نشر بتاريخ: 08/01/2017 ( آخر تحديث: 09/01/2017 الساعة: 08:07 )
غزة- معا- لا يذكر المواطن عبد الرحيم بدران من سكان منطقة بير النعجة متى كانت آخر مرة خرج فيها من المنزل، فهو منذ أن اشتدت أزمة الكهرباء بقي حبيس جدران منزله، فحياته تعتمد بشكل أساسي على وجود تيار كهربائي مستمر أو في أحسن الأحوال ثماني ساعات فقط.
ويقول عبد الرحيم المصاب بشلل أطفال منذ طفولته، إن ثلاث ساعات من الكهرباء لا تكفي لشحن بطارية الكرسي المتحرك الخاص به، كما انه لا يستطيع الاعتماد على الكرسي التقليدي لذوي الاحتياجات الخاصة، فحيث يقطن تحيط به شوارع رملية لا تساعده على الحركة فلا يجد أفضل من الحبس المنزلي.
ويتابع: "لقد أجبرتني الكهرباء على التزام المنزل لفترات طويلة فمنذ المنخفض الماضي لم أرى سبيلا للحرية أو للتنفس".
ويعاني عبد الرحيم بالإضافة الى ذلك عدم توفر وسائل تدفئة فجميعها تعتمد على الكهرباء، ويضيف في هذا الصدد: "نحن الأشخاص ذوو الإعاقة نحتاج الى تدفئة لأننا نشعر بالبرد القارس أكثر من الإنسان الطبيعي".
وطالب عبد الرحيم الجهات المسؤولة عن شركة الكهرباء بتحمل مسئولياتها اتجاه الأشخاص ذوي الإعاقة في قطاع غزة التي تعتمد حياتهم بشكل أو بآخر على التيار الكهربائي المستمر.
"في كهرباء ولا لأ"؟
أزمة الكهرباء لم تلق بظلالها فقط على حركة تنقل الأفراد ذوي الإعاقة، بل أنها ساهمت في تعطيل عشرات كراسي "السكوتر الكهربائي" الخاصة بهم في ظل عدم وجود مرافق خاصة لصيانة هذه الأجهزة.
فيما اكد زياد ذيب الذي فقد ساقيه في مجزرة الفاخورة التي وقعت في العام 2009 واستشهد خلالها 11 فردا من أسرته أكد انه لم يعد قادرا على الخروج من المنزل في ظل الانقطاع المستمر للتيار الكهرباء ووصل الكهرباء لثلاث ساعات فقط، مبينا أن الانقطاع المتكرر يساهم بشكل أو بالآخر في تعطل الكرسي المتحرك.
ويتابع ذيب:"لا استطيع الاعتماد على الكرسي التقليدي في الحركة لأنه سيبقينني مقييد بشخص معين لمساعدتي أما السكوتر الكهربائي فهو مخصص لتسهيل حركتي وبغطي احتياجاتي في الذهاب للسوق والمسجد أو العيادة أو حتى الحلاق".
وطالب ذيب الجهات المسئولة بتوفير الكهرباء بشكل منتظم ان لم تكن في الأربع والعشرون ساعة مؤكدا أن الشخص ذوي الإعاقة يعاني حتى في المكان المتوجه له إذا كان يتوفر فيه مصعد أم لا وبات السؤال الأهم لديهم هي هنا كهرباء أم لا.
ويعاني قطاع غزة منذ عدة أسابيع من أزمة شديدة في الكهرباء حيث لا تصل الكهرباء الى بيوت المواطنين بشكل منتظم وبدون جداول محددة لمدة ثلاث ساعات يوميا قد تصل الى اربع ساعات في أحسن الأحوال.
الدعوة لحراك ضاغط لحل الازمة
وبات المواطنون في قطاع غزة لا يكترثون لمبررات التي تسوقها شركة الكهرباء والتي باتت حديث الكبار والصغار في قطاع غزة وهي تعطل الخطوط المصرية والأحمال الزائدة بالإضافة الى التعديات على خطوط الكهرباء والأحوال الجوية غير المستقرة مؤكدين أن هذه المبررات لا تجدي نفعا وان المطلوب أن تتحمل كل الجهات المسؤولية عن توفير الكهرباء.
القيادي في المبادرة الوطنية نبيل دياب أكد انه لا يمكن الحديث عن مبررات لتفاقم أزمة الكهرباء في ظل أجواء البرد القارصة وامتحانات الطلاب في كل المستويات مشددا أن المواطن لا يتفهم مطلقا المبررات التي تسوقها شركة الكهرباء بطريقة أو بأخرى.
وقال دياب:"من حق المواطنين في قطاع غزة الحصول على الكهرباء حتى يمارسوا حياتهم بشكل كريم وحتى لا تكون همومهم اليومية مدعاة للابتزاز"مجددا دعوته لحل الازمة حل مناسب لها بعيدا عن الجاذبات السياسية.
وأضاف:"ندرك أن العديد من الأزمات ومنها أزمة الكهرباء تحتاج الى إرادة سياسية كافية والناس لا يمكن لها أن تنتظر أن يموت أطفالها وتتجمد الدماء في عروقهم جراء البرد حينما يتهافت السياسيون لإيجاد حلول لهذه الأزمات".
ودعا دياب الى حراك شعبي وجماهيري ضاغط تستجيب من خلاله كل الأطراف وفي مقدمتها شركة الكهرباء الى أصوات الناس الذين خرجوا والذي سيخرجون مشددا أن الأزمات لا تحل بشكل تحميل المسئوليات.
من جانبها أشارت شركة الكهرباء أن مجموع الطاقة الكهربائية المتوفرة اليوم 157 ميجاوات حيث أن احتياج القطاع في ظل هذه الأجواء الباردة 600 ميجاوات ووصل عجز الطاقة 440 ميجاوات.
تقرير: هدية الغول