نشر بتاريخ: 15/12/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:10 )
بيت لحم- معا- نشر موقع "nrg" العبري، اليوم الخميس، ضمن برنامج "تحقيقات 360" تقريرا مطولا تحت عنوان "الكذب الديموغرافي- يعيشون في الخارج ويتم احتسابهم كفلسطينيين" تناول فيه القرى الفلسطينية الواقعة على امتداد الطريق رقم 60 من اتجاه رام الله المحتلة نحو القدس، مطلقا عليها لقب "قرى الاشباح".
وادعى التقرير انها قرى فارغة او شبه فارغة يعيش سكانها في الولايات المتحدة الامريكية ودول امريكا اللاتينية، ولا يحضرون الى قراهم سوى في العطل الصيفية والمناسبات، فيما تقوم السلطة الفلسطينية باحتسابهم كمواطنين فلسطينيين وفقا لتعبير معد التقرير التحريضي الصحفي "اساف غفور".
وادعى الصحفي المذكور في مستهل التقرير" من يسافر على طول الطريق رقم 60 باتجاه القدس، لا يمكنه تجاهل البيوت الضخمة والفاخرة المنتشرة على طول هذا الطريق، وهي ليست بيوتا فاخرة للمستوطنين اليهود، بل عبارة عن فيلات اقامها اثرياء فلسطينيون ليتضح ان معظمها غير مأهولة من قبل اصحابها المقيمين في الخارج، والذين يحضرون اليها على فترات متباعد فقط".
وحين تدخل اليها تجد ان الكثير من القرى الفلسطينية في الضفة الغربية هي مجرد قرى اشباح، حيث تتحدث المصادر الفلسطينية عن وجود مئات الاف الفلسطينيين الذين يعيشون معظم ايام السنة خارج البلاد، فيما تحدثت صحيفة "القدس" الفلسطينية عن وجود 400 الف فلسطيني يعيشون كمهاجرين في الولايات المتحدة الامريكية ووصفت هذه الظاهرة بـ"الهجرة الصامتة لعرب الضفة".
ودخل الصحفي الاسرائيلي برفقة "باحث فلسطيني" في سيارة لم تحمل أي اشارات اسرائيلية المنطقة لفحص البيوت المهجورة معظم ايام السنة، متحدثا اللغة العربية والانجليزية فقط لعدم اثارة الشكوك حوله كمراسل اسرائيلي.
معظم الفلسطينيين المهاجرين لن يعودوا:
" إن مدخل قرية ترمسعيا معروف جيدا للإسرائيليين المارين بالمكان، وقد زينت اشجار النخيل الطريق الذي يقود الزائرين الى المدخل الفخم لهذه البلدة التي تبعد عشرات الامتار فقط عن الشارع رقم 60، حيث تظهر بيوت البلدة التي يبلغ عديد سكانها وفقا للسجلات 17 الف نسمة لكن جزءا كبيرا منها ظهر كبلدة اشباح خاوية، تطل على مستوطنة شيلو"، قال الصحفي في مقدمة تقريره المصور.
واضاف "فسر لنا يوسف صاحب البقالة القريبة من المدخل، سبب وجود علم فنزويلا على مدخل البلدة، قائلا: غالبية سكان البلدة تركوها قبل عشرات السنين وهاجروا الى الولايات المتحدة الامريكية لجمع المال، ولم يعودوا منذ ذلك الوقت، وهم يعيشون حاليا في وسط وجنوب امريكا مثل بنما، وفنزويلا، والمكسيك وهذه الدول المفضلة بالنسبة لسكان البلدة".
" يوجد لنا جالية كبيرة جدا في امريكا الجنوبية، انا اتحدث عن ملايين الفلسطينيين الذين يعيشون ضمن جاليات منظمة ومغلقة، ويساعد احدهم الاخر والكثير منهم يرسلون الاموال لعائلاتهم الموسعة التي لا زالت تعيش هنا، ويساعدونهم على مواجهة الظروف الاقتصادية والواقع الصعب هنا" اضاف يوسف.
وتحدث يوسف عن البيوت الفاخرة المنتشرة في البلدة قائلا" حقق الكثير من ابناء البلدة الثراء في الولايات المتحدة، وعملية بناء فيلا من اربع طوابق هنا يعتبر بالنسبة لهم امرا سهلا وبسيطا، لان الاسعار السائدة هنا تعتبر رخيصة قياسا بما يجنونه هناك، ويقيم في بعض هذه البيوت كبار السن مثل الجدود والجدات او الزوجات والأبناء البالغين، لكن غالبية هذه البيوت تصبح مأهولة خلال مواسم الصيف فقط حين يأتي الهاجرون للزيارة".
واختتم يوسف حديثه" غالبية من هاجروا لن يعودوا الى هنا بسبب الاوضاع الامنية والاقتصادية السائدة، وهم يعيشون هناك ضمن جاليات تتحدث اللغة، وهم مرتاحون يعيشون ظروفا جدية ويحصلون على تعليم جيد لاطفالهم ولا يوجد أي سبب يدفعهم للعودة كي يعيشوا هنا".
وخلص الصحفي الى نتيجة مفادها ان السلطات الفلسطينية تضخم اعداد السكان القاطنين في الضفة الغربية المحتلة بشكل متعمد، وان الارقام التي تنشرها غير صحيحة.
وقال:" كم يبلغ عدد السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية؟ لا احد يعلم بالضبط فقد جرى تضخيم اعدادهم بشكل متعمد منذ ان توقفت اسرائيل عن اجراء عمليات الاحصاء بنفسها".
وادعى المتخصص بالشؤون الديموغرافية البرفسور "يعقوب فيتلتسون" الذي التقاه الصحفي ضمن تقريره، ان هناك مبالغات متعمدة في عدد الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية، مستندا الى تقرير اصدرته الادارة المدنية التابعة للاحتلال يقول:" ان العدد الحقيقي للسكان الفلسطينيين في الضفة الغربية يقل بحوالي مليون نسمة عن العدد الرسمي الذي تنشره السلطة الفلسطينية"، وحيث تحدثت تقديرات الادارة المدنية التابعة لقوات الاحتلال الصادرة عام 1997 ان عدد الفلسطينيين في الضفة الغربية عام 2015 سيصل الى 1.8 مليون نسمة لكن السلطة الفلسطينية تنشر معطيات احصائية تقول ان عددهم هو 2.9 مليون نسمة حسب ادعاء البروفيسور الاسرائيلي.
واضاف" ليس مفهوما لي سبب اتكال الادارة المدنية على التقديرات الاحصائية الفلسطينية وتسليمها بصحة هذه المعطيات بشكل اعمى فيما تقوم هذه الادارة بتجاهل التقديرات التي سبق لها وان اصدرتها.
ويلاحظ ارتفاع عدد السكان الفلسطينيين منذ نقل صلاحية الاحصاء بشكل كامل للسلطة الفلسطينية بقفزات سريعة تتكون من مئات الالاف يضافون الى تجاهل الاحصاء الفلسطيني لمعطيات الهجرة السلبية وتقلص عدد الولادات".
واخذ معد التقرير ردا من الادارة المدنية التابعة لقوات الاحتلال جاء فيه" لا نملك معطيات حول عدد الفلسطينيين ممن يحملون جوازات سفر اجنبية او وضع اشغال البيوت في كل القرى لكن المعطيات الاحصائية الفلسطينية يمكن الاطلاع عليها على الموقع الالكتروني الخاص بالإحصاء المركزي".
وتحدث الصحفي الاسرائيلي مع العديد من مواطني البلدة، الذي ادعى ان اكثر من 90% من سكانها يحملون الجنسية الامريكية ضمن التقرير المصور المرفق ضمن هذا الرابط.