحدود الاوروبية ما يعكس مشروعا بالتهديد الوجودي الذي يهدد وجود اوروبا خاصة في ظل المخاوف من حدوث تغيرات ديموغرافية وإيديولوجية نتيجة موجات الهجرة.

وانتهى التقرير الاسرائيلي بملاحظة اخيرة تقول ان دولا اوروبية ذات وزن نوعي مثل فرنسا والمانيا لا ترى في روسيا والرئيس بوتين تهديدا امنيا استراتيجيا خلافا لما تعتقده دول اخرى مثل بولندا.