نشر بتاريخ: 21/12/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:05 )
الخليل- معا- تقرير محمد العويوي- تُشير البيانات الصادرة عن الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني، الى أن أعداد ذوي الإعاقة وصلت إلى حوالي 113 ألف فرد، في العام 2011، أي 2.7% من مجمل السكان منهم 75 ألفا في الضفة، وحوالي 38 ألف في قطاع غزة، كما بلغت نسبة الإعاقة بين الذكور 2.9% مقابل 2.5% بين الإناث.
وأشارت مصادر غير رسمية الى أن أعداد ذوي الاعاقة في فلسطين ارتفعت خلال الاعوام الخمسة الماضية، بفعل ممارسات سلطات الاحتلال، التي كانت تستهدف الجزء الأسفل من الشبان خلال المواجهات، ما أدى لاصابة العشرات منهم باعاقة جزئية، ناهيك عن أعداد الاعاقات الجديدة التي خلفتها الحرب الاسرائيلية على القطاع، وقدرت المصادر عدد الاعاقات بنحو 200 الف مواطن منهم 27 الفا في محافظة الخليل.
بلدية الخليل تعرض أرضاً لمركز لصالح الحكومةفي شهر آب الماضي، وخلال قيام رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله، بتدشين قسم العمليات في مستشفى الخليل الحكومي، وخلال كلمته، طالب رئيس بلدية الخليل د. داود الزعتري رئيس الحكومة، بالعمل على ايجاد مركز للعلاج الطبيعي والفيزيائي في الخليل.
وقال
رئيس البلدية بعد سؤاله عن الأسباب التي دعته للمطالبة بفتح مركز للعلاج الطبيعي والتأهيل الفيزيائي، إنه نظرا لارتفاع عدد الاعاقات في المحافظة، وفي ظل غياب مركز متكامل للعلاج الطبيعي، طالب رئيس الوزراء بالعمل على ايجاد تمويل لبناء هذا المركز، خاصة وان البلدية وبالتعاون مع المجتمع المحلي مستعدة لتقديم قطعة أرض لهذا المركز.وأضاف د. الزعتري، لدينا قطعة أرض مساحتها 4.5 دونما، وهي تبرع من المجتمع المحلي وكذلك تم شراء أجزاء منها من صندوق البلدية، وتقع في حي ابو اسنينة، مبينا أن البلدية خصصت قطعة الأرض هذه لبناء مركز طبي بالتعاون مع الأتراك، ولكن بعد إعادة تشغيل مستشفى محمد علي من قبل الحكومة، تراجع الأتراك عن تمويل المشروع الطبي.
واستطرد، ما زالت الدعوة قائمة من قبل بلدية الخليل والمجتمع المحلي، للحكومة الفلسطينية ولوزارة الصحة، لإيجاد تمويل وبناء مركز عصري للعلاج الطبيعي والتأهيل الفيزيائي نظرا للحاجة الماسة لمثل هذا المركز لجنوب الضفة وليس لمحافظة الخليل فقط.
قسم العلاج الطبيعي في مستشفى الخليل الحكومي امكانيات قليلة وطاقات كبيرة
من خلال الزيارة لهذا القسم على فترات متباعدة، شعرنا بمدى العلاقات الدافئة والطيبة والحسنة بين المعالجين والمرضى، وكذلك الطلبة المتدربين من جامعات القدس، وبيت لحم والجامعة الامريكية والكلية الاهلية وكلية الطيرة والعصرية وانعاش الاسرة.
وبحسب رئيس القسم د. اسماعيل محفوظ، فإن معدل عدد المراجعين اليومي للقسم، يتراوح بين 30 -45 حالة، وقد تم تقسيم ايام الاسبوع بين الرجال والنساء والاطفال، كما ان العاملين في القسم الذي يخدم محافظتي بيت لحم والخليل عددهم 6 اخصائيين وفنية، يقدمون خدمات العلاج الطبيعي والفيزيائي للمرضى المقيمين داخل أقسام المستشفى.
وبحسب ما توفر من معلومات، فقد قامت وزارة الصحة مؤخرا بإنشاء نواة لقسم علاج طبيعي في مستشفى بيت جالا الحكومي، لكن غالبية الحالات المرضية يتم تحويلها الى قسم العلاج الطبيعي في مستشفى الخليل الحكومي، وهناك العشرات من الحالات التي يتم تحويلها الى الجمعية العربية للتأهيل في بيت جالا.
وبحسب الخطة الاستراتيجية التي أقرها ويعمل عليها وزير الصحة د. جواد عواد، والتي ستفضي لتوطين العلاج، والتقليل من فاتورة التحويلات الطبية، من خلال إنشاء المراكز الصحية الغير موجودة في فلسطين، ولعل أهما مركز خالد الحسن لعلاج امراض السرطان وزراعة النخاع في فلسطين.
طنجرة وتفحيطقال د. محفوظ إن الكثير من المواطنين والمرضى يعتقدون أن العلاج الطبيعي والتأهيل الفيزيائي، هو تدليك او مساج او بالمعنى العامي "تفحيط"، مضيفا أنهم حاولوا على مدار السنوات الماضية تغيير هذه النظرة لدى المجتمع، من خلال ملامستهم العمل في علاج وتأهيل المرضى، والاستشارات التي يقدمونها لأطباء العظام بشكل خاص وللتخصصات الأخرى بشكل عام.
وتابع أن التدليك او المساج هي طريقة من طرق العلاج الطبيعي والفيزيائي، وهناك حالات مرضية لا نستخدم معها التدليك نهائيا، إنما نستخدم طرقا أخرى في العلاج.
وأضاف، لدينا القليل من الامكانيات والتي تكيفنا معها، ونعتمد على عائلة المريض او المريض نفسه في البرامج التي نضعها لكل مريض على حدة، مضيفا أن القسم لا زال يفتقر للعلاج الوظيفي والعلاج النطقي، أن هناك عددا لا بأس به من المرضى بحاجة لمثل هذه العلاجات.
وأكد على أن إدارة مستشفى الخليل الحكومي وعلى رأسها د. وليد زلوم تعمل جاهدة معهم على توفير ما يلزمهم، وكذلك د. أسامة النجار مدير الادارة العامة للخدمات الطبية المساندة، مؤكدا الحاجة الى ايجاد مركز متخصص للعلاج الطبيعي والتأهيل الفيزيائي.
واستذكر محفوظ بدايته مع قسم العلاج الطبيعي في المستشفى، قائلا:" بدأنا العمل في القسم عام 2000 في غرفة مساحتها 12 مترا مربعا، وكنا نبدأ العمل في هذه الغرفة بعد الساعة 11 حيث كان يتشارك معنا في الغرفة طبيب العيادات الخارجية، والحمد لله اليوم لدينا مساحة لا بأس بها ونقدم خدماتنا للمرضى بشكل رائع".
وأضاف أن في ذلك الوقت كانوا يقومون بتسخين بشاكير التدفئة داخل طنجرة، ليتمكنوا من تدفئة مكان الاصابة، مضيفا أنهم كانوا يعملون في ظروف سيئة، وأن هدفهم تقديم خدمات طبية جيدة للمرضى، ثم تطور الوضع تدريجيا حتى وصلوا الى ما وصلوا اليه اليوم، مبينا أنهم يطمحون للمزيد.
ويشار الى أن آمال المرضى في محافظتي الخليل وبيت لحم، تبقى معلقة على الحكومة الفلسطينية، لإخراج مركز العلاج الطبيعي والتأهيل الفيزيائي الى النور، ليريحهم من عنائهم، خاصة وأن جلسات العلاج الطبيعي والتأهيل الفيزيائي تأخذ وقتاً طويلاً وقد لا يتمكن الكثير من المرضى من متابعة حالتهم الصحية خارج مرافق الحكومية الصحية، كون العلاج في المراكز الخاصة غالي الثمن.