تواضع الدعم عنوان واحد لكل الأزمات
نشر بتاريخ: 22/12/2016 ( آخر تحديث: 22/12/2016 الساعة: 15:10 )
بقلم : أسامة فلفل
هنا في فلسطين أرض الأصالة والحضارة مصدر الإبداع والإنتاج والانجاز تولد عشرات المواهب كل يوم، وفي كل الألعاب الرياضية، ولكنها تنتهي قبل أن تبدأ، تختفي سريعاً قبل أن يكتمل بروزها ونموها وتألقها وسط غياب الملاعب والصالات الرياضية والحصار وأصوات المعاناة وصرخات الأندية من غياب الدعم الحقيقي والاهتمام وسوء حالة الملاعب .
الملاعب والمنشات الرياضية الفلسطينية التي استهدفها العدوان والحرب الإسرائيلية كانت لسنوات طويلة مسرحاً لإنجاب المواهب الجميلة والمبدعة التي مثلت أنديتها والوطن والرياضة الفلسطينية في كل الساحات والميادين الرياضية على المستوى الإقليمي والدولي ،أصبحت اليوم مهجورة ، تعاني كثرة الهموم والمشاكل التي تحاصر مفاصلها، وتمنعها من الحركة وتكاد تشل حركتها.
اليوم وفي هذه المحطة التاريخية الفارقة وأمام شتى ألوان التحديات التي تكابدها الرياضة الفلسطينية من يعيد البريق لتلك الملاعب التي مازلت صورها ماثلة في وجدان الجماهير الرياضية على امتداد مساحة الوطن المفدى ؟!!!!!.
من يزرع الأمل في قلوب المحزونين على ما أصاب هذه الملاعب التاريخية من إهمال وعدم اكتراث وضياع مراحل التاريخ التي سجلت على أرضها في الحقب والمحطات الغابرة والحاضرة؟!!!!
اليوم مجالس إدارات الأندية الرياضية يتحملون عبء المرحلة بكل تداعياتها ويحملون المسؤولية الوطنية والرياضية بشجاعة واقتدار رغم العقبات والتحديات الكبيرة ومعهم الكوادر والقيادات الرياضية داخل مؤسساتهم ومنظومتهم الرياضية يطالبوا بإيجاد حلول للأزمات المالية الخانقة وقلة الميزانيات المخصصة للألعاب حيث ناشدوا الرئيس بالتدخل لحل هذه المشكلة التي تؤرق الجميع في الوسط الرياضي منذ سنوات ومازال الأمل يحدوهم في مواصلة الوقوف مع الأندية الرياضية ودعمها ومساندتها لتأدية رسالتها الرياضية والوطنية والإنسانية.
مطلوب اليوم توفير الدعم اللازم للنهوض بالألعاب الرياضة وحتى يعاد بنائها من جديد بشكل يتناسب مع حجم التضحيات والبطولات التي يسطرها شعبنا الفلسطيني وقطاعه الرياضي ،فالاهتمام باللاعب الفلسطيني والعمل على نظام احترافي قوي يضمن تطوره ووصوله إلى العالمية يحتاج لدعم حقيقي ورعاية وطنية شاملة.
لا يعقل اللعبة الشعبية الثانية لعبة كرة السلة تحتضر مع زميلاتها من الألعاب الأخرى حيث ثماني أندية من مجموع "15" ناديا يمارسون اللعبة ويشاركون في المسابقات الرسمية وهناك أندية تفكر مليا في الانسحاب لضعف الإمكانيات وغياب الدعم اللازم.
لذلك مطلوب أن يشمل الدعم كل الألعاب الرياضية التي كنّا فيها أصحاب انجازات وبطولات مازالت تشكل جزء مهم وأصيل من انجازات الرياضة الفلسطينية.
مطلوب اليوم من الإعلام الرياضي أن يهتم أكثر بهذه القضية، ويسهم في نشرها، وأن يلعب دورا وطنيا في تشجيع رجال الأعمال وأصحاب المشاريع والمؤسسات التجارية على الاستثمار الصحيح في الأندية الرياضية.
ختاما ...
يجب على الأندية الرياضية أن لا تستسلم للواقع المرير والصعب وعليها أن تتحمل مسؤولياتها الأدبية والأخلاقية والوطنية والرياضية والصمود والثبات في هذه المحطة الفارقة ، لأن وجودها بشعلة نشاطها وديمويته سوف يظل شاهد على أن هذه الإدارات الرياضية أهل للمسؤولية وأن التحديات تبعث فيها روح العطاء والثبات.