بيت لحم - معا : مع انتصاف الطريق في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2018 في روسيا، يبدو أن الجولات الخمس المتبقية من التصفيات ستشهد صراعاً حامياً خصوصاً في ظل المنافسة المتقاربة بين المنتخبات في المجموعتين الأولى والثانية على الرغم من الأفضلية الطفيفة التي تمتلكها فرق الصدارة خصوصاً المنتخب الإيراني الذي قدّم مستويات لافتة ارتقى بها لصدارة المجموعة الأولى بالإضافة إلى متصدّر المجموعة الثانية المنتخب السعودي الذي يطمح بمواصلة المشوار من أجل العودة إلى العرس العالمي بعد غياب.
وشهدت الجولات الخمس الأولى من التصفيات مستويات متذبذبة لكل من كوريا الجنوبية واليابان وأستراليا والتي شاركت في كأس العالم البرازيل 2014، بينما ارتدى منتخبا الإمارات وأوزبكستان لباس الحصان الأسود. في المقابل، لا يمكن استبعاد حظوظ المنتخبات الأخرى في أي من المجموعتين على الرغم من صعوبة الوضع بالنسبة لكل من الصين في المجموعة الأولى وتايلاند في المجموعة الثانية.
تفوّق إيراني ومنافسة كورية-أوزبكية
ففي المجموعة الأولى، بسط المنتخب الإيراني سيطرته منذ الجولة الأولى التي تفوّق فيها على أرضه على منتخب قطر في الثواني القاتلة ليكمل المشوار بعد ذلك ويحقق ثلاث انتصارات وتعادلين ليكون بذلك المنتخب الوحيد في جميع أدوار التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى روسيا 2018 والذي لم يخسر أي مباراة حتى الآن بينما لم تهتز شباكه على الإطلاق في الدور الثالث ما يُثبت نجاعة الأسلوب الذي يتبعه المدرب البرتغالي كارلوس كيروش بتحقيق الأهم وهو حصد النقاط بغض النظر عن الأداء والمستوى.
ويبدو أن الاستقرار الذي يعيشه المنتخب الإيراني ساهم في تألقه بشكل كبير ليس فقط في التصفيات المؤهلة إلى روسيا 2018 ولكن في جميع المباريات التي خاضها في عام 2016 حيث لم يخسر في أي مباراة سواء كانت ودية أو رسمية وهو ما أظهره تصريح لكيروش الذي قال: يتطوّر فريقي من عام إلى عام. عندما بدأت عملي في إيران، كان لدينا لاعب واحد يلعب مع نادي أوروبي واليوم لدينا 11 لاعباً يلعبون مع أندية مختلفة في أوروبا. حان الوقت لمواصلة العمل. لقد حان الوقت من أجل جعل المستحيل (التأهل مرتين متتاليتين إلى كأس العالم FIFA) ممكناً.
وبموازاة الأداء المستقر للمنتخب الإيراني، قدّم المنتخب الكوري الجنوبي أداءاً متذبذباً حيث حقّق ثلاث انتصارات صعبة على كل من الصين وقطر وأوزبكستان وتعادل سلباً مع سوريا بينما سقط على يد المنتخب الإيراني. ورغم البداية البطيئة أمام الصين وسوريا وتعاظم الضغط على المدرب الألماني أولي شتيلكه، إلا أن الكتيبة الكورية حقّقت الأهم وهو الحصول على النقاط وخصوصاً أمام المنافس المباشر على المركز الثاني المنتخب الأوزبكي الذي بدأ التصفيات بشكل جيد بانتصارين متتاليين قبل أن يتراجع مستواه في الجولات الثلاث التالية.
وعلى الرغم من الظروف التي تمر بها الكرة السورية خلال السنوات الأخيرة، إلا أن المنتخب السوري فاجأ المتابعين باحتلاله المركز الرابع في المجموعة الأولى رغم الإمكانيات الصعبة والتي وصفها المدرب السوري أيمن الحكيم بالصعبة مؤكداً: التصميم والثقة العالية التي بنيناها مع اللاعبين تعطينا دافعاً كبيراً من أجل تحقيق الإنجاز رغم كل الظروف التي نمر بها.
وقد تفوّق منتخب سوريا على كل من منتخبي قطر والصين اللذين أجريا تغييراً على الجهاز التدريبي بعد الأداء المخيّب في الدور الثالث حيث استلم المدرب الأوروغواياني خورخي فوساتي تدرب المنتخب القطري من مواطنه دانييل كارينيو فيما تعاقد الإتحاد الصيني مع المدرب الإيطالي الفائز بكأس العالم مارتشيلو ليبي الذي فشل في قيادة التنين الصيني للفوز بمباراته الأولى والتي جمعته مع نظيره القطري في الجولة الخامسة من الدور الثالث وهو ينتظره مهمة كبيرة في المراحل الخمس المتبقية في التصفيات إذا ما أراد الحفاظ على آماله بالتأهل إلى العرس العالمي للمرة الثانية بتاريخه.
منافسة بين الشرق والغرب
بعد المستوى المميز الذي قدّمه في الدور الثاني من التصفيات، واصل المنتخب السعودي تألقه في الدور الثالث ونجح في إنهاء المرحلة الأولى من التصفيات في صدارة المجموعة الثانية بعدما حقّق ثلاث انتصارات وتعادل قبل أن يسقط في الجولة الخامسة أمام المنتخب الياباني الذي عاد بقوة بعد البداية المخيّبة ليتشارك مع الأخضر السعودي صدارة المجموعة بعشر نقاط.
فبينما كانت الترشيحات تصب لمصلحة المنتخب الياباني من أجل تحقيق بداية جيدة في التصفيات، تلقى هزيمة تاريخية على يد المنتخب الإماراتي في المباراة الأولى قبل أن يستعيد توازنه بالفوز على كل من تايلاند والعراق والسعودية والتعادل مع المنتخب الأسترالي الذي لم يخسر أي مباراة حتى الآن في المجموعة ولكن أهدر نقاطاً ثمينة بوقوعه في فخ التعادل أيضاً مع كل من السعودية وأستراليا.
من جهته، فاجأ المنتخب الإماراتي المراقبين بالبداية الممتازة التي شهدت فوزه على المنتخب الياباني ولكنه سرعان ما سقط على يد كل من أستراليا والسعودية بينما ساهم فوزه على كل من تايلاند والعراق في تساويه مع أستراليا بتسع نقاط حيث ستكون المنافسة محتدمة في الجولات الخمس المتبقية بين هذا الرباعي من أجل اقتناص بطاقات التأهل المباشرة إلى روسيا 2018.
في المقابل، تبدو مهمة المنتخبين العراقي والتايلاندي صعبة في ما تبقى من المشوار في التصفيات حيث حقّق أسود الرافدين انتصار وحيد كان برباعية نظيفة على المنتخب التايلاندي الذي حصد نقطة يتيمة من المباريات الخمس التي لعبها حتى الآن. وقد يلعب المنتخبان أدواراً هامة في تحديد هوية أصحاب المراكز الحاسمة في المجموعة.
جولات حاسمة في الانتظار
ستكون الجولات الثلاث الأولى من التصفيات خلال عام 2017 والتي ستقام في آذار/مارس وحزيران/يونيو مهمة بشكل كبير من أجل تحديد هوية المنافسة للتأهل إلى العرس العالمي حيث ستحاول فرق الصدارة مواصلة مشوارها بنجاح وحسم التأهل مبكراً قبل الوصول إلى الأمتار الأخيرة في آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر.
ومع تأهل أربعة منتخبات بشكل مباشر إلى روسيا 2018، فإن المنافسة ستكون متبقية من أجل تحديد هوية صاحب المركز الثالث في كل مجموعة حيث سيلتقي المنتخبان سوياً في تشرين الأول/أكتوبر 2017 في مواجهتين فاصلتين لتحديد ممثل آسيا في الملحق القاري والذي سيكون أمام صاحب المركز الرابع في تصفيات CONCACAF خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر.
في المجمل، سيكون عام 2017 حاسماً من أجل تحديد هوية ممثلي القارة الصفراء في النهائيات العالمية حيث سيكون الطموح بأن يكون تمثيل آسيا بخمس منتخبات للمرة الأولى في كأس العالم.
*موقع الاتحاد الاسيوي لكرة القدم