الشهيد فهد القواسمي والرياضة
نشر بتاريخ: 28/12/2016 ( آخر تحديث: 28/12/2016 الساعة: 18:56 )
بقلم : خالد القواسمي
في هذا اليوم بالتزامن مع ذكرى رحيل واستشهاد فهد القواسمي (ابا خالد) رئيس بلدية الخليل المبعد وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اقف في عجالة عند احدى محطات حياته الحافلة بالعطاء والانتماء والدور البارز الذي لعبه في دعم الرياضة والرياضيين وكانت محط اهتمامه ورعايته لإدراكه التام بأهميتها في غرس روح الانتماء في نفوس الشباب ولمعرفته بأن الاندية والمراكز ما هي الا قلاع وطنية تحتضن الشباب وتعمل على تثقيفه وتوعيته وتعمل على توجيه للانخراط بالعمل الوطني اضافة الى تقوية العلاقات بين افراد المجتمع والتواصل الدائم.
ولطالما سعى الى توفير كافة الامكانيات المتاحة فترة رئاسة لمجلس بلدية الخليل وكان له دور بارز في رفع معنويات العاملين في الحقل الرياضي ومما كان يحلم في تحقيقه توحيد الجهود بين قطبي الكرة الخليلية نادي شباب الخليل ونادي اهلي الخليل وكثيرا ما عمد الى عقد اجتماعات بينهم للتداول في الامور التي تخص الناديين وتخص الشباب الرياضي وكان يضع في نفسه هدف بالتوصل الى دمج الناديين في بوتقة واحده ونجح في التوصل الى اتفاق لبلورة الوحدة الرياضية بين الشباب والاهلي ودمجهم في نادي واحد يمثل مدينة الخليل لكن لم يكن لتكتمل تلك المبادرة بعد عملية ابعاده على اثر العملية الفدائية الكبيرة المسماة بعملية الدبويا التي نفذت يوم الجمعة في الثاني من ايار عام (1980) وفي هذا اليوم كان الشهيد فهد القواسمي يتابع اخبار مباراة نادي شباب الخليل الرياضي وفريق مركز شباب طولكرم التي كانت تجري على ملعب المطران في القدس وينتظر قدوم الفريق الشبابي الى مدينة الخليل للاحتفاء به كعادته في احتضان الاندية والرياضيين ومشاركتهم افراحهم والاستماع لمطالبهم وتلبية ما يستطيع منها.
ومما قدمه الشهيد وقام به تبرعه باسم بلدية الخليل بتقديم سطح للبناء لتشييد صرح لنادي شباب الخليل الرياضي في مركز المدينة باب الزاوية وشكل ذلك نقلة نوعية كبيرة للنادي بعد استكمال عملية البناء ليصبح مركزا لقادة العمل الرياضي والثقافي وفي ذات الوقت تبرع بمسطح للبناء للنادي الاهلي في موقع هام في البلدة القديمة بجانب مدرسة اسامة بن منقذ في يطل على ساحة البلدية القديمة وكان يهدف من خلال ذلك تواجد الشباب الفلسطيني بشكل دائم للحفاظ على هوية البلدة القديمة من التهويد ومع بدء الشروع في عملية البناء وعلى اثر عملية (الدبويا) الفدائية تم احتلال جزء كبير من البدة القديمة وكان من ضمنها الموقع المخصص لبناء مقر نادي اهلي الخليل .
وكان الشهيد القواسمي دائم الحضور في اغلب الانشطة الرياضية في مباريات كرة القدم التي كانت تقام في ملعب الحسين بن علي في الخليل راعيا وداعما ومشجعا للحركة الرياضية .
وبعد ابعاده ورغم انشغالاته بهموم الوطن لم يتوان عن السؤال الدائم عن اوضاع الرياضة والرياضيين حاملا معه الملف الخاص بها في كل مناسبة لاستقطاب داعمين للقطاع الرياضي خاصة ملف تشييد مدينة رياضية لكن كل ذلك لم يتم وكانت يد الغدر والخيانة قد امتدت اليه بتاريخ 29-12-1984 لتصعد روحه الى السماء حاملة معها الكثير من الامنيات التي كانت تدور في خلد الشهيد ويحلم بتحقيقها لأبناء شعبه رحمه الله .