الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

منزل الإمام الشافعي بغزة يتحول الى معلم ديني

نشر بتاريخ: 25/01/2017 ( آخر تحديث: 26/01/2017 الساعة: 07:40 )
منزل الإمام الشافعي بغزة يتحول الى معلم ديني
غزة- معا- حول القائمون على منزل الإمام الشافعي "ثالث أئمة أهل السنة" المكان من خلال ترميمه وتطويره نظرا لأهميته الدينية والتراثية الى معلم ديني.
يعود بناء المنزل للعام 150 هـ
يشار الى أن المنزل كان مهمشا ولا يقام به سوى العديد من الدورات الدينية، ويعود بناؤه لعام 150 من الهجرة في مدينة غزة، حيث ذكره المؤلف عارف العارف في كتابه تاريخ غزة، قائلا: "وقد زرت هذا البيت فوجدته خرابا ولو أن أهل غزة التفتوا إليه فأحسنوا بناءه لكان معلما يتفاخر به ويتباهى به إلى يوم القيامة، كيف لا وأصل العلم قد ولد فيه ونسبة العلم قد ولدت فيه".
أكد عماد حمتو عميد المعاهد الأزهرية في فلسطين على أهمية هذا المعلم الديني، وعلى ضرورة إحيائه من جديد ليعود كما كان سابقا منارة من المنارات الدينية الوسطية في القطاع.
دار الفقه والحديث تحتضن قبري ابنة الإمام الشافعي والخادم الشيخ عطية
وأوضح لـ معا أن أهمية المكان تنبع من كونه ميلاد الإمام الشافعي، بالإضافة الى أنه يحتوي على قبر ابنته آسيا وقبر خادمه الشيخ عطية.
وأضاف حمتو أن هذه الدار والتي سميت حديثا بدار الفقه والحديث كانت تمثل الأم لـ 56 مركزا دينيا منتشرا في جميع أنحاء القطاع، مبينا انه بسبب الظروف وقلة الإمكانيات أغلقت معظم هذه الدور.
ويبين حمتو أن هذا المكان الذي يقع بجانب المسجد العمري يحتوي مكتبة ضخمة، تحتوي على العديد من الكتب القيمة ومزودة بخط انترنت مجاني ومجموعة من أجهزة الحاسوب حتى يتسنى لطلبة العلم أن يقوموا بجميع مهامهم، إلى جانب دورات تعليم القرآن والقراءات المختلفة ودورات تعليم الفقه وتعليم الحديث التي تقام في هذا المكان أيضا.

وأوضح عميد المعاهد الأزهرية في فلسطين أن إعادة بناء هذا المعلم والعمل على تطويره بما يتناسب لأن يكون معلما حضاريا وأثريا وسياحيا سيخدم الدين الإسلامي ويقدم للناس دين الرحمة والوسطية، وفي نفس الوقت يكون موطئا للزائرين من جميع أنحاء القطاع.
محمد الطاهر السعفي المشرف على عملية الترميم، بين أن أهمية المكان تأتي من أهمية وعلو شأن الإمام الشافعي كعلم من أعلام الأمة الإسلامية.
وأضاف أنه كان يُعلّم من هذا المكان ثبوت رمضان وهلال العيد لما له من أهمية وقدسية اندثرت وضاعت عبر الزمن.
كبار عظماء غزة مروا على المكان
وذكر السعفي انه في عام 1960 تم التواصل مع الرئيس جمال عبد الناصر من أجل إعادة إحياء المنزل، مشيرا الى أنه تواصل مع الحاكم وتم وضع حجر الأساس لهذا المعلم، والذي سمي حينها بجمعية تحفيظ القرآن الكريم، مبينا أنه ومنذ ذلك الوقت مر على هذا المكان كبار عظماء غزة لكنه أهمل بعد هذه الفترة.
مشروع ضخم لترميم مقامي ابنة الشافعي والخادم
وأوضح السفعي أنه يتم الآن العمل على مشروع ترميم ضخم لمنزل الإمام الشافعي، حيث سيتم ترميم مقامي السيدة آسيا والخادم الشيخ عطية.
وتابع، لتفعيل المكان من ناحية تدريس العلوم الشرعية أيضا تم توسيعه وإنشاء قاعة جديدة سميت بقاعة الشيخ عماد حمتو، وهي عبارة عن قاعة ضخمة ستكون للندوات وللدروس الفقهية ولتعليم القران الكريم، معربا عن أمله في أن يتم إحياؤه من جديد كمنارة علمية ومزارا لأهل غزة وفلسطين بأكملها.
نبذة عن الإمام الشافعي
يذكر أن الإمام الشافعي هو أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي المطلبي القرشي، ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلامي، ومؤسس علم أصول الفقه، وهو أيضا إمام في علم التفسير وعلم الحديث، وقد عمل قاضيا فعرف بالعدل والذكاء. وإضافة إلى العلوم الدينية، كان الشافعي فصيحا شاعرا، وراميا ماهرا، ورحالا مسافرا.
ودفن الامام الشافعي في العاصمة المصرية القاهرة حيث له مقام كبير يزوره مريدوه ومحبيه من كل دول العالم.