نيويورك -معا- بعث السفير رياض منصور، المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، ثلاث رسائل متطابقة الى كل من، الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن (السويد) ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة حول الوضع المتأزم في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، حيث تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات قتل المدنيين الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال، واعدامهم خارج نطاق القضاء، والحاق الاصابات بهم نتيجة لاستخدامها المفرط للقوة.
واشار منصور الى قتل قوات الاحتلال الفتى قصي العمور (17 عاما) يوم الاثنين 16 الجاري، في قرية تقوع شرق بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة. وكان قصي بين مجموعة من المدنيين يحتجون على وجود قوات الاحتلال في قريتهم ولم يكن قصي مسلحا بمسدس أو سكين، ولم يحمل بيديه سوى الحجارة بالمقارنة مع قوات الاحتلال التي جاءت في سيارات عسكرية مدرعة ومعها أسلحة فتاكة.
ويظهر شريط فيديو هذه الجريمة المروعة للعالم وقصي ملقى بلا حراك على الأرض بعد اطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار عليه والقفز على جسده بأقدامها ثم "اقتادته" إلى سيارة جيب عسكرية وعندما هرع أقرباء وأصدقاء قصي لمساعدته أطلقت قوات الاحتلال النار علىهم واصابتهم بجروح. شريط الفيديو لهذا الحادث المأساوي يقدم دليلا إضافيا على الأفعال غير الإنسانية والإجرامية التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد السكان المدنيين الفلسطينيين العزل.
واضاف منصور انه بعد يوم من القتل الوحشي لقصي، اعدمت قوات الاحتلال خارج نطاق القضاء فلسطينيا آخر، هو نضال داوود المهداوي (44 عاما) من منطقة شويكة، شمالي طولكرم، وهو أب لخمسة أطفال. ويظهر شريط فيديو نضال وهو يمشي بالقرب من نقطة تفتيش عسكرية إسرائيلية غير قانونية واطلاق قوات الاحتلال النار عليه وسقوطه على الأرض بلا حراك. وقبل أسبوع من استشهاد قصي ونضال، قتلت قوات الاحتلال محمد الصالحي (32 عاما) خلال مداهمة منزله للوصول الى البيت المجاور في مخيم الفارعة جنوب طوباس يوم 10 يناير واطلاق وابل من الرصاص عليه وتركه ينزف حتى الموت أمام والدته المريضة.
وذكر منصور أن هذه الجرائم ليست سوى عدد قليل من الحوادث التي تعكس مرة أخرى تجاهل السلطة القائمة بالاحتلال بشكل تام وصارخ لحياة الفلسطينيين وانتهاك قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل منهجي لكرامة وإنسانية الشعب الفلسطيني دون عواقب او مساءلة عن هذه الجرائم والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني. واضاف منصور في رسائله، التي ارفق معها قائمة ببعض الجرائم وانتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي التي ارتكبتها إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، في الآونة الأخيرة بشكل متعمد ومنهجي، والتي تسبب الدمار والمعاناة والألم للشعب الفلسطيني.
ودعا منصور المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن، لادانة هذه الجرائم بشدة ومطالبة إسرائيل،السلطة القائمة بالاحتلال، بوضع حد فوري لجميع انتهاكاتها وجرائمها ضد المدنيين الفلسطينيين والامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي وقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن ذات الصلة ،بما في ذلك القرار 2334 ،والتي يجب أن تلتزم بها إسرائيل من دون استثناء.
واختتم منصور رسائله بالقول أن معاناة الشعب الفلسطيني وهدف تحقيق السلام سوف تستمر بشكل مأساوي ما دامت إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال،لا تزال في مأمن من عواقب الجرائم والانتهاكات لحقوق الإنسان التي ترتكبها. وفي هذا الصدد، "فإننا على قناعة راسخة بأن المساءلة وحدها هي التي يمكن ان تضع حدا لثقافة الإفلات من العقاب وتجبر على احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان".