السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

التقارب المصري مع حماس من وجهة نظر اسرائيلية

نشر بتاريخ: 06/01/2017 ( آخر تحديث: 08/01/2017 الساعة: 14:01 )
التقارب المصري مع حماس من وجهة نظر اسرائيلية
بيت لحم - معا - افرد موقع "والاه" العبري اليوم الجمعة مساحة لتحليل التقارب المصري الذي بات واضحا خلال الشهور الماضية مع حركة حماس في قطاع غزة، والذي اعتبره الموقع تغييرا في الاتجاه خاصة بعد الموقف الصريح ضد حماس منذ وصول عبد الفتاح السيسي لكرسي الرئاسة عام 2013.
وقد واكب الموقع موقف مصر ضد حماس والذي بدأ بحملة واسعة من قبل الجيش المصري على الانفاق مع قطاع غزة، وكذلك التصريحات عبر الاعلام ضد حركة حماس بسبب موقفها من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكذلك كونها جزءا من حركة الاخوان المسلمين التي يحاربها الرئيس المصري، وكذلك اغلاق معبر رفح مع مصر بشكل شبه دائم وغيرها من المواقف.
وخلال الشهور الأخيرة فإن الوضع قد تغير بشكل واضح من خلال فتح معبر رفح ليس فقط للمسافرين ولكن يجري الحديث عن ادخال البضائع عبر المعبر، وكذلك السماح لقيادات من حركة حماس على رأسهم رئيس حكومة حماس اسماعيل هنية بمغادرة القطاع عبر معبر رفح، صحيح أنه كان متوجها الى السعودية لتأدية للحج ولكنه بقي حتى اليوم خارج القطاع ويقوم بزيارات متعددة، ليس فقط للدول العربية وانما للدول الاسلامية والتي يستغلها لانتخابه رئيسا للمكتب السياسي للحركة، ويجري الحديث أنه سيلتقي مع مسؤولين في القيادة المصرية لدى عودته.
وأشار الموقع أن
العديد من الخطوات التي قامت بها حماس مؤخرا هي التي ساهمت بهذا التقارب مع مصر والتي قامت بها دفاعا عن مصالحها، فالحملة التي قامت بها حماس قبل شهرين ضد الجماعات السلفية في القطاع واعتقال ما يقارب من 200 منهم، كانت مؤشر للتغير في حركة حماس مع العلم أنها قامت بهذه الحملة بعد عمليات اطلاق صواريخ نحو اسرائيل، والتي تؤثر على حماس ومسؤوليتها عن القطاع، وكذلك للنشاط الدعوي الذي تقوم به الجماعات السلفية والتي تؤثر ايديولوجيا على حركة حماس والتي قد توسع دائرة المؤيدين مع تنظيم "داعش".
ولكن
ما قامت به حماس مؤخرا ضد جماعة "لواء التوحيد" المقرب من تنظيم "دعاش" ما تسبب في ازمة علاقات مع هذا التنظيم في منطقة سيناء، حيث صدر تصريح من قيادي كبير لهذا التنظيم ضد حماس ووصفها "بالكافرة"، وجرى وقف عمليات تهريب البضائع عبر الانفاق الى قطاع غزة بقرار من تنظيم "داعش"، ما أثر بشكل كبير على وضع حماس في القطاع خاصة بعد توقف مواد تستخدمها حماس في تصنيعها العسكري، هذه الخطوة دفعت حركة حماس لمعاقبة تنظيم "داعش" بوقف تهريب السلاح لهم من القطاع واعتقال محمد رميلات القيادي المعروف للتنظيم والمتواجد في قطاع غزة، وذلك للضغط على تنظيم "داعش" لعودة تهريب البضائع عبر الانفاق، ويبقى موضوع اخر قد تلجأ له حماس يتعلق بالخدمات الطبية والتعاون في هذا الجانب مع تنظيم "داعش"، فمن المعروف عدم وجود مراكز طبية لتنظيم "داعش" في سيناء، والمقاتلين الجرحى يتم علاجهم في قطاع غزة بعد تهريبهم من الانفاق من قبل الاطباء الفلسطينيين.
وعلى الجهة المقابلة ما الاسباب التي دفعت مصر لتغيير موقفها من حماس وتتقرب منها؟
في البداية يجب التوضيح أن الشهور الأخيرة شهدت ازمة في العلاقات بين مصر والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والانتخابات الداخلية لحركة فتح في المؤتمر السابع والذي استبعد رجل مصر محمد دحلان منه، ساهم ايضا بأزمة علاقة مع حركة فتح ما دام ابو مازن رئيسها، وهذا دفع مصر لفتح معبر رفح بشكل افضل من السابق وبشكل مستمر، ومع ذلك فإن ما يجري مؤخرا ليس فقط من باب المساس بوضع ابو مازن، ولكن مصر ادركت أن الوضع في قطاع غزة لن يتغير في الزمن القريب، وهي تريد حماس تعمل ضد تنظيم "داعش" وليس دعمه في العمليات الجارية ضد الجيش المصري في سيناء، وهذا ما دفع مصر للقيام بخطوات ليس فقط فتح المعبر بشكل مستمر وانما ادخال مواد بناء الى القطاع، ولديها الاستعداد للقيام بالعديد من الخطوات قريبا في حال ابدت حماس خطوات لمحاربة تنظيم "داعش".
وهذا ايضا ما تدركه اليوم حركة حماس والتي ترى في حرية الحركة عبر معبر رفح يساهم في تقوية الحركة ليس فقط في القطاع وانما في الخارج، ويساهم السماح لعبور قيادات حماس معبر رفح لتقوية علاقة الحركة دوليا ويعزز مكانتها، وايضا سوف يساهم ذلك في تحسين الاوضاع في قطاع غزة غزة ما يساهم في تقوية سلطتها في القطاع.