رأي أخر **** قمر (14) بقلم/ فتحي براهمة
نشر بتاريخ: 20/12/2007 ( آخر تحديث: 20/12/2007 الساعة: 16:10 )
بيت لحم - معا - أيقنت بما لايقبل الشك وأنا أتابع الأمسيتين اللتان أحياهما الفنان التونسي صابر الرباعي في إستاد أريحا الدولي أن العلاقة مابين الفن والرياضة هي علاقة تكامل اوربما هي عملية انبلاج للطاقة المبدعة والمغلفة بقوالب الأداء المنوع ، منها الرياضي ومنها الفني ومنها الفكري ، ولا عجب أو استغراب إذا ما وجدنا أن بعض المتألقين من أصحاب الطاقات الإبداعية لم يكونوا نجوما في مجالات إبداعاتهم وتألقهم بل كانوا في بعض الحقول من أصحاب مواهب عادية طوروها بالمتابعة والتعلم والإصرار، لكنني استميح القاريْ عذرا كي أعرج إلى عالم السينما والتمثيل ، وقد يكون عنوان مقالتي مغايرا لواقع المسميات الرياضية المالوفة لكنة في الجوهر هو عنوان لعمل سينمائي إبداعي للمخرجة ساندرا ماضي والتي تشارك في مهرجان دبي للسينما بفلم عنوانه (قمر 14) والذي تدور أحداثة حول الحياة القاسية لشخصية بطل فسلطني يقيم في مخيم البقعة ، هذا البطل تألق في لعبة الملاكمة حتى كرر انجازه بنيل لقب الأردن في لعبة الملاكمة أكثر من مرة بل وتخطى ذلك ليسمى بطل العرب في الملاكمة ، لكن ساندرا ماضي مخرجة الفلم نجحت في توظيف أحداث الفلم لإيصال رسالة للعالم بان الرياضي الفلسطيني حين يخوض المنافسات والبطولات والمسابقات إنما يبتغي الوصول إلى أعماق الجمهور ليسجل بكل اجتهاد قصة معاناة وألم ، لذلك تعمدت ساندرا ماضي في إنهاء الفلم بحبكة فنية وبقالب غير مألوف عبر استخدام المؤثرات الصوتية لرسم صورة للكمات فرج التي يوجهها إلى خصومة بان لها وقع أزيز الرصاص أو هدير الدبابة ، لتقول للعالم بان النضال الفلسطيني لايقتصر على العمل العسكري بل له أوجهة مختلفة ومتعددة ، ومن اجل أن تذكر العالم بان الفلسطيني هو إنسان مبدع ولدية قدرات وطاقات هائلة اختتمت الفلم بتساؤل على لسان البطل فرج عن سبب رعاية الشركات العالمية لنجوم الرياضة العالمية ن دون الاكتراث لقدراته وبطولاته وهل ذلك مردة لأنة فلسطني .
لذا وأنا انحني تقديرا وإعجابا لقدرات ساندرا ماضي التي وظفت الواقع الرياضي الفلسطيني في قالب فني مبدع وحاولت أن تخرج عن المألوف في العمل الإعلامي الرياضي بتسجيلها سابقة فنية ، أطلق الدعوة لكل المبدعين من كتاب واعلامين وصحفيين كي يبادروا لتطوير الرسالة الإعلامية الفلسطينية عبر عمل جماعي يجسد معاناة الرياضيين الفلسطنين الناجمة عن سياسات الاحتلال من قهر ومنع وتدمير للمنشاءات الرياضية وإغلاق للأندية واعتقال للرياضيين ومنع إقامة المسابقات الرياضية من خلال عدم السماح للفرق الرياضية من التنقل عبر الحواجز العسكرية وإخراجها على شكل بانوراما أو فيلم وثائقي لتوزيعه في كل المحافل الدولية الرياضية لحشد الرأي العام العالمي بما يعزز الرسالة السياسية والإنسانية التي تصور معاناة الفلسطيني جراء استمرار أخر احتلال على وجهة الأرض ويفتك بالإنسان والشجر والحيوان ويدمر كل شيْ يكشف عورته ولاانسانيتة وغطرسته والتي دمرت كل شي حتى الملاعب والأطفال
فالحديث عن عمل المخرجة ساندرا ماضي لايعني مطلقا التقليل من قدرات زملائنا الاعلامين الذين يبذلون جهودا مضنية في سبيل نقل الواقع الرياضي المرير من خلال إبداعاتهم في ظل إمكانيات فنية ومالية قليلة ، مستذكرا في هذا المقام عدد من التقارير التلفزيونية التي أعدها بعض الزملاء خاصة محمد اللحام مراسل العربية وتيسير جابر مراسل قناة الجزيرة الرياضية والتي تحكي الواقع الرياضي الفلسطيني بالصوت والصورة ، بل وسجلت تقدما ملموسا في مضمون وفلسفة الرسالة الإعلامية الرياضية الفلسطينية
لذا فان التنافس اللامجدي والتناحر اللفظي ومحاولات البعض لركوب الموجة الإعلامية ذات الأهداف النبيلة للترويج لأراء فردية أو للهجوم أو التجريح الشخصي لايؤسس لإعلام رياضي مبدع ولا يخدم القضية الرياضية الوطنية والتي تستوجب منا جميعا توظيف قدرتنا وطاقاتنا لجعلها شغلنا الشاغل وهمنا الدائم ، لاعتبار أن المنافسات الرياضية أصبح لها أكثر من تأثير ودور على المستويات الإعلامية والفنية والتسويقية في لدول والمجتمعات