الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل انتهى عصر النفط على يد الرئيس الأميريكي بوش؟

نشر بتاريخ: 30/09/2005 ( آخر تحديث: 30/09/2005 الساعة: 14:02 )
كتب رئيس التحرير - حين احتلت الجيوش التي يقودها الرئيس الأميريكي جورج بوش العراق, كان الرجل يقدم وعوده بسخاء لأصحاب شركات النفط الأميريكية بأن احتلال العراق سيخفض سعر برميل النفط من 40 دولار الى عشرين, ولكن النتيجة لم تكن كذلك بل ارتفع الى 60 دولار.

ودون الحديث عن الجشع الرأسمالي لاحتلال العراق, فان قبول الشعوب المستهلكة للنفط أو قدرة تحملهم لهذه الأسعار تبدو مستحيلة, واذا كانت شركات النفط والاستثمارات ومثلها التي يملكها والد الرئيس الحالي (الرئيس السابق جورج بوش) مستفيدة من هذا الارتفاع فان المناخ العام يقود المجتمعات للبحث عن بدائل للنفط وحتى بدائل للماكينات النفطية مثل السيارات وأدوات التدفئة واللوازم الأساسية في الحياة.

واذا أخذنا بالاعتبار أن معظم سكان المشرق العربي غير مستفيدون من امتلاك دولهم للنفط ويعانون من ارتفاع الأسعار بشكل خانق, فان قدرتهم على التحمل آخذة بالنفاذ, وما التظاهرات الخجولة التي شاهدنا بعضها في غزة وعمان والقاهرة ومثلها سوى بداية البحث عن حلول, هي في حقيقة الأمر أولى بوادر الثورة ضد "العولمة" ونظامها القاسي ضد الفقراء والشعوب الفقيرة على وجه هذه الأرض.

في القدس, وبالذات في حي تل بيوت افتتحت الشهر المنصرم أول محطة لتزويد السيارات بالغاز, بحيث لا يكلف تحويل المحرك النفطي الى نظام الغاز سوى ألفي دولار مع الاشارة الى أن سعر الغاز لا يكلف سوى ثلاثة شواقل أي نصف سعر لتر البنزين.

وبالاستناد الى ان الغاز اقل تكلفة وافضل نوعية واكثر حماية للبيئة فان العديد من دول اوروبا وبينها السويد اعتمدت فعلا سيارات الغاز ورمت من وراء ظهرها - ما امكن - عصر النفط.

وزير المواصلات الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر, وفي اطار رده على ارتفاع سعر النفط ( لتر البنزين 6:23 شيكل وسعر لتر السولار 5:20 شيكلا) طرح حلولا سخيفة على المواطنين ودعا السكان الى التقليل من التحرك بسياراتهم واعتماد المواصلات العامة واستبدال التدفئة بواسطة النفط بالتدفئة بواسطة الغاز, ولكنه يتوقع زيادة اسعار الكهرباء ورحلات الطيران.

الصحف لم تنطل عليها الخدعة, واشارت فورا الى ان اسعار النقل بالمواصلات العامة سترتفع ايضا بحيث تصل اجرة الراكب الواحد من عكا الى ايلات اكثر من 300 شيكل في المواصلات العامة, وان كل عائلة عليها منذ الان ان تستعد لدفع 400 شيكل اضافي للمواصلات والتنقل.

اذا اردت ان تطاع فاطلب المستطاع هذا ما يقوله المثل الشعبي ولكن يبدو ان الرأسمالية تطلب من الفقراء الان ما لا يستطاع وهو ما يجعل الحل ينحصر في شكلين, اما البحث عن مصادر جديدة للطاقة او البحث عن حكومات جديدة ونظام مجتمعي جديد.

على فكرة, ماهي اخبار حقول الغاز في غزة؟؟ وهل وضعت حكومة التكنوقراط اية مخططات للاستفادة منها؟؟ ولماذ لا نسمع اخبار غازنا الا في وسائل الاعلام العبرية؟