الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

المحاضر الآسيوي " نهاد صوقار" علامة فارقة في النهوض الكروي الأردني

نشر بتاريخ: 19/12/2016 ( آخر تحديث: 19/12/2016 الساعة: 20:06 )
المحاضر الآسيوي " نهاد صوقار" علامة فارقة في النهوض الكروي الأردني
الخليل - معا - فايز نصار : شهدت المملكة الأردنية الهاشمية خلال العشريتين الأخيرتين نهوضا كرويا شاملا، انطلق من حراك رياضي ، كانت كرة القدم العينة النموذج له ، بما ساهم في حرق المراحل ، والاقتراب من المستويات الآسيوية والدولية المتقدمة .
وبدأت الحكاية عندما تولى جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين مقاليد الأمور الكروية منتصف التسعينات ، عندما كان رئيسا لاتحاد الكرة ، وتواصل العمل والانجاز في عهد سمو الأمير علي بن الحسين ، بما أوصل الأردن في وقت قياسي الى حفاف كأس العالم ، وأُقصي في مباراة الفصل مع اورغواي اول بطل لكاس العالم .
وكان لاستقدام الخبير المصري الراحل محمود الجوهري دور في هذا النهوض ، لان عيني الجوهري وقعت على مجموعة من الرياضيين الأردنيين ، الذي يستطيعون المشاركة في المشروع الكبير ...ومن هؤلاء الكابتن نهاد خير الدين صوقار ، الذي يشكل علامة فارقة في هذا النهوض الأردني الكبير ، بما يملك من كفاءة ونزاهة والتزام بالمشروع الرياضي في الأردن وجواره العربي .
وتعرف الأسرة الرياضية الأردنية والعربية الكابتن نهاد صوقار لاعبا ، ثم مدربا ،، فبل أن يصبح خبيرا في الاتحاد الآسيوي والاتحاد الدولي ، حيث شملت جهوده في الدورات الى إعداد أكثر من خمسمائة مدرب أردني وعربي .

البداية ..
والكابتن نهاد صوقار من مواليد الجولان في سوريا سنة 1957 ، وهناك أحب معشوقته الكرة ، قبل ان يلعب للوحدة والجيش في العاصمة السورية دمشق...حتى أوصله التألق الى عمان الأردن ، فلعب للجيل ثم للأهلي ، الذي كان مطلع الثمانينات من أفضل فرق المملكة ، ليحط الرحال بعد ذلك في اعرق الأندية الأردنية الفيصلي ، الذي قضى معه بقية عمره في الملاعب .
وبدا صوقار حياته مهاجما ، ولكن بنيته الجسمية ، وتركيزه الكبير ، وفهمه لمتطلبات اللعب جعله يتحول الى الدفاع ، فتألق في الدفاع كما تألق في الهجوم ، وساعده الأمر في معرفة الدفاع والهجوم ، والتكامل بينهما .

مدرب مبدع ..
وتدريجيا بد ابو الوفا يدخل عالم التدريب ، وقد تعرفت عليه لأول مرة سنة 1995 عندما كان مدرب الفيصلي ، الذي زار فلسطين ، مباركا للرياضة الفلسطينية قيام السلطة على ارض الوطن ، ومبايعا على التعاون الأخوي الخلاق .
يومها لعب الفيصلي في غزة اولى المباريات مع نادي فلسطين ، وفي اليوم الثاني كان صوقار ضمن الوفد الذي استقبله الرئيس الراحل ابو عمار ، والذي سأل عن النتيجة ، فقالوا له : 3/ صفر للفيصلي ، فعلق ضاحكا : أكيد مع الرأفة !
وبعد يومين كان صوقار مع وفد الفيصلي القادم الى الخليل ، للعب مع أهلي الخليل ، وأتذكر يومها ان صوقار وصحبه أصروا ان يكون اول مكان يزورونه في الخليل بيت عزاء لأحد الشهداء ، قبل ان يلعب الفيصلي مباريات في الخليل والقدس وطولكرم ، مع الاهلي والهلال والثقافي .
ودخل ابو الوفا عالم التدريب من أوسع أبوابه ، حيث أشرف على تدريب العديد من الفرق والمنتخبات الأردنية،. فدرب في الأهلي والفيصلي ، واشرف على منتخب النشامى للناشئين والشباب ، قبل ان يصبح مديرا فنيا للمنتخب الاولمبي ، الذي خرج من جنباته عدد من النجوم المعروفين ، الذين تألقوا مع النشامى الكبار.

مدير التطوير..
ووصلت جهود ابو الوفا الى مجال القيادة الرياضية ، فتولى منصب مدير دائرة التدريب والتطوير في الإتحاد الأردني، وكانت هذه الدائرة مستحدثة، فأصبح صوقار أول من تسلم هذا المنصب.
ووصل ابو الوفا الى العاصمة القطرية الدوحة ، حيث تولى قبل مهمة المشرف الفني في اللجنة الفنية في الإتحاد القطري بكرة القدم عدة سنوات .

خبير كروي ..
ولم يتوقف طموح صوقار هنا ، فعمل على تكرين نفسه بهدوء ، حتى اصبح محاضرا آسيويا مشهودا له بالكفاءة والعطاء، بعد نيله مختلف الشهادات التدريبية ، مع تكوين خاص في اشهر معاهد التدريب جامعة لايبزغ في المانيا .
وأهله تكورينه الى دخول عالم التحليل الرياضي ، من خلال القنوات التلفزية المختلفة ، ومنها التلفزيون الأردني والجزيرة الرياضية ، حيث عرف عنه اهتمامه بالجوانب التكتيكية والانضباطية في التحليل .

دورا تدريبية..
ويحدد المحاضر صوقار ان الدورات الآسيوية تنقسم الى اربع مستويات ، وكل مستوى يعتمد على ما قبله، وتبدأ الدورات بالمستوى الثالث وهي أول دورة يستطيع أن يشارك بها كل من له علاقة بكرة القدم لاعبا أو مدرسا للتربية الرياضية ، وأحيانا تتاح الفرصة لمشاركة الراغبين في المجتمع للإشراف على فئة معينة من الأطفال، وهنالك المستوى الثاني ولا يجوز المشاركة فيه لأي كان إلا في حال اجتاز المستوى الثالث، أما المستوى الأول فهو شرط لتدريب المنتخبات الوطنية .

يمقت الواسطة ..!
وقد عاني صوقار كثيرا من بعض المقربين ، بسبب طبيعة شخصيته ، التي كانت تسبب له العديد من المشاكل وخصوصا في مجال الدورات، على خلفية محاولة البعض اللجوء الى الواسطة ، وهذا تصرف لا يحبذه ابو الوفا .... لأنك قد تحصل على ما تريد بكل يسر ودون واسطة، ولكن للأسف اعتاد بعض الناس على هذا الأسلوب الخاطئ مضيفا " أنا متشدد جدا في هذا الأمر، وأنا دائما أضرب بعرض الحائط هذه الأمور وأعطي من يستحق حقه بالكامل، ورفضي للواسطات سبب لي مشاكل كثيرة وعادة من يبحث عن الواسطة هم الفاشلون الذين يحاولون الحصول على ما هو ليس حق لهم " ولا يهتم لكون البعض يكرهه على هذه الخلفية .

في فلسطين..
وزار المحاضر صوقار فلسطين عدة مرات ، حيث اشرف على مجموعة من الدورات ، منها دورة البراعم ، التي تنظمها الفيفا لمدربي الفئات السنية ، ودورة مستوى B الاسيوية لمدربي المحافظات الجنوبية قبل سنتين ، ودورة بي الخاصة بمدربي المحافظات الشمالية ، التي تنظم هذه الايام في اكاديمية جوزيف بلاتر برام الله .
ومن خلال تواجده في فلسطين تعرف ابو الوفا على النهوض الكروي الكبير ، الذي تعيشه البلاد منذ عشر سنوات ، بقيادة رئيس الاتحاد الكرة اللواء جبريل الرجوب .. مشيرا الى اهمية هذا الحراك ، ودوره في دفع كرة القدم الفلسطينية قدما ، من خلال الاهتمام بمكوناتها الأساسية ، ومنها المدربون .
وشاد صوقار بمستوى المنافسة في الدوري الفلسطيني ، وخاصة في المحافظات الجنوبية حيث تبلغ الإثارة مستوى كبيرا ، يساهم في تطور اللعبة ، في انتظار مزيد من العمل لتحسين الأداء من مختلف الجوانب .

نصيحة للمدربين ..
ويصر المحاضر صوقار على كون المدرب هو رمانة الميزان في تطور المستوى ، معترفا بان المدرب الفلسطيني يملك امكانيات نظرية مهمة ، في انتظار تحسن المستوى العملي ، وتحويل الشهادات الى انجازات في الملاعب ، ناصحا المدرب الفلسطيني بالعمل دون كلل ، لان أطفال فلسطين ينتظرون منه الكثير .
وينصح صوقار المدربين الفلسطينيين بمواصلة العمل ،والاهتمام بمختلف الأمور ، التي من شانها المساهمة في نجاحهم كمعلمين ، مع التركيز على تدريب الأطفال ، والصبر ورباطة الجأش في العمل ، وكل ذلك سيساهم مع الأيام في تقدم ورفعة الكرة الفلسطينية.