بيت لحم- ترجمة معا- تفصل بين الدخول الامن لشبكة الانترنت والولوج للمكان الاشد ظلاما وسوادا في الانترنت المعروفة اصطلاحا باسم "Darknet" مجرد ضغطتين على "فأرة" الحاسوب أو بعبارة اكثر وضوحا "الانترنت المظلمة".
وطرح الموقع الالكتروني للقناة الثانية العبرية في تقريره المنشور يوم الاحد السؤال الاساسي حول هذه الزاوية المظلمة ماذا يمكن للشخص أن يجد فيها حتى يهتم بالدخول اليها؟ والجواب بكل بساطة مواقع لبيع المخدرات، والسلاح، وارقام بطاقات ائتمانية مسروقة، وجوازات سفر مزيفه، اضافة لمحتويات جنسية قاسية مثل افلام اباحية ضحيتها من الاطفال ليتضح بالبحث ايضا امكانية العثور على بعض الاشياء الايجابية في هذه المواقع السوداء؛ لان كل شيء ممكن في هذه الزوايا.
يمكن الدخول الى الانترنت السوداء عبر مواقع تصفح خاصة اشهرها يعرف باسم "TOR" وهو موقع تصفح قانوني ويدار عبر جمعية غير ربحية تعمل على ادارته وتطويره وسبق لهذه الجمعية أن حصلت على جائزة خاصة نظير تبرعها ومساهمتها في تطوير المجتمع وتتلقى جزءا من تمويلها من حكومات عديدة بينها الادارة الامريكية حسب تعبير الموقع العبري.
وافتتح المتصفح المذكور في البداية على شكل مشروع تابع للبحرية الامريكية يحمل اسم "The Onion Router" بهدف ايجاد منظمة اتصالات سرية "مشفرة " تسمح بنقل المعلومات من ارجاء العالم حيث تمر هذه المعلومات المشفرة في ارجاء الشبكة العنكبوتية عبر عدد كبير جدا من "الخوادم" بطريقة "البصل" حيث يعرف كل "خادم" عنوان "الخادم" الذي سبقه فقط دون أن يطلع هذا "الخادم" على فحوى المادة المنقوله عبره ما يجعل مهمة الوصول الى مصدر المعلومات امرا في غاية الصعوبة.
قاعدة عمليات المنظمات "الارهابية":
تستخدم "الانترنت السوداء" كمنصة اتصالات مريحة بالنسبة للمنظمات الارهابية مثل داعش وكذلك من يريد ويسعى لمواجهة هذه المنظمات والتخريب عليها.
"لا زالت سلطات تطبيق القانون تدرس هذا العالم وتحاول فهمه لكن هذا المجال بالنسبة للهاكرز الذين يريدون المساس بالمنظمات المذكورة مثل داعش فانه بمثابة ملعب بيتي"، قالت كرن العازري الباحثة في مجال "السايبر" وتلقي محاضرات في هذا الشأن على مستوى العالم.
ويعتبر موقع المبيعات "Silk Road" الذي يصفه الكثيرون بانه e-Bay بالنسبة لبيع المخدرات اشهر المواقع التي تدير نشاطها من خلال "Darknet" ولا يضطر مستخدمو هذا الموقع للتعريف بأنفسهم ويقومون بدفع ثمن المخدرات بواسطة "العملية" الافتراضية "بيتكون" التي لا يمكن تعقب الصفقات التي تعقد بواسطتها.
ورغم ما يحدث على هذه الشبكة السوداء من اعمال "سرية" لا يزال بالإمكان تعقب بعضها كما جرى في قضية "روس البريخيت" الذي ابتدع موقع "Silk Road" الذي اهتم كثيرا بإزالة اثاره ومسحها لمنع تعقبه لكنه عاد في النهاية للممارسة عدد من الانماط السلوكية الثابتة التي اسفرت في النهاية عن اعتقاله من قبل عملاء "FBI" وتمت ادانته بجرائم تبييض الاموال واختراق الحواسيب والاتجار بالمخدرات وإدارة عصابة اجرامية ليحكم عليه في اكتوبر الماضي بالسجن الفعلي المؤبد.
وعاد التقرير الى الباحثة "العزري" التي قالت "إن تكنولوجيا مثل TOR ليس بالضرورة أن تكون سرية وحتى يصبح الشخص أو المنظم سريا على الانترنت عام 2017 يجب عليه أن يبذل الكثير من الجهود والعمل الشاق وتكنولوجيا TOR مجرد وسيلة اخرى من وسائل الحفاظ على الخصوصية ومن يسعى للحصول على السرية المطلقة يقومون بعدة خطوات منها شراء حاسوب مستقل تستخدمه للاتصال مع الانترنت وكذلك يدخلون الى الشبكة من مواقع عامة ويمتنعون عن الرتابة في السلوك بما يخلق نمطا سلوكيا محددا يمكن تعقبه".
للقبض على المجرمين بالجرم المشهود:
وخلافا للفهم السائد تجري على "Darknet" الكثير من النشاطات الايجابية حيث يجري صحفيون كثر اتصالاتهم مع مصادرهم الموجودة في دول اخرى أو في اماكن تخضع الانترنت فيها للرقابة مثل تركيا والصين وغيرها عبر هذه الشبكة السوداء اضافة لوجود مواقع كثيرة تسمح للأشخاص الذين تعرضوا لعمليات ابتزاز وافساد أو عمليات ظلم بالحديث عما تعرضوا له دون خوف من تعقبهم واعتقالهم.
تهدد دهاليز "Darknet" الكثير من نشطاء "الهاكرز" الذين يخترقون ويراقبون النشاطات الجارية في الدهاليز السوداء ومنهم من يعمل تحت رعاية وحماية دول مثل منظمة "انونيموس" التي سيطرت عام 2011 على سلسلة مواقع نشرت مواد اباحية للأطفال حيث سيطر "هاكرز" المنظمة المذكورة على الموقع واستبدلوا المضامين الاباحية التي ينشرها بأفلام تتضمن ابحاث امريكية وتركوا خلفهم تحذيرا ونصيحة بوضع "المتصفح" في صورة الامر، وفور قيام مستخدمو الموقع بالضغط على "التحذير" ظهرت صيغة جديدة للواقع انتجها الهاكرز انفسهم وسيطرت على عنوان "IP" المستخدم الذي يسعى وراء ممارسة الجنس مع الاطفال الامر الذي انتهى باعتقالهم.
"كل حكومة تملك الموارد والقدرات التي تخولها الحصول بشكل قانوني على تفاصيل الحسابات على الانترنت يمكنها تعقب الاشخاص الذين ينشطون ضمن الانترنت السوداء، ورغم أن الحكومات لا تنشر طرق واساليب عملها لكن هناك اعداد كبيرة من الاشخاص تم اعتقالهم بعد أن استخدموا بشكل غير قانوني شبكة الانترنت المشفرة ما يعني أن استخدام هذه الشبكة لا يعني عدم وجود من يتعقبك" قالت الباحثة "العازري".