فعاليات اليوم الأول لمؤتمر نوعية التعليم في فلسطين: المشاركون يؤكدون على أهمية النهوض بالعملية التعليمية
نشر بتاريخ: 16/12/2007 ( آخر تحديث: 16/12/2007 الساعة: 17:31 )
رام الله- معا- نظمت وزارة التربية والتعليم العالي اليوم في مقر قاعة الهلال الأحمر في مدينة البيرة، وتحت رعاية الرئيس محمود عباس مؤتمرا تربوياً بعنوان"نوعية التعليم في فلسطين:واقع، تحديات، وطموحات"، بهدف تقديم تعليم أفضل لأطفال فلسطين من منطلق تعزيز النوعية في العملية التربوية والإدارية والبشرية واستشرافٌ للرؤى التربوية، وللوقوف ملياً عند واقع الإداراتِ التربوية وتفعيلها استناداً إلى تجارب الماضي.
وافتتح المؤتمر الذي سيعقد عل مدار يومين بحضور رفيق الحسني ممثلا عن الرئيس محمود عباس ووزيرة التربية والتعليم لميس العلمي وممثلين عن الدول المانحة وعدد من التربويين ووزراء التربية السابقين وحشد كبير من مدراء ووكلاء وزارات السلطة والمعنيين ووفد من الحكومة الفنلندية.
وفي حفل الافتتاح أكد الحسيني في كلمة له ألقاها بالنيابة عن الرئيس محمود عباس على أهمية هذا المؤتمر كونه يعتبر حلقة هامة من حلقات بناء الإنسان النوعي والذي نتوخاه فاعلاً في حضوره، قادراً على التعاطي في حمل القضايا التي تواجهه، متواضعاً، فيما ملك من أدب وعلم ومستمراً في التعليم والتطور.
وشدد الحسيني على ضرورة وعي وزارة التربية والتعليم العالي لدورها التقدمي، خاصة وأن دورها يكمن في تقريب وجهات النظر الداخلية، لا أن يعمق الخلافات وأن لا يسمح لأحد في القطاع التعليمي الحكومي أو الخاص بالتفريق بين الناس على أسس حزبية سياسية ضيقة
وقدم الحسيني في جلسة الافتتاح خمسة مقترحات وشروط أساسية تسهم في تطوير وتحسين واقع التعليم والتي منها: خلق قيادة تعليمية تقدمية منفتحة تصحيحية عازمة على التغيير الإيجابي تفهم بأن التعليم ليس فقط حق لكل أبن وبنت، بل أن التعليم المبني على التلقين والتحفيظ يجب استبداله بتعليم مبني على التفكير والاستنتاج والانفتاح على الحضارات التي تحيطنا، هكذا بنيت الحضارة العربية الإسلامية وهكذا يجب أن تكون قيادتنا التعليمية، وتوفير منهاج منفتح مبني على أسس تشجيع التفكير الحر والإبداعي، والتعلم النشط، وتعدد الثقافات والمصادر، والنقد المبني على الفهم والدراسة، وإيجاد مدرسين واعين مؤمنين برسالتهم التعليمية، مرتاحو البال فيما يتعلق برواتبهم واستحقاقاتهم، لا يحتاجون إلى العمل الإضافي كسائقين أو عمال أو مزارعين، بل يتفاعلون مع الطلبة كأبنائهم وبناتهم ويعطونهم كل جهدهم ووقتهم وإمكانياتهم وتوفير بيئة تدريسية مناسبة تمكن الأستاذ والمعلم من نقل العلم
من جانبها بينت العلمي أن افتتاحِ مؤتمرِ نوعيةِ التعليم في فلسطين يأتي في سياقِ عمل الوزارة الدؤوب والجاد لتلمسِ الواقعِ والانطلاقَِ لتحقيقِ الطموح لرفع مستوى التعليم بشتّى السبلِ والوسائلِ، لإدراكها أنها تسلّمته بعد قرابةِ ثلاثينَ عاماً من الاحتلال البغيض.
وبينت العلمي أن وزارة التربية والتعليم أدركت ومنذ اللحظة الأولى حجم المسؤولة الملقاة على عاتقها لتطويرَ الجهازِ التربوي، ورفعَ مستوى التعليم في جناحي الوطن، على المستوى المادي والتقني أو التعليمي، وبشكل يتماشى مع عنوان المؤتمر (واقع وتحديات وطموحات).
وأعربت العلمي أن افتخارها بحجم الإنجازات التي حققها التعليم في فلسطين على مستوى الدول في المنطقة خاصة فيما يتعلق بمبدأ التعليمِ للجميع حيث وصلت فيها نسبُ الالتحاقِ إلى أعلى مستوى، وتساوت فيها نسبةُ تعليمِ الذكورِ مع نسبة تعليم الإناث وفي مجالِ توفيرِ البنيةِ التحتيةِ المدرسيةِ وفي مجال التقنياتِ التربويةِ في المدارسِ الفلسطينيةِ بالإضافة تدريبَ عشراتِ الألوفِ من المعلمينَ والمعلماتِ.
وأثنت العلمي على طبيعة الشراكةِ المميزةِ بين وزارة التربية والأصدقاء من الدول المانحةِ والمؤسساتِ الدوليةِ والمؤسساتِ الوطنية ووكالةِ غوث وتشغيلِ اللاجئين، والقطاعِ الخاصِ سعياً لمواجهة التحديات يداً بيد وتوفير التعليم النوعي والأفضل لأبناء فلسطين بشكل يمكنهم الانطلاق نحوَ المستقبل، ومواجه الاحتلال الإسرائيلي الذي تجاوز كل الأصولِ والمواثيقِ الدوليةِ و دعماً لخطة الوزارةِ الخمسيةِ القادمةِ التي تحمل شعار الانطلاق نحو تعليم نوعي للجميع.
واعتبرت العلمي بناء منهاجٍ فلسطينيٍ جديدٍ لتوحيدِ النظامِ التربوي في شطري الوطن، وفرصة للتحديث والانفتاحِ على التجديداتِ التربويةِ العالميةِ.
ودعت العلمي المشاركين إلى الاهتمام ب بناء الإنسان والى التفكيرِ في كيفية تطويرِ قدراتِ ثروتنا البشرية لتحقيقِ التطوير وبناءِ حاضرٍ أفضلَ ومستقبلٍ أجمل.
وفي سياقٍ متصل؛ بينت العلمي أن اهتمام الوزارة بإعدادِ معاييرِ الجودةِ لعناصرِ المنظومةِ التربويةِ جاء ليشكلَ حلقةً هامةً من حلقاتِ استكمالِ دائرةِ الاهتمامِ ببلورةِ سياساتِ النوعيةِ لبناء إستراتيجياتٍ طموحة تجعل من نزوعنا للريادة والتفرد على الصعيد التربوي حقاً مشروعاً.
من جانبه اعتذر وكيل الوزارة المساعد لشؤون التطوير والتخطيط بصري صالح عن استكمال عقد المؤتمر بشكل موحد مع قطاع غزة عبر الفيديو كنفرنس بقوله: إنني وبكل حزن واس اعتذر عن عدم مشاركة إخواننا في القطاع، لان هناك فئة تأبى أن يظل الوطن واحد موحداً فحجبت عنا إخواننا أعزاء في الجناح الآخر من هذا الوطن المكلوم إمعانا منهم في تكريس الانقلاب وتعميق الجرح.
وأعرب صالح عن اعتزاز وزارة التربية، بمشاركة نخبة مميزة من ممثلي الدول المانحة والمؤسسات الدولية، التي واجهت معها تحديات كبيرة فرضتها ظروف الاحتلال الظالم على الشعب الفلسطيني ومؤسساته.
كما أثنى صالح على العلاقة الفلسطينية المتميزة، من خلال تمويل تنظيم مؤتمر النوعية التربوي والعديد من المشاريع والبرامج التطويرية في الوزارة على مدار عشر سنوات ماضية.
وفي هذا السياق بينت ممثلة الحكومة الفنلندية إيجيا روتنين في كلمة لها حرص الحكومة الفنلندية على دعم العملية التربوية في أراضي السلطة الفلسطينية وبناء مؤسساتها وصولاً نحو بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية المرتقبة.
وبينت روتنين أن بلدها تعتبر دعم التعليم من الأوليات القصوى التي ستعمل على دعمه وتطويره، ونقطة الأساس لبناء الدولة وتكريس مبادئ حقوق الإنسان والتطور الاقتصادي.
وضمن فعاليات الأول للمؤتمر تم نقاش العديد من المحاور التربوية بالتزام مع عقد عدد من الجلسات الموازية التي تم فيها عرض أوراق بحثية من قبل متخصصين وخبراء تربويين وكان من بين تلك المحاور محور القيادات التربوية منطلق لتحقيق الجودة، تم فيه بحث معايير الجودة في القيادة المدرسية، والسياسة المدرسية لمدرسة التعليم الجامع، وتقويم جهود إدارة التعليم بوكالة الغوث في الإصلاح المدرسي وانعكاساتها على جودة المنظومة المدرسية لمحافظات غزة، بالإضافة إلى بند تقويم المدرسة الذاتي كاستراتيجية لتحسين النوعية ومحور المنهاج الفلسطينية: إنجازات وتحديات وطموحات تم فيه بحث المناهج التعليمية وفق المنظور الشمولي ، وتجربة إعداد المناهج الفلسطينية ، ودراسة تحليلية لعنصر التقويم في منهاج الرياضيات الفلسطينية الأول للصف الرابع الأساسي ، ومستوى جودة كتب الرياضيات للصفوف (3-5) في دولة فلسطين في ضوء معايير NCTM ، ومعيقات تنفيذ منهاج العلوم الجديد من وجهة نظر المعلمين والمعلمات في محافظة رام الله ، وتجربة حوسبة التعليم المنهجي في قطاع غزة- فلسطين 1996-2007.