نشر بتاريخ: 11/01/2017 ( آخر تحديث: 11/01/2017 الساعة: 19:58 )
غزة-تقرير معا- تجمدت الدماء في عروق الطفل محمد السواركة ابن الاثنى عشر يوما ..فمحمد لم يجد سبيلا للدفئ داخل احد الكرفانات المنتشرة في منطقة جحر الديك، حيث جدرانها باردة حد الموت في ظل انعدام وسائل وسبل التدفئة واستمرار أزمة الكهرباء وتفاقمها.
وتعيش أسرة الطفل السواركة في كرفان منذ عامين بعد أن دمرت قوات الاحتلال الاسرائيلي منزلها في ذات المنطقة خلال حرب العام 2014 والتي ادت الى تدمير 2358 منزلا بشكل كلي، و13644 منزلا بشكل جزئي، بحيث باتت تلك المنازل لا تصلح للسكن.
احمد السواركة والد الطفل، أكد لـ"معا" وفاة الطفل، قائلا ان الحياة في الكرفان لا يمكن أن يطيقها بشر في ظل الأجواء الباردة التي تعصف بالمنطقة، مشيرا الى انه لا يمكن للكبير ان يتحمل جدران الكرفان الباردة، فكيف لمحمد الرضيع أن يتحملها فجسده كان اضعف من تحمل لسعات البرد التي كانت تنخر في عظامه اللينة، بحسب تعبير الوالد.
مات محمد وبقي شقيقه يصارع الحياة داخل "كرفانات الموت" كما يطلق عليها أصحابها، فهو يعاني من تشوه في إحدى ساقيه بعد أن التهمته النيران اثر نشوب حريق داخل الكرفان.
غياب الكهرباء وانقطاعها المستمر فاقم معاناة العائلة التي لا يتوفر لها أدنى مقومات التدفئة حتى أن مكونات الكرفان من غرف نوم ومطبخ وحمام منفصلة عن بعضها ما يعرض الأم لتيارات الهواء أثناء تنقلها من اجل الاعتناء بطفلها.
حتى الآن لم يحصل سكان منطقة جحر الديك على ما يعيد اعمار منازلهم التي دمرتها آلة الحرب الإسرائيلية قبل عامين، فاحمد كان في عمارة مكونة من طابقين تأويه واسرته، يقول
أبو مجدي السويركي جد الطفل محمد، الذي دعا الجهات المسئولة الى النظر بعين الرحمة لسكان الكرفانات مؤكدا أن وفاة حفيده كانت "نتيجة طبيعية لبطئ الاعمار".وأعرب أبو مجدي عن امله في ان يكون محمد آخر ضحايا الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، مؤكدا أن من حق كل اصحاب المنازل المدمرة العودة إليها بعد مضي عدة سنوات على انتهاء الحرب. وطالب أبو مجدي الجهات المسئولة بتسريع وتيرة الاعمار .
وكان العدوان الإسرائيلي على غزة في صيف العام 2014 غير ملامح أحياء كاملة في القطاع، وحول سكانها الى نازحين بلا مأوى. وقد كان عدد النازحين قبيل لحظات من إعلان وقف إطلاق النار في السادس والعشرين من اب عام 2014 بلغ 466 ألف مواطن في كافة أنحاء القطاع، وقد تم توزيعهم على مختلف المدارس وبعض الأماكن التي كانت تؤوي العائلات.