نشر بتاريخ: 10/01/2017 ( آخر تحديث: 11/01/2017 الساعة: 13:23 )
بيت لحم- معا- كان الطيار "يوسف جوي الون" من مؤسسي سلاح الجو الاسرائيلي وعمل ملحقا عسكريا اسرائيليا لدى الولايات المتحدة الامريكية قبل أن يقتل امام منزله في ولاية مريلاند على الساحل الشرقي للولايات المتحدة الامريكية عام 1973 حين عاد مع زوجته من حفلة ليبقى لغز مقتله سرا غامضا وعصيا على الحل حتى يومنا هذا.
وعادت قضيته الاثنين الى الواجهة بعد أن نشرت صحيفة نيويورك تايمز خبرا مفاده أن المباحث الفيدرالية الامريكية "FBI" اعادت فتح الملف والتحقيق اثر ظهور ادلة ومعطيات جديدة قد تساهم في حل لغز القتل الغامض.
وسبق لمراسل الصحيفة الامريكية "ادم غولدمان" أن نشر عام 2007 تقريرا مفاده أن وكالة الاستخبارات الامريكية "CIA" تعتقد أن مقاتلين فلسطينيين هم من نفذ عملية القتل وبناء عليه راسل هذا الصحفي المناضل العالمي الفنزويلي الاصل المعروف باسم "كارلوس" الذي يمضي حكما بالسجن في فرنسا فتلقى ردا من "كارلوس" بعد عام قال فيه إنه على علاقة بقتل الملحق العسكري الاسرائيلي.
وادعى الصحفي الامريكي أن "كارلوس" اخبره بأنه على علاقة باحد الذين قتلوا الملحق العسكري لكن هذه العلاقة انقطعت منذ فترة طويلة وانه أي "كارلوس" مستعد للحديث في القضية ضمن صفقة، لكن الصحفي تنازل عن الفكرة ورفض الاقتراح في حين اظهر الـ FBI اهتماما كبيرا باقتراح كارلوس حيث سمع ممثل المباحث الفديرالية الامريكية في باريس العميل "يوجين كايس" عن رسالة كارلوس الموجهه للصحفي "غولدمان" وتوجه الى السجن للتحقيق معه.
قتلوا الملحق العسكري تضامنا مع النضال الفلسطيني
وكتب العميل "كايس" في مقالته التي حملت عنوان "السيجارة مع ابن اوى" الذي تضمن الكثير من التوضيحات تتعلق بطرق وأساليب التحقيق المختلفة.
واعاد العميل "كايس" تصوير عملية التحقيق التي اجراها في السجن الفرنسي مع "كارلوس" علما أنه قدم طلب التحقيق مع كارلوس للسلطات الفرنسية عام 2013 وتحدث خلال المقالة عن ثلاث جولات تحقيق استمرت لأكثر من خمس ساعات كان اخرها في تموز 2015.
ونقل عن كارلوس قوله اثناء التحقيق أن مجموعة من المواطنين الامريكيين ومقاتلين امريكيين من قدامى الحرب في فيتنام زاروا مطلع سبعينيات القرن الماضي متجرا لبيع الكتب يملكه فلسطيني في العاصمة الفرنسية باريس، ومنذ تلك اللحظة اظهرت المجموعة الامريكية تعاطفا وتضامنا كبيرين مع النضال الفلسطيني وطلبوا الانضمام لهذا النضال.
انتقام ايلول الاسود
وأضاف كارلوس: قام صاحب دكان الكتب الفلسطيني بتوجيه الامريكيين إلى كمال خير بيك وهو مواطن سوري عضو في منظمة "ايلول الاسود" والتقى الامريكيون مع كمال بيك في احد مقاهي باريس وأرسلهم عام 1970 لقتل الملحق العسكري الاسرائيلي "الون".
ووفقا لأقوال كارلوس اعتقد كمال بيك بداية الامر أن المجموعة الامريكية لن تنفذ المهمة لكنهم نفذوها بدقة بسبب التعاطف الكبير الذي اظهروه مع النضال الفلسطيني.
واشترك "الون" بصفته طيارا مقاتلا في عشرات المهمات القتالية فيما يعرف بحرب "استقلال" اسرائيل عام 1948 ويعتبر احد الشخصيات المركزية التي ساهمت في اقامة سلاح الجو الاسرائيلي وأرسل الى واشنطن لتنسيق عمليات شراء مقاتلات متطورة مثل طائرات فانتوم ليقتل وهو في 43 من العمر شهرا واحدا فقط قبل انهاء مهام منصبه في العاصمة الامريكية.
وبثت وسائل الاعلام العربية يوم مقتله تقارير قالت فيها إنه قتل انتقاما لاغتيال قادة منظمة "ايلول الاسود" التي نفذ عملية ميونخ عام 1973 اناء تواجدهم في بيروت الشرقية أو ما يعرف فلسطينيا باسم عملية "فيردان".