رام الله - معا - أصدر مركز "حملة" المركز العربيّ لتطوير الإعلام الاجتماعيّ، نتائج استطلاع ميدانيّ وجاهي أجراه حول الأمان الرّقميّ والشّباب الفلسطينيّ في مناطق الضفة الغربيّة وقطاع غزّة وأراضي 48، شمل 1285 شاباً من الفئة العمريّة بين 15-25 عامًا.
وهدف الاستطلاع الذي نُفذ في شهر تشرين الثّاني 2016 إلى رصد ظواهر اختراقات الخصوصية والتعقّب على شبكة الانترنت، ومدى وعي المستخدمين لموضوع الأمان الرقمي، إضافة إلى فحص آراء الشّباب حول استعمالات الإنترنت، ووسائل الاستعمال المستخدمة، والمخاطر، وسبل الحمايّة.
وقال نديم الناشف، مدير مركز "حملة"، إن هذا الاستطلاع يأتي في صلب عمل المركز الذي يسعى إلى تعزيز الوعي حول الأمان الرّقميّ في فلسطين. ويقصد بالأمان الرّقميّ؛ استخدام الانترنت بشكل حكيم وآمن، دون إتاحة فرصة للتعقب أو اختراق خصوصية المستخدم من قبل مستخدمين آخرين، أو من قبل السلطات، أو من قبل شركات تجاريّة.
وتفيد النتائج بأن 19% من الشّباب الفلسطينيّ تعرضوا لمساءلة أو تحقيق من قبل الاحتلال والسلطات الفلسطينية في الضّفة وغزّة نتيجة تعبيرهم عن آرائهم، وتبيّن أن الأفراد في الضّفة الغربيّة هم الأكثر تعرّضاً للمساءلة بنسبة % 35، مقارنة ب 11% في أراضي 48 ونحو % 9.5 في قطاع غزّة.
في ذات السياق اتضح أن 8% من الشّباب تعرضوا لتهديد أو ابتزاز عبر الشبكات الاجتماعيّة، بواقع 12% في الضّفة الغربيّة، و9% في أراضي 48، و5% في قطاع غزّة. كما أجاب ما نسبته 11% من الشباب بتعرضهم لضغوطات من دوائر اجتماعيّة لمسح مشاركات ذات طابع سياسيّ، حيث ترتفع تلك النّسبة في الضفّة الغربيّة لتبلغ % 19 ، مقارنة بنحو % 11في أراضي 48 و 2% في قطاع غزّة.
وفي الوقت الذي أظهر فيه الاستطلاع أن 94% من الأفراد الذين تمت مقابلتهم أجابوا بتوفر خدمة الانترنت في بيوتهم، فقد تبين أن 97% يستخدمونه لتصفح شبكات التواصل الاجتماعي، في حين أن 78% يستخدمونه لمشاهدة الأفلام والاستماع للموسيقى، و59% لمتابعة المواقع الإخبارية، و56% للألعاب، ووفقًا لأقوال الشباب فإن "فيسبوك" هو أكثر وسائل التواصل الاجتماعيّ المستخدمة بواقع 68%، يليه "واتس آب" بنسبة 11%، وثم "يوتيوب" بنسبة 6%.
وحول الأمان الرّقمي فقد أظهر الاستطلاع أنّ 20% من الشّباب الفلسطينيّ تعرضوا لهجوم من قبل متطفلين أو هاكرز، بواقع 29% في الضفّة الغربيّة و18% في قطاع غزّة و13% في أراضي 48. أمّا حول نوع الهجوم فقد تبيّن أنّ 77% تعرضوا لسرقة كلمة السّر، و58% تعرضوا للفيروسات، في حين أن 22% تعرضوا لبرامج التجسس، ونحو 19% للتنصت.
وأظهر الاستطلاع أن هناك مشكلة نسبيّة في استخدام الشّباب لإجراءات الأمان، فقد تبين أن 33% لا يقومون بتغيير كلمة السّر الخاصة بهم، في حين أجاب 13% بقيامهم بذلك كل ستة أشهر، أما بخصوص تشغيل إعدادات الأمان في "فيسبوك" أو الشبكات الاجتماعية الأخرى فقد أجاب 5% بتشغيلهم لهذه الخاصيّة، في حين أن 10% لا يعرفون تلك الإمكانيّة، كما تظهر المعطيات أنّ الأفراد في الضفّة الغربيّة هم الأكثر تشغيلًا لنظام الأمان.
كما أجاب % 48بقيامهم بمشاركة أو نشر صور وأمور شخصية على الشّبكات الاجتماعيّة بواقع % 53.2 في أراضي48، مقابل 49% في الضفّة، لتنخفض تلك النّسبة إلى % 40.9 في قطاع غزّة. ويتضح من النتائج أن % 56.2 من الذّكور يقومون بنشر صور وأمور شخصية مقابل % 39.8 بين الإناث. كما وتفيد النتائج أن 44% يقومون بتشغيل برامج حماية على جهاز الحاسوب بينما أجاب 54% بتشغيلهم لبرامج حمايّة على الهاتف الذكي الخاص بهم.
وبخصوص استعمال المتصفح الأعمى فقد أجاب فقط % 15 من المستطلعة آراؤهم باستعمالهم له، بينما أجاب % 43 بعدم استعماله، في حين أعرب % 40.4 بعدم معرفتهم أصلاً بوجود هذه الإمكانيّة. وعن استعمال ال "ڤي بي إن" فقد صرّح % 7.8 فقط باستعمالهم لهذه التقنية، مقابل % 41.4 أفادوا بعدم استعمالهم لها، و % 50.8 أجابوا بعدم علمهم بوجود تلك الخاصية بالمطلق، وبخصوص استعمال التشفير فقد أجاب 13% باستعمالهم لتلك الخدمة، مقابل % 51 بعدم استعمالها، ونحو % 35 بعدم معرفتهم بوجود تلك الإمكانيّة، كما أفاد 37% بتفعيلهم لخاصّية تحديد الموقع الجغرافيّ بينما أجاب % 51 من المستطلعة آراؤهم بعدم تفعيل الخدمة، في حين أجاب % 10.8 بعدم معرفتهم بها.
وكان مركز "حملة" أطلق حملة توعيّة حول الأمن الرقمي، وإجراءات الحماية الرقميّة، المتاحة عبر موقعه الإلكتروني.
يشار إلى أنه تم إعداد هذا الاستطلاع في مركز S-Com للبحوث والدراسات الإحصائيّة، وبدعم من أكاديميّة "دويتشي فيلي" الألمانيّة.