نشر بتاريخ: 07/01/2017 ( آخر تحديث: 07/01/2017 الساعة: 19:52 )
نابلس - معا- قال رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله خلال تفقده لبلدة سبسطية بنابلس وجولة في المعالم الأثرية فيها، اليوم السبت، إنه جاء تلبية لدعوة بلدية سبسطية، وشبابنا الغيورين في حملة "سبسطية شمس الحضارات"، والاطلاع عن قرب على المعاناة الإنسانية التي يعيشها أهلنا فيها، حيث تفرض إسرائيل مخططات التهويد على معالم المدينة وتسرق آثارها وتعزلها عن محيطها، وتعرقل جهود التنمية والبناء في المناطق الأثرية منها بحجة أنها تقع ضمن المناطق المسماة "ج"، بل انها تشجع الزيارة إليها على أنها موقع يهودي. وهي بهذا كله، إنما تحاول تزوير التاريخ وتزييفه، ومصادرة المزيد من الأراضي لصالح مشروعها الاستيطاني التوسعي.
ورافق رئيس الوزراء خلال جولته اليوم السبت، محافظ نابلس اللواء اكرم الرجوب، ووزير الحكم المحلي د. حسين الأعرج، ووزيرة السياحة والآثار رولا معايعة، ورئيس بلدية سبسطية نائل الشاعر، وعدد من الشخصيات الرسمية وأهالي البلدة.
وأضاف رئيس الوزراء خلال كلمته، واجبنا اليوم حماية سبسطية ومساندة صمود أهلها، وتوفير كل مقومات إعادة الحياة إليها والنهوض بها، بما يشمل توفير البنية التحتية لنمو السياحة فيها، وتطويع التدخلات الحكومية لتأهيل وترميم مرافقها وحماية آثارها من السرقة والضياع وتفعيل دور الأجهزة الأمنية والشرطية في هذا السياق. فنحن لن نقبل أبدا بأن تبقى سبسطية محاصرة أو أسيرة أو معزولة، ويجب أن تكون معالمها وآثارها وكنوزها، مفتوحة ومتاحة أمام السياحة الداخلية والدولية على حد سواء.
وتابع الحمد الله:" بكثير من الفخر، أتواجد بينكم اليوم في سبسطية، التي تتعايش فيها صور المعاناة والظلم مع نماذج الصمود والتحدي، فهذه البلدة التي تحتشد بمعالم حضارية وإنسانية كثيرة وتعتبر بجدارة أكبر موقع أثري في فلسطين، إنما نكرس منها وبها، أصالة هويتنا ونؤكد إرتباطنا الأبدي بأرضنا وآثارها ومعالمها. نيابة عن الرئيس وباسمي، أحيي أهلنا في سبسطية، الذين يستبسلون في الدفاع عن مدينتهم وعن إرثها وحضارتها، ويتصدون لظلم الاحتلال الإسرائيلي ومخططاته العنصرية الممنهجة".
وأوضح رئيس الوزراء، إن إسرائيل تثبت كل يوم، أنها لا تريد السلام ولا المفاوضات، بل تريد التوسع في استيطانها وتوغلاتها، وفي سيطرتها على مصادرنا ومقدراتنا وعلى إرثنا الحضاري، وإنها ماضية في ترسيخ احتلالها وعنصريتها، وفي تهجير الفلسطينيين واقتلاعهم من وطنهم. وما نراه اليوم من سيطرة واستهداف ممنهج للمواقع الأثرية الفلسطينية، خاصة في سبسطية، إنما يعد انتهاكا صارخا لكافة القوانين والاتفاقات الدولية الداعية لحماية مواقع التراث الثقافي والطبيعي والحفاظ عليها كإرث إنساني، خاصة اتفاقيتي لاهاي وجنيف الرابعة، واتفاقية حماية الممتلكات الثقافية أثناء النزاع المسلح، وتوصيات اليونسكو حول مبادئ التنقيب وغيرها.
واستطرد الحمد الله، علينا تقع واجبات وأعباء كبيرة في التصدي لمخططات إسرائيل في تجريد سبسطية من هويتها ومعالمها ونزع الوجود الفلسطيني منها، من خلال الحفريات ومشروع تسوير المنطقة الأثرية وربط دخول أصحاب الأرض إليها بتذاكر. وسنعمل مع شركائنا المحليين والدوليين لتثبيتها على لائحة التراث العالمي، كمدخل هام وأساسي، لتكريس هويتها الفلسطينية الأصيلة وصون معالمها التي تعود للكثير من الثقافات والحضارات التي احتضنتها.
وأردف رئيس الوزراء، لقد آن الأوان، لتفعيل وتطويع المزيد من أولويات التدخل الحكومي لتتناسب مع الجهود المجتمعية والشعبية الكبيرة التي يسطرها أصحاب الأرض والناشطون في توثيق انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في سبسطية، وفي حمايتها وتطويرها وتأهيلها لتصبح وجهة سياحية فلسطينية. فلطالما كانت المقاومة الشعبية السلمية، العنصر المتمم والملازم للجهود الرسمية لتدويل قضيتنا وحماية شعبنا وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
وشكر الحمد الله المؤسسات الوطنية والدولية والدول المانحة وبلدية سبسطية، التي وضعت جميعها جهودها وخبراتها ومصادرها لتطوير سبسطية والنهوض ببنيتها السياحية، كما وأشكر حملة "سبسطية شمس الحضارات" على مبادرتها الوطنية المسؤولة، مناشدا المجتمع الدولي ومؤسساته المختصة، وفي مقدمتها "اليونسكو"، حماية حقوقنا الأثرية ووضع حد لسيطرة إسرائيل عليها.
واختتم رئيس الوزراء كلمته:" أحيي حراس الأرض وهم يؤكدون بأن هوية شعبنا عصية عن التدمير والاقتلاع والمصادرة. بفضل صمودكم العنيد، ستبقى سبسطية على الخارطة، وفي قلب دولتنا، ولن تقتلع إسرائيل هويتها أو تطمس تاريخها، وسنتكاتف جميعا لإبقائها كما كانت دوما، مهدا للحضارات والثقافات، نابضة بمعالمها وحضارتها الممتدة عبر الأزمان".
واستمع رئيس الوزراء لمطالب واحتياجات فعاليات وأهالي سبسطية، واوعز للوزارات والجهات المختصة بتلبيتها، وتوفير دعم لتنفيذ عدد من المشاريع في البلدة.