الشبيبة الفتحاوية تنظم زيارة لوفد برلماني بريطاني إلى فلسطين
نشر بتاريخ: 05/01/2017 ( آخر تحديث: 05/01/2017 الساعة: 14:49 )
رام الله- معا- نظمت حركة الشبيبة الفتحاوية في فلسطين خلال اليومين الماضيين، مجموعة من اللقاءات السياسية، والزيارات الميدانية للوفد البرلماني الأول الذي يزور فلسطين، والذي يضم ستة أعضاء برلمان من حزبي العمال والمحافظين، بالإضافة لعدد من الصحفيين، والناشطين السياسيين في لندن، بهدف الاطلاع على الأوضاع على الأرض عن كثب.
حيث استقبل رئيس الوزراء رامي الحمد الله، الوفد في مكتبه برام الله ، واستعرض آخر المستجدات السياسية والاقتصادية، وأطلعه على انتهاكات الاحتلال.
وجدد رئيس الوزراء تأكيده على التزام القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، بحل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية، مشددا على أن إسرائيل تتنصل من كافة الاتفاقيات الموقعة معها، وتستمر في سياسة الهدم والتهجير القسري، خاصة في القدس والمناطق المسماة "ج".
وأوضح الحمد الله أن مطالبة القيادة بوقف الاستيطان لا تأتي في سياق الشروط المسبقة للعودة إلى المفاوضات كما تدعي الحكومة الإسرائيلية، كون الاستيطان غير شرعي وفق كافة القرارات الدولية خاصة قرار مجلس الأمن الأخير، الذي يطالب بوقف كافة أشكال الاستيطان في الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967.
وقال: "إن إنهاء الاستيطان ينقذ حل الدولتين، ولا نريد أن ينتهي الأمر بدولة واحدة بنظام فصل عنصري، ونؤمن بالعدالة الدولية لتحصيل حقوقنا المشروعة للخلاص من الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
وقدم الحمد الله الشكر للبرلمان البريطاني لصالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مطالبا بالضغط على الحكومة البريطانية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، ومقاطعة منتجات المستوطنات، والتي تندرج ضمن المنتجات غير الشرعية على الصعيد الدولي.
كما التقى الوفد بعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتورة حنان عشراوي،والتي أشارت بدورها أن إسرائيل تتهرب من مسؤولياتها في ظل غياب معايير وخطوات دولية جادة وفاعلة لمساءلتها ومعاقبتها على خروقاتها وانتهاكاتها المتواصلة للقوانين الدولية وقرارات الشرعية الدولية.
وفي سياق إجابتها على أسئلة الوفد استعرضت عشراوي خلال اللقاء الذي جرى في منظمة التحرير برام الله آخر المستجدات السياسية بما في ذلك اعتماد مجلس الأمن الدولي بأغلبية ساحقة القرار رقم "2334" الذي كرر مطالبة إسرائيل بأن توقف فورا وعلى نحو كامل جميع الأنشطة الاستيطانية في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.
كما تطرقت لمؤتمر باريس القادم وأهميته لإنقاذ احتمالات السلام مع ضرورة تحديد مضمونه وأهدافه وآليات تنفيذ هذه الأهداف ومتطلبات متابعتها وإنجاحها وفق جدول زمني محدد لإنهاء الاحتلال، وقالت:" إن قرارات الأمم المتحدة المناهضة للاستيطان مهمة للغاية وهناك مسؤولية تقع على عاتق المجتمع الدولي بما فيه بريطانيا لتنفيذ هذه القرارات على ارض الواقع ووضع حد لتمادي إسرائيل وتلاعبها وتنصلها المستمر". مشددة في هذا السياق على دور ومسؤولية بريطانيا وبرلمانها في تصحيح الظلم التاريخي الذي ألحقته بشعبنا.
كما وأشارت إلى ممارسات دولة الاحتلال الإسرائيلي على الأرض ومواصلتها تكريس نهجها العنصري بإصرارها على الاعتراف الفلسطيني بيهودية الدولة، واستمرارها في بناء المستوطنات وتوسيع القائم منها في الأراضي الفلسطينية وعلى وجه الخصوص في القدس الشرقية، هذا بالإضافة إلى عمليات القتل والإعدامات الميدانية للفلسطينيين والتي تطال الاطفال والنساء بذريعة الإرهاب، إضافة إلى محاربتها الشرسة لحركة مقاطعة إسرائيل، وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS) رغم مناهضتها للاحتلال بطرق سلمية، وقالت:" نحن بحاجة إلى حماية ورعاية دولية فاعلة وعاجلة فتجربة المفاوضات السابقة على مراحل زمنية مختلفة منحت إسرائيل مزيدا من الوقت لتنفيذ خطواتها الأحادية ومخططاتها في مواصلة الاستيطان وإنها فرص السلام وحل الدولتين".
وتحدثت عشراوي عن الواقع الفلسطيني بما فيه المرأة الفلسطينية والشباب الفلسطيني، حيث أكدت على دور النساء الفلسطينيات وتأثيرهم الفاعل سياسيا واجتماعيا ومساهماتهم في الانتخابات عبر مؤسسات نسوية فاعلة حتى في المجتمعات المحافظة، كما أشارت إلى دور الشباب وتوجهات القيادة لإدماجهم في العمل السياسي عبر التوجه نحو إجراء انتخابات محلية وتشريعية ورئاسية في المستقبل القريب.
حيث نظمت شبيبة فتح للوفد الزائر يوما في نابلس، وذلك بحضور امين سر حركة فتح اقليم بريطانيا حامد داوود، التقوا فيه بمحافظها اللواء أكرم الرجوب، الذي استعرض للوفد الزائر، الأوضاع التي تعانيها المحافظة بسبب الاحتلال، مستعرضا واقع الاستيطان وتمدده الدائم في المحافظة من مختلف الجهات، وما ينتج عن ذلك من صعوبات، ومشاكل، أبرزها قيام الاحتلال بسرقة مياه المواطنين، ومنحها للمستوطنين، مشيرا بان حصة المستوطن من المياه في نابلس، واستهلاكه منها، تزيد بما نسبته اثنا عشر ضعفا عن المواطن الفلسطيني، محذرا من أن ذلك سيقود نحو تفجير الأوضاع، كون أن المياه من القضايا الحساسة للغاية، التي لا يمكن للفلسطيني أن يتنازل عن حقه فيها، كما استعرض اللواء الرجوب، ممارسات الاحتلال في المناطق المصنفة " ج " ، شارحا للوفد البرلماني، ممارسات الاحتلال فيها، بما في ذلك هدم خربتي طانا وطويّل، للمرة الحادية عشر على التوالي، كما استعرض الأوضاع الاقتصادية وحجم البطالة المرتفع في المحافظة، لا سيما بين قطاع الشباب، مشيرا بان الاحتلال، وسياساته العنصرية هي السبب الرئيسي لمعظم مشاكل المحافظة، داعيا البرلمانيين البريطانيين، إلى ترجمة زيارتهم لفلسطين لقرارات دعم ومساندة لشعبنا الفلسطيني.
فيما زار الوفد البرلماني مركز يافا الثقافي في مدينة نابلس، والتقى برئيس مجلس إدارته تيسير نصر الله، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، واستمع إلى شرح مفصل للأوضاع الإنسانية داخل المخيم، ولرؤية اللاجئين الفلسطينيين للحل، حيث قام نصر الله باستعراض تاريخ المخيم منذ بناءه عام 1952، على يد الاونروا، حينما كان عدد سكانه ستة آلاف نسمة، مشيرا بان عدد سكان المخيم حاليا ثلاثون ألفا، فيما لا تزال مساحته ثابته، مستعرضا الواقع الصحي الصعب، والخدماتي المهترىء ، داخل المخيم، ونسب البطالة المرتفعة، ولا سيما بين الشباب، مؤكدا أن لا حل لقضية اللاجئين إلا بمنحهم حقهم الطبيعي بالعودة لأراضيهم التي هجروا منها، هذا وقد نظم مركز يافا الثقافي للوفد الزائر زيارة ميدانية للمخيم، اطلع من خلالها على الأوضاع الإنسانية فيه.
كما التقى الوفد الزائر بعدد من نشطاء شبيبة فتح، حيث قدم رئيس لجنة العلاقات الدولية للشبيبة رائد الدبعي، وسيف عقل عضو لجنة العلاقات الدولية للشبيبة، شرحا حول واقع الشباب الفلسطيني، مشيرا بان المجتمع الفلسطيني مجتمع شاب بطبيعته، وان الشباب يمثلون القطاع الأوسع فيه، مشيرا بان الشباب الفلسطيني هو القطاع الذي يدفع الثمن الأكبر من ممارسات الاحتلال، مستدلا على ذلك بنسب الشهداء والاسرى والجرحى والمبعدين من فئة الشباب، مشيرا بأن شبيبة فتح تدعو المجتمع الدولي، إلى اتخاذ خطوات حقيقية، تتعدى حدود الشجب والادانة لانهاء الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين، لانقاذ حل الدولتين، ولكبح جماح الحكومة العنصرية في اسرائيل، كون حرية فلسطين أضحت مصلحة دولية، وأن استمرار الحكومة العنصرية في اسرائيل بسياساتها الحالية اضحى يهدد سلم واستقرار المنطقة والعالم، مؤكدا بان على بريطانيا أن تصحح الخطأ التاريخي بحق شعبنا، ممثلا بوعد بلفور غير الشرعي، وما نتج عنه من مأساة لشعبنا.
هذا وأكد عضو المجلس الثوري لحركة فتح، وسكرتير عام الشبيبة حسن فرج، بأن زيارة الوفد البريطاني هامة للغاية، كون الحكومة البريطانية تتحمل جزءا كبيرا من مأساة شعبنا بسبب جريمة وعد بلفور،التي لا يزال شعبنا يدفع ثمنها حتى الآن، مؤكدا بان هذه الزيارة، هي مقدمة لزيارات متعددة، ستنظمها شبيبة فتح لعشرات الوفود الشبابية، والسياسية للوطن، كون ذلك يندرج في إطار رؤية الشبيبة لدورها كشريك أساسي في ميدان الدبلوماسية الشعبية، مبرقا تحيات شبيبة فتح، لكل من ساهم في إنجاح الزيارة من مكتب الرئاسة، وحركة فتح اقليم بريطانيا، والمركز الفلسطيني البريطاني للتواصل، ومؤسسة travel 2 Palestine، في المملكة المتحدة، وقيادة الاقاليم، والوفد الزائر المتطلع نحو الحقيقة ، وكل من ساهم في إنجاح الزيارة.