الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

المقاومة وإسرائيل تديران معركة بلا دماء

نشر بتاريخ: 24/01/2017 ( آخر تحديث: 24/01/2017 الساعة: 11:13 )
المقاومة وإسرائيل تديران معركة بلا دماء
غزة – تقرير معا- تدور بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل معركة في الخفاء لا تسيل فيها الدماء ولا تطلق فيها القذائف أو النيران، وهي معركة من خلف الحواسيب للحصول على معلومات استخباراتية.
ونشرت مؤخراً قنوات إسرائيلية حديثا لجندي استدرجته حركة حماس، قال فيه إنّ فتاة حسناء اتّصلت به، وخاضا معا محادثات طويلة، وبعد أن تعززت علاقتهما وبدأ يثق بها، طلبت منه تنزيل تطبيق خاص بالمحادثة السرية، فقام بتحميله على هاتفه لكن التطبيق لم يعمل ولم يحذفه الجندي من هاتفه، بحسب قوله. "عدنا للحديث عبر ماسنجر فيسبوك لكني اكتشفت بعد فترة أني كنت أتحدث مع أحد عناصر حماس".
وكشفت القنوات أن عناصر من حركة حماس اتصلوا بالجنود والضباط الإسرائيليين للإيقاع بهم والحصول على معلومات مهمة عنهم وعن وحداتهم العسكرية واستخدام برمجيات وفيروسات للتجسس على هواتفهم النقالة وبعد طول فحص وتدقيق تبين أن الفتيات المتصلات بجنوده هن في الأساس عناصر متنكرة من حماس.
بهذا لم يعد يقتصر عمل المقاومة الفلسطينية الاستخباراتي، على عمليات الاستكشاف والرصد الميداني على الحدود، بل تطور الأمر لإرسال هكر على حواسيبهم وأجهزتهم للحصول على معلومات عسكرية حساسة وصور من داخل مقار الاحتلال.
ويقول محمود أبو غوش الباحث في أمن المعلومات إنه من الواضح أن كتائب القسام استخدمت تطبيقا خاصة بها للدخول الى أجهزة الضباط والجنود الإسرائيليين للبحث عن معلومات أمنية.
ورجح الباحث الأمني استخدام نظام الآندرويد في هذه العمليات لان هذا النظام مفتوح المصدر وثغراته معروفة لدى المبرمجين والمخترقين حيث يتم إرسال أي تطبيق على أي هاتف، وفور تنزيله يتم التحكم بالجهاز حتى لو تم حذف التطبيق.
وحول سبب إعلان اسرائيل عن هذه العمليات، يقول ابو غوش "يكمن السبب في سحب وزارة المالية الإسرائيلية لميزانية وحدات السايبر الهادفة للتجسس وحماية السايبر والتي تريد القول أنها مهمة ويجب إرجاع هذه الميزانيات لها".
من حانبه، رأى الدكتور عدنان أبو عامر المختص بالشأن الإسرائيلي، أن اعتراف إسرائيل باختراق عناصر حماس لجوالات جنودها، تمثل جولة جديدة من مواجهة يخوضها الطرفان في الفضاء الافتراضي، ويقودها عشرات المقاتلين من الجانبين خلف شاشات الحواسيب والهواتف الذكية، حيث يوجهون لبعضهما ضربات قاسية، بحسب تعبيره، مشيرا الى ان ما يتسرب منها من معلومات أمنية وعسكرية قد تلحق الضرر الكبير بأحدهما أو بكليهما.
بدوره، الخبير الأمني والاستراتيجي الدكتور محمود العجرمي، قال إنها ليست المرة الأولى التي تخترق فيها كتائب القسام حواسيب ضباط وجنود إسرائيليين فقد فعلوا ذلك عام 2012 وعام 2014، حين تمكنت وحدة السايبر في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، من اختراق حسابات لضباط بما في ذلك حساب وزير الجيش في حينه موشيه يعلون وعدد من الضباط والجنود.
واشار العجرمي الى ان القناة العاشرة الاسرائيلية اعلنت أن هناك استخدام للأجهزة الذكية في تصوير بعض المواقع واتخاذ إجراءات هامة من قبل الجيش الإسرائيلي، تضمنت منع الجنود من الحديث مع من لا يعرفونهم خاصة وأنهم كشفوا أن هناك الكثير من الضباط والجنود وقعوا تحت إغراءات عدد من الناشطات أو الجميلات اكتشف أنهم من وحدة السايبر لدى القسام.
وبحسب الخبير الأمني اكدت كتائب القسام أنها بدأت في العمل المتخصص، حيث لديها وحدات القناصة والصواريخ والمدفعية والبحرية، وهنا وحدة العالم الافتراضي أو اختراق الشبكات العنكبوتية لكثير من المؤسسات والوزارات في دولة الاحتلال.
مشيرا إلى أن الكتائب تحدثت في عديد المناسبات أنها نجحت في الحصول على أسلحة وذخائر وبعضها متطور من تجار سلاح، أو من خلال ضباط وجنود، ووقعت في فترات متعددة سواء، لكشف بعض المواقع أو لمعرفة ما يعده الاحتلال في عدوانه القادم. واعتبر العجرمي ان هناك نشاطا واضحا لدى كتائب القسام على الشبكة العنكبوتية و"هي لا تريد أن تعطي معلومات دون ثمن".
وأقدم قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي افيف كوخافي على تنحية ضابط كبير من منصبه بعد سرقة وثائق سرية وجهاز خلوي مشفر من سيارته. وقد سارع الضابط الذي يخدم في قيادة المنطقة الشمالية للتبليغ عن السرقة لحظة اكتشافها وفقا لما نشرته المواقع العبرية، وقام قائد المنطقة الشمالية الخميس الماضي بتنحية الضابط من منصبه، وفتحت الشرطة العسكرية الاسرائيلية بالتعاون مع الشرطة تحقيقا في حادث السرقة.
وأشارت المواقع العبرية الى أن عملية السرقة جرت الأسبوع الماضي في منطقة مدنية أثناء عمل الضابط، ويجري الحديث عن سرقة وثائق مهمة وجهاز محمول مشفر في خدمة الجيش الإسرائيلي، وتكتسب أهمية حادث السرقة من المهام التي يقف على رأسها الضابط ومن ضمنها مشاريع كبيرة ومهمة ميدانية على الحدود الشمالية.
وكانت مجموعة "هاكرز" فلسطينية وصفت بالبارعة تابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اقتحمت السبت الماضي عدة مواقع الكترونية إسرائيلية وفقا لما كشفه موقع "واللا" الالكتروني الناطق بالعبرية.
وقال الموقع العبري إن من بين المواقع التي تم اختراقها الموقع الالكتروني "تيخون حداش في هرتسيليا، موقع "محاضرون لأجل اسرائيل"، وعدة مواقع أخرى لم يذكرها.
ونقل الموقع عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطينية تبنيها العملية عبر بيان أصدرته، وأكدت فيه أن هذه العملية جاءت ردا على جرائم الاحتلال المتواصلة في الضفة الغربية والقدس وهدم المنازل في قرية ام الحيران في النقب.

تقرير : أيمن أبو شنب