نشر بتاريخ: 25/01/2017 ( آخر تحديث: 25/01/2017 الساعة: 16:01 )
جنين- معا- عرض نادي السينما في مسرح الحرية بمخيم جنين، يوم الثلاثاء، الفيلم الوثائقي "روشيما" للمخرج السوري سليم أبو جبل، بحضور نائب رئيس مجلس إدارة المسرح عماد أبو هنطش، وأمينة سر المجلس شيرين جرار.
وروى الفيلم قصة مواطنين يعيشون في واد في حيفا بأدنى مستويات الحياة، يسردون فيه مدى صعوبات الحياة وكيف يعيشونها وعلاقاتهم الاجتماعية، ومدى ضعف التضامن الشعبي برغم أنهم من المهجرين.
ووثق حياة اللاجىء الفلسطيني بشكل دقيق، وحاز على العديد من الجوائز العالمية، من أبرزها جائزة "المهر" للجنة التحكيم في مهرجان دبي السينمائي 2014، كما حصل على جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان "ميد فيلم" في العاصمة الإيطالية روما، وجائزة مهرجان قناة الجزيرة للأفلام الوثائقية عام 2015.
وكان أبطال القصة أبو العبد وأم العبد وهم مثال للاجئ الفلسطيني الذي هجر من بيته وأرضه، ويعيشون في وادي "روشيما" ورغم كهولتهم إلا أنهم عبروا عن عمق تجربتهم وتمسكهم بالأرض، ولجأوا لها 1959 بعد طردهم من حي وادي الصليب في حيفا في نكبة 1948 دون كهرباء يستخدمون الزيت للإضاءة، وأوضاع معيشية صعبة ولكنهم مستمتعين بالحياة ويشكلون جبهة صمود في حيفا باستمرار التحدي والتشبت حتى صدر قرار إعدام البيت وتحرك الجرافات للعصرنة الاستعمارية.
ورأى مدير قسم الوسائط المتعددة في مسرح الحرية محمد معاوية أن الفليم يتحدث عن قضية باتت مهمة في العالم كله ولا تخص الفلسطيني وحده، وأنه اليوم أصبح كثير من سكان العالم يقفون كلاجئين مشردين عن بيوتهم وأوطانهم إلى جانب الفلسطيني ويكابدون المعاناة نفسها.
ودار نقاش غاب عنه المخرج بسبب الحواجز والإغلاق، تحدثت فيه منسقة طاقم شؤون المرأة إيمان نزال التي أشارت إلى أهمية التفاعل مع قضايا الفلسطينيين في أراضي 48 وخاصة النساء، مشيرة إلى حجم الأعباء التي تحملتها أم العبد.
وأشار نسيم قبها المتخصص في مجال الدراما إلى أهمية عرض هذا الفيلم في مسرح الحرية، وما يشكله من معان مهمة في التوعية والتثقيف، مشيرا إلى أهمية تشكيل لجنة نادي السينما في مسرح الحرية.
وشكر محمد استيتي من مركز نقش للفنون الشعبية المداخلات المخرج على تسليطه الضوء على هذه القضية، منوها إلى ضرورة الاطلاع على الأفلام الوثائقية من العالم في إطار المقارنة.
وأشار السكرتير العام لمسرح الحرية مصطفى شتا الى أن الفيلم مهم جداً، ويأتي في إطار التوثيق المرئي لأوضاع الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 48 (والمهجرين)، وهي تنتقل من جانب إلى آخر بترابط واضح حتى تظهر حقيقة الأوضاع في إطار الشراكة المدنية على الأرض الفلسطينية مع الاحتلال، وبالتالي تعريف معنى مشاركتهم في الحقوق وواجباتهم داخل المجتمع العنصري الذي يعيشونه، وهذا الامر بحد ذاته يحمل في طياته الكثير من الأسئلة وإثارة عناوين كبيرة حول الصفة السياسية التي يحملونها.
وذكر أن الفلسطينيين في أراضي 48 يعتبرون جزءا لا يتجزأ من الشعب العربي الفلسطيني رغم شتى السياسات والوسائل التي اتبعتها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لإضعاف وتفتيت الانتماء العربي الفلسطيني عن طريق تطبيق إستراتيجية سيطرة إسرائيلية على "الأقلية" العربية، ما يضعف امكانية قيامها كجماعة قومية متكاملة تنتمي إلى الشعب العربي الفلسطيني، ويعتبر الفلسطينيون في الداخل من أكثر التجمعات الفلسطينية المعرضة للقمع المجتمعي داخل ما يسمى بإسرائيل، وهم يعانون الأمرين لتحصيل حقوقهم والبقاء على فلسطينيتهم التي انتزعت عنهم عنوة بعد نكبة العام 1948، ولذا يخوض الفلسطينيون نضالاً في كافة جوانب الحياة داخل المجتمع الإسرائيلي، وهذا ما عرضه بشكل واضح فيلم روشميا للمخرج سليم ابو جبل، والذي كان مدرباً في قسم الوسائط المتعددة على انتاج الافلام بمسرح الحرية.