السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

منع دخول الصحف الى القطاع لليوم الثامن يثير غضب الاعلاميين الفلسطينيين

نشر بتاريخ: 01/10/2005 ( آخر تحديث: 01/10/2005 الساعة: 13:04 )
غزة- معا- يجتاح صفوف الإعلاميين في قطاع غزة غضب عارم من تجاهل وسائل الإعلام المحلية لمعاناتهم الناجمة عن إغلاق القطاع لثمان أيام متواصلة أمام الصحف الفلسطينية التي تطبع في الضفة الغربية، مناشدين المسؤولين بالنظر إلى معاناتهم، متسائلين عن الصوت الذي يرفع صوتهم أمام الرأي العام بعد أن انقطعوا عن وسيلتهم التي ترفع صوت الناس دائماً.

وفي مكاتب الصحف الرئيسة الثلاث في القطاع " القدس، الحياة الجديدة والأيام" يجلس المراسلون والمصورون الصحافيون والمحررون ومدراء المكاتب أمام أجهزة الحاسوب للاطلاع على كل جديد في صحفهم التي يراسلونها عبر الانترنت.

ويتساءل سامي القيشاوي مدير مكتب جريدة "الأيام" في قطاع غزة عن دور التلفزيون الفلسطيني، الذي قال: إنه لم يعرض خبراً واحداً عن انقطاع الصحف عن القطاع طوال الأيام الثمانية، متجاهلاً بذلك غياب المعلومة التي تنقلها الصحف إلى المواطن، مشيراً إلى أن مئات الاسر تعتاش من وراء هذه الصحف وتدر عليها دخلاً سواء كانوا من المحررين والمراسلين والمصورين أو الوكلاء والموزعين أو بائعي الصحف أو الأطفال أو المحال والسوبر ماركت أو العاملين في الطباعة.

واكد القيشاوي أن الجميع يتعجب منه عندما يجده مديراً لمكتب صحيفة يقوم بتصفحها عبر الانترنت، مرجعاً الخلل في ذلك إلى القائمين على هذه الصحف الذين لم يفكروا في إنشاء دار نشر واحدة في قطاع غزة الذي ينقطع تماماً عن الصحافة المكتوبة في حال أغلقته قوات الاحتلال بدواع أمنية حسب ما تقول دائماً، مشيراً إلى أن غزة ليس فيها مطبعة واحدة تعمل على طباعة الصحف وهو ما يطلق عليها مطبعة "رول".

وأشار القيشاوي إلى أن المعلنين في قطاع غزة تراجعوا عن الإعلان في الصحف التي لا تصل القطاع، قائلاً: ان الإعلانات في صحيفة الأيام من قطاع غزة تشكل عادة 43% من مجمل الإعلانات في الصحيفة، منوهاً إلى توقف العديد من المؤسسات الأهلية في قطاع غزة عن إصدار مطبوعات نصفية مع الصحيفة، مشيراً في هذا الاتجاه إلى صحيفة الأرض الصادرة عن لجان الدعم والمساندة للانسحاب والتي كانت تطبع أسبوعياً في صحيفة الأيام.

وتساءل القيشاوي: من سيرفع صوت الإعلاميين الذين كانوا يرفعون صوت الرأي العام دوماً، مشيراً إلى انه طالب المسؤولين مثل الوزير محمد دحلان ونائب المجلس التشريعي كمال الشرافي ببحث الأمر مع الجانب الإسرائيلي والخروج باتفاق ما يسمح بإدخال الصحف إلى القطاع، مؤكداً أن منع إدخالها بلغ قرابة 30 مرة تراوحت بين أسبوع كامل وشهر منذ العام 1998.

من جهته قال موسى أبو كرش مدير مكتب "الحياة الجديدة" إن هذا الإغلاق أمام الصحف أدى إلى انقطاع حقيقي للصلة بين الكتاب الصحافيين وقرائهم والذين اعتادوا على قراءة بعض الصفحات المحببة لديهم يومياً في صحفهم اليومية، مشيراً إلى أن العديد من القراء اتجهوا في هذه الحالات إلى مواقع وكالات الأنباء الالكترونية لكي تزودهم بالأخبار.

و أضاف أبو كرش في حوار لـ "معا" أنه رغم متابعة ما تبثه الوكالات من أنباء عبر مواقعها الالكترونية وما يبثه التلفزيون وما تتناوله الإذاعات بشكل سريع حتى يتمكن المواطنون من متابعة الأحداث الجارية وتكوين أراء صائبة تجاه الأحداث من خلال تزويدهم بالمعلومات والحقائق التي يتلقونها من الوكالات، إلا أن بقية الشارع الفلسطيني غير قادر على التعامل مع الانترنت كما لا يوجد جهاز الحاسوب في كل المنازل.

وذكر أبو كرش ميزة تمتاز بها الصحف عن المواقع الإلكترونية وهو قدرتها على المنافسة في ظل التطور التكنولوجي الهائل في وسائل الاتصال السريع من خلال تقديمها للأخبار بنوع من التحليل و التوسع لما يتاح لها من الوقت الكافي ليجعلها تتمتع بذلك وأن هذا الوقت غير متوفر لوكالات الأنباء لأن لها طبيعة في نشر الأخبار تختلف عن الصحف.

وقال أبو كرش:" لقد أصيب الصحافيون بنوع من اليأس والإحباط لإحساس الصحافي أن كل ما يبذله من مجهود سيذهب أدراج الرياح وأن ما سيكتبه من أخبار لا يصل للقراء، حيث اعتاد بعض القراء على متابعة الأحداث من خلال الصحف التي يحملونها في كل مكان ويستطيعون مطالعتها بكل سهولة" وقال: إن انقطاع توزيع هذه الصحف أدى إلى خسارة كبيرة للمشاركين في إصدارها وتوزيعها والقائمين على إنتاجها، مشيراً إلى أن الإعلانات تشكل مصدراً هاماً في تمويل هذه الصحف والتى يؤدي عدم إنتاجها أو توزيعها إلى اتجاه أصحاب الإعلانات إلى وسائل أخرى لنشر إعلاناتهم التجارية من خلالها.

من جهتها قالت الإعلامية والمراسلة في صحيفة "القدس" سمر شاهين: إن إسرائيل تنتهج في هذا الإغلاق عقاباً جماعياً حتى على الاوراق والصحف والمعلومات في محاولة منها لحجب المعلومة والأخبار عن المواطنين، مشيرة إلى ان ذلك يؤثر بشكل رئيس على نسبة توزيع الصحف وعلى مستوى قراءة الصحيفة مؤكدة ان المواطن يبدأ في مثل هذه الحالات بالتكيف على وسيلة أخرى، مشيرة إلى ان العديد من المواطنين والمؤسسات يتهافتون إلى مكاتب هذه الصحف في غزة لمعرفة أسباب انقطاعها عنهم، او للحصول على عنوان موقع الصحيفة على شبكة الانترنت للاطلاع عليها.

كما اعتبر الصحافي في صحيفة "الأيام" حسن جبر ان إغلاق القطاع امام الصحف هو جريمة بحد ذاتها لدولة تعتبر نفسها ديمقراطية، متسائلاً عن الخطر الذي تمثله هذه الصحف مؤكداً انه لا مبرر يتيح مثل هذا الإغلاق وحجب المعلومة واتباع ما وصفه بسياسة التجهيل للشعب الفلسطيني.