الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

نظرة على وحدة " السايبر" التابعة "للشاباك"

نشر بتاريخ: 19/01/2017 ( آخر تحديث: 20/01/2017 الساعة: 12:58 )
نظرة على وحدة " السايبر" التابعة "للشاباك"

بيت لحم- معا- كان من المفروض ان تصبح اكبر واعنف واكثر هجمة " سايبر" تطورا وذكاء تتعرض لها اسرائيل في تاريخها حيث تربص " عنصر اجنبي" يعتبر من اشد اعداء اسرائيل وربض في اهم فواصل ومفترقات الاتصالات الاسرائيلية بهدف ادخال خلايا نائمة تنتظر يوم صدور الامر حتى يتمكن عبرها من السيطرة على البث التلفزيوني والإذاعي وإثارة فوضى عارمة في الشارع الاسرائيلي .

هذا ليس سيناريو فيلم سينمائي وانما هجوم واقعي حدث قبل عامين وفقا لما كشفه جهاز الشاباك الاسرائيلي، لكن هذا الهجوم لم يخرج الى حيز التنفيذ بسبب عامل رئيسي ومركزي وحيد هو " وحدة السايبر التابعة لجهاز الشاباك" بحسب المصادر الاسرائيلية .

وكشفت صحيفة " يديعوت احرونوت" العبرية اليوم " الاربعاء" تفاصيل هذا الهجوم ، اتضح منها ان الشاباك فضل مراقبة ورصد " الهاكرز " ومتابعتهم لمعرفة طريقة عملهم واسلوبهم وساعات عملهم بدلا من محاولة صد الهجوم ومحاولات الاختراق، وبعد ان حقق الشاباك هدفه وتراجعت وحدة الهجمات قام " مقاتلو " وحدة السايبر بتصفية الخلايا النائمة وقضوا على التهديد وشنوا هجوما مضادا واقعيا عبر تسريب تفاصيل ومعلومات دقيقة تتعلق بالمهاجمين " الهاكرز " انفسهم وبثها عبر شبكة الانترنت وهذا الامر يعتبر في عالم " الهاكرز " الاكثر اهانة ومهانة وإذلالا وفقا لما يقوله جهاز الشاباك الذي رفض التطرق لتفاصيل الواقعة بشكل دقيق.

المكاتب السرية التي يعمل فيها عناصر وحدة السايبر التابعة للشاباك تشبة تلك المكاتب التي اعتاد الناس رؤيتها في شركات واتحادات " الهايتك " الكبرى حيث تم استبدال سراديب التحقيق المظلمة بغرف واسعة ومرفهة مضاءة ومزينة بورق الجدران والزخارف الملونة فيما غصت جدران الممرات المؤدية الى هذه الغرف والمكاتب بعبارات المديح والثناء فيما تم تزويد غرف " التدخين " بآلات القهوة " اسبريسو " ومنصات للعبة " بليستيشن " و " اكسبوكس" والكثير من الارائك المريحة.

وليس من باب الصدفة ان يتمتع هؤلاء بشروط وأجواء عمل مريحة ومدلله تشبه تلك السائدة في شركات غوغل وفيسبوك، بل لان الشاباك اراد ويرغب في ضم قوى عاملة مدربة ونوعية الى صفوف هذه الوحدة رغم التنافس الحاد والسباق الدائر على هذه القوى المدربة مع شركات القطاع الخاص.

وقال مصدر في الشاباك" اكتملت قوتنا العاملة بنسبة 100% لاننا نطرح عليهم ظروفا وشروط عمل متطورة ومريحة ورواتب جيدة رغم انها تقل قليلا عن مثيلاتها في الحياة المدنية، لكن في المقابل يمكن عبر هذه الوحدة لهؤلاء الاشخاص ان يتحولوا لرجال سايبر يتمتعون بالسلطة التي تؤهلهم للقيام بعمليات غاية في الدقة والتعقيد لم يكونوا ليحلموا بمثلها، لأننا بشكل عام نخلق اجواء وبيئة عمل تسمح لهؤلاء الشبان بالازدهار والتطور وان يتحولوا الى ما يشبه الفرس المنطلق بقوة مع قليل من الوزن والاثقال ".

انتمى قبل 15 عاما فقط 4% من مجموع رجال وموظفي الشاباك الى " عالم السايبر" والاستخبارات الرقمية لكن هؤلاء يشكلون حاليا 25% من مجموع القوى العاملة في الشاباك مع الاخذ بعين الاعتبار الزيادة الدراماتيكية في عدد العاملين وحجم القوة العاملة في هذا الجهاز .

وانخفض ايضا خلال هذه السنوات متوسط عمر العاملين في الشاباك حيث يبلغ متوسط العمر حاليا في الشاباك 34 عاما .

ويدرك الشاباك خطر ترك رجال وحدة السايبر العمل في صفوفه والانتقال للعمل في القطاع الخاص " نحن نهتم ونحرص على عدم تسرب المعلومات الحساسة لكننا نسلم بامكانية استخدام هؤلاء للمعارف الاخرى التي حصلوا عليها اثناء العمل معنا لان هذا جزء من الواقع الذي نستفيد منه نحن ايضا ففي بعض الاحيان نحصل على اتصال هاتفي من " بالو – التو " في وادي السيلكون يطرح علينا عرض تكنولوجية مثيرة طورها رجال تعلموا وتطورا عندنا في الجهاز ولم ينسوا المكان الذي قدموا منه "،قال مصدر اخر في الشاباك.

ويفتخر الشاباك بهيئة " السايبر" المتطورة التابعة له لدرجة انه قرر المشاركة في مؤتمر " سايبرتيك 2017 " الدولي وان يكشف على الاقل جزءا بسيطا من قدراته في هذا المجال.

وسمح الشاباك، في سياق الاستعداد للمشاركة في هذا المؤتمر الذي يعتبر ثاني اكبر مؤتمر على مستوى العالم في هذا المجال، لمجلة " اسرائيل دفينس" ان تلقي نظرة هي الاولى من نوعها على مقر وحدة السايبر .

وسيعقد الؤتمر في الثلاثين من شهر كانون2 الجاري وحتى الاول من شباط القادم، في تل ايب، بمشاركة مئات الشركات الاسرائيلية والدولية التي ستعرض اخر ما توصلت اليه في مجال حرب " السايبر" عموما ومنظومات الدفاع والحماية في وجه هجمات السايبر خصوصا .