العرب وباريس وخروف العيد الذين افتقدوه

باريس - معا - رائد عثمان - عندما اقتربت الساعة من منتصف الليل بتوقيت فلسطين أخذت رسائل التهاني تصلني عبر الهاتف الخلوي من فلسطين وكان يجلس بقربي طالبين فلسطينيين احدهما من بيت لحم والاخر من سوريا . تنهد الاثنان ونظرا الى بعضهما وتحدثا عن برنامجهما ليوم غد اول ايام عيد الاضحى .
صبيح صبيح طالب فلسطيني من بلدة الخضر يدرس الدكتوراة في احدى الجامعات الفرنسية تحدث انه ذاهب يوم غد للعمل ثم الدراسة وقال بحزن " في باريس لا عيد اضحى ولا احد يكترث هنا حتى العرب " . اما جلال فلديه ايضا دوام في الجامعة يوم غد وعليه ان يحضر لامتحان في اليوم الذي يليه .
الجالية الفلسطينية هنا في باريس دعت الى تجمع يوم السبت لافرادها من اجل قضاء امسية سويا هذا كل ما هناك . انتهى العيد

معلم عربي في منتصف باريس

في باريس وعلى ضفاف نهر السين العظيم يقع مبنى صممه المهندس الفرنسي الشهير جون اوفين وهو اشهر معلم عربي في مدينة الانوار على حد تعبير صبيح ويطلق عليه العرب والفرنسيين ( معهد العالم العربي )

بني المعهد في عام 1987 ويرأسه بالعادة شخصية فرنسية عامه في حين يكون مديره عربي بحيث كان الاتفاق ان تتقاسم الدول العربية وفرنسا ميزانية المعهد والتي تبلغ 20 مليون يورو سنويا ويعمل به 150 موظف نصفهم من اصول عربية ونسبة النساء للذكور فيه متساوية تقريبا .
المعهد يعنى بتعريف الفرنسيين بالثقافة العربية ولذلك لديه ثلاثة اقسام ممثلة في مكتبة عامة بها حوالي ثمانين الف كتاب ومتحف يعرض جزءا من الاثار العربية ودائرة النشاطات الثقافية والتي تعنى بالمهرجانات مثل الموسيقى والسينما وكذلك نشاطات للاطفال خاصة المعارض وتعلم اللغة العربية والاطلالة على الثقافة العربية الاسلامية .

كما ويعمل المعهد بانتظام امسيات ثقافية وفنية اسبوعية وخصوصا الندوات او اللقاءات مع الادباء والكتاب .
اما زوار المعهد فيصلون الى مليون شخص سنويا .

تلفزيون بالعربي في فرنسا

وفي باريس هناك تلفزيون يسمى ( قناة 24 ساعة للاخبار الدولية ) والذي يبث بثلاث لغات هي الفرنسية والانجليزية وبالطبع العربية . وهو متخصص بالاخبار ومتابعتها حيث يبث كل نصف ساعة نشرة اخبارية لمدة 10 دقائق والطريف ان رؤساء التحرير الثلاث للغات الثلاث في المحطة يجتمعون ليقرروا طبيعة النشرة والتي تخرج للمشاهدين بلغاتهم المختلفة تحوي نفس المضون .

الطاقم العامل في القسم العربي من صحفيون وصحفيات هم من اصول عربية الا ان رئيسة القسم فرنسية تتحدث العربية بطلاقة اما الشكل العام للمحطة فهو واحد وغرفة التحكم واحدة في حين ان لكل قسم ستوديوهات اخبار منفصلة وطاقم تحرير منفصل . ورغم قصر عمر المحطة النسبي الى انها تتقدم جيدا لتنافس المحطات العالمية فهي تأتي في الترتيب الرابع بعد BBC , CNN , الجزيرة خصوصا على الانترنت وهو ما أرضى الفرنسيين حتى الان .

العرب في كل مكان لكن العيد غائب

وعندما تتجول في باريس تصدف الجالية العربية في كل مكان فتجدهم في الشارع والمترو والمطاعم والفنادق ولكن بالتأكيد فإنك لن تصدف خروف العيد او تجد مظاهر عيد الاضحى التي يفتقدها العرب المسلمون القاطنون في باريس رغم ان مسجد باريس هناك والمسلمون هناك .