نشر بتاريخ: 19/01/2017 ( آخر تحديث: 19/01/2017 الساعة: 15:58 )
القدس- معا- طالب الامين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الدكتور حنا عيسى، اليوم الخميس، بتطوير وتفعيل واقع التعليم في المدينة المقدسة بالقدر الذي يعزز الصمود ويحافظ على الهوية الوطنية الفلسطينية، ويعزز وعي المواطنين في القدس حول أهمية التعليم في العملية التنموية، وفضح الممارسات الإسرائيلية في قطاع التعليم التابع للبلدية والمعارف الإسرائيلية وفلسفتها المدمرة على المدى البعيد، وممارسة ضغوط محلية ودولية على سلطات الاحتلال لوقف تقييد حرية الحركة للطلبة والمعلمين وتجنيد مؤسسات حقوق الإنسان للمساهمة في ذلك، والاهتمام بتأهيل الكوادر التعليمية من خلال تنظيم البرامج التدريبية المختلفة بشكل دوري، والتركيز على احتياجاتهم، خاصة في بيئة الاحتلال.
وقال إن قطاعات التعليم في القدس تعاني من نقص في عدد المدارس والغرف الصفية الضيقة والتي تفتقر للشروط الصحية والسلامة التربوية، وهناك توتر في علاقات المعلمين مع الطلبة والتي لعبت دورا كبيرا في التسرب جراء جذب سوق العمل الإسرائيلي.
وأضاف د. عيسى، بخصوص الجامعات الإسرائيلية التي يدرس فيها الطلاب العرب فقد لوحظ أن التدريس يتم بالعبرية وموضوعات النحو والصرف مهمشة في المناهج، وتفتقر لكل ما يتعلق بجماليات العربية التي تحبب اللغة إلى المتلقين وخاصة الأطفال منهم، في محاولة واضحة لقيام العبرية محل العربية وتشويه الهوية الإنسانية الوطنية والقومية للطالب المقدسي.
وأوضح أن من أبرز معيقات التعليم وتطوره في القدس المحتلة هو افتقار المدينة لمرجعية موحدة لإدارة العملية التربوية، حيث انه من جهة تفرض سلطات الاحتلال نفسها من خلال مدارس المعارف والبلدية ومن خلال التضييقات المختلفة التي تمارسها على المدارس الأخرى، ومن خلال ضمها شرقي القدس إداريا إلى دولة الاحتلال، ومن جهة ثانية تعتبر السلطة الفلسطينية شرقي القدس جزءا إداريا من الضفة الغربية، ولكن وزارة التربية والتعليم الفلسطينية لا تدير فعليا إلا مدارس الأوقاف، وتتعاون مدارس وكالة الغوث مع توجهات هذه الوزارة.
وأكد حنا أن عدم وجود مصادر تمويلية ثابتة ومستقرة وميزانيات كافية ومستمرة تغطي احتياجات القطاع التعليمي يعتبر من مشاكل التعليم الاساسية في القدس المحتلة.
وقال" هذا تسبب بنقص عدد المدارس وعدم كفايتها لأعداد الطلاب المتزايدة، وعدم صيانة أو توسيع القائم فيها، مما أدى الى استئجار مبان غير مؤهلة، وحاويات وأبنية متنقلة وملاجئ ومخازن وممرات، واستخدامها أماكن للدراسة تفتقر للحد الأدنى من الظروف الصحية والتصميمية والمرافق التعليمية المناسبة".
وأضاف" ذلك أدى أيضا لإزدحام واكتظاظ الصفوف الدراسية لضيقها ولعدم إمكانية التوسع ببناء مدارس جديدة أو ترميم بعضها الآيل للسقوط حيث باتت تبلغ الكثافة الصفية حوالي 30 طالب بالصف الواحد، ناهيك عن ازدياد المشاكل في البنى التحتية للمدارس وتردي حالة الكثير منها لافتقارها للمرافق والساحات والتجهيزات المخبرية والطواقم الإدارية التعليمية والخدمات لأساسية اللازمة للعملية التعليمية والملائمة للبيئة المدرسية ورياض الأطفال، ونقص البرامج لذوي الاحتياجات الخاصة وعدم توفر الأماكن التي تخصص للأنشطة اللامنهجية كالمكتبات والقاعات والصالات وملاعب الرياضة وخلافه".
وناشد د. عيسى بضرورة تعامل المجتمع الدولي مع القدس كأراض محتلة، وبتفعيل دور مديرية تربية القدس الشريف كمرجعية لقطاع التعليم في المدينة، مطالبا بإنشاء صندوق لدعم التعليم في القدس يهتم بدعم رواتب المعلمين والمدارس بما فيها المدارس الخاصة للاستغناء عن الدعم المقدم من البلدية، إضافة لتأمين الدعم المادي، للطلاب والمدارس على حد سواء، الامر الذي سيحدّ من نسب التسرب العائدة إلى ضيق الظروف الاقتصادية، وسيمكن المدارس من دفع رواتب مغرية تجذب أصحاب الكفاءات، والعمل على توفير منح دراسية لخريجي الثانوية العامة بدلا من التوجه لسوق العمل الإسرائيلية.