الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاتحادات الفرعية تعانق النجاح

نشر بتاريخ: 04/01/2017 ( آخر تحديث: 04/01/2017 الساعة: 16:58 )
الاتحادات الفرعية تعانق النجاح
بقلم : خالد القواسمي
النجاح لا يرتبط بعنوان أو بشكل بل بنمطية تفكير متفتحة وكفاءة فالإدارة الرياضية الحديثة تحتاج الى قادة لديهم روح العمل الجماعي ولا تعتمد على الكم والتنوع بقدر ما تعتمد على المقدرة والكفاءة والعلم والمعرفة والخبرة والحيادية والشفافية والنزاهة وأي نجاح يتوقف اولا وأخيرا على خصائص القيادة الادارية وفاعليتها.

من خلال المتابعة لحجم الانشطة الرياضية للاتحادات الفرعية التابعة لاتحاد كرة القدم الفلسطيني يأخذنا ذلك كقطاع اعلامي الى رفع القبعات لمن يعمل بكل جد واجتهاد لرفعة شأن الرياضة الفلسطينية ويحمل على عاتقة رعاية الفرق الكروية والعناصر الناشئة في ظل غياب واضح او تقاعس وعدم فعالية الرياضة المدرسية بالشكل المطلوب والتي كانت تشكل فيما مضى الرافد الاساسي للأندية واليوم اصبح الوضع معكوس فالفرق المدرسية تعتمد على لاعبي الاندية وتهمل دورها وهذا ما يجعلنا نرفع الصوت عاليا لإعادة تصويب الاوضاع الرياضية في مدارسنا واعطاء النشاط الرياضي أكثر أهمية وعودته كسابق العهد عندما كانت البطولات المدرسية تستقطب اهتمام الجميع وترفد الاندية باللاعبين.

والحق يقال بأن الاتحادات الفرعية اليوم حملت على عاتقها الاشراف ورعاية البطولات لجميع الفئات السنية من الاجيال الناشئة والحراك المتواصل يجعلنا نستبشر خيرا بما هو آت وهذا من شأنه دفع الاندية للاهتمام بالفرق الناشئة بمختلف فئاتها العمرية وهذا ما نتطلع اليه جميعا ويعيد المسار الى طبيعته بدلا من حالة التنافس والاستقطاب للاعبين كما هو الحال الان والمكلف والمرهق ماديا وغير الصحي .

مسيرة النهوض والبناء الصحيح تؤسس لحالة رياضية سليمة وهذا ما يقوم به رجالات الاتحادات الفرعية رغم كل التحديات وكبر حجم المسؤولية التي تصغر امام عظمة عطاء اصحاب الانتماء واصحاب الجهد الوفير المخلصين من ابناء شعبنا وهذا الجهد المبذول له دلالات ترمي الى العديد من مظاهر التطوير والتجديد في المنظومة الكروية ويعود عليها بالتقدم والازدهار من خلال توسيع قاعدة العمل والمرتبطة بمواصلة اقامة الدوريات والبطولات وهذا من شأنه في المستقبل القريب المنظور يجعلنا نقف امام فرق رديفة داعمة للفريق الاول في كل نادي ما من شأنه خلق واقع جديد مريح للأندية وتنأى بنفسها عن البحث الدائم عن لاعبي التعزيز اصحاب التكلفة المالية العالية والتي ارهقت خزائن الاندية وادخلت الادارات في حرج وشكوى دائمة من سوء الاحوال المادية وعرضها لكثير من الاشكاليات.

وامام ما تقوم به الاتحادات الفرعية بتنظيمها واشرافها على دوريات وبطولات كروية لمختلف الدرجات بالإضافة لبطولات الفرق الناشئة يجعل الجميع يقف امام مسؤولياته ولا مجال للمتقاعسين في انديتنا والمستقبل واعد ينتظر الجميع لفرز قاعدة عريضة من المواهب حتما ستغنينا عما نشاهد اليوم فالاهتمام بالقاعدة والمواهب هو افضل طريق للتأسيس وهو الاكثر مكسبا لرياضتنا فالعناية بالأجيال وتأهيلها وصقل موهبتها هو صلب التنمية وهدفها وبالرعاية ستحصد رياضتنا الوطنية ثمار هذا الجهد والعطاء مستقبلا ويعزز قدرة الاندية على مواصلة التفوق ورفع للمستوى الكروي والصمود بوجه التحديات والازمات .

ومسيرة الاتحادات الفرعية الناجحة والمثمرة ولكي تواصل درب التميز والابداع يتوجب مد يد العون لها وتوفير كافة الاحتياجات المطلوبة للاستمرارية بجانب توسيع دائرة الكوادر المؤهلة للانخراط في العمل فالاتحادات الفرعية هي النواة الصلبة والقاعدة الاساس للتطوير ومن اسباب النجاح بكل تأكيد يعود للرؤيا الثاقبة والحكيمة لاتحاد كرة القدم الفلسطيني لوضعه اسس العمل ومتابعته الحثيثة ودعمه اللامحدود للاتحادات الفرعية ولإيمانه بأن عملية البناء تأتي من القاعدة ببناء الانسان اولا منذ الصغر ورعايته وها نحن اليوم أمام بوادر الأمل التي بدأت تسطع في الأفق فالاتحادات الفرعية فرضت احترامها وحازت على ثقة الجميع لتمتع كوادرها بالنضج القيادي الرفيع لالتزامها بمضامين العمل المهني المبني على التخطيط الجيد والشفافية والامانة والمسؤولية الوطنية بعيدا عن المصلحة الذاتية كل التوفيق لكافة العاملين في جميع اتحاداتنا الفرعية والى الامام.