تقرير حول واقع ومشاكل الشباب ألمقدسي
نشر بتاريخ: 22/12/2007 ( آخر تحديث: 22/12/2007 الساعة: 19:54 )
القدس-معا- في دراسة واستطلاع قامت به دائرة الدراسات والأبحاث في الهيئةالوطنية العليا لمكافحة الافات الاجتماعية لإلقاء الضوء على هذه الشريحة التي تشكل أكثر من نصف المجتمع وتحديدا المرحلة الواقعة ما بين (18-24) سنة والتي نعتبرها مرحله الحيوية والإثارة والنشاط وأيمانا من الهيئة الوطنية العليا للحد من الآفات الاجتماعية في القدس بان الشباب هم قلب الأمة النابض وبان الأمة تعلو وتتقدم وتزدهر بشبابها ولأنهم قادة المستقبل والمراه التي تعكس حقيقة الوطن فكان لا بد للهيئة من الاعتناء بهذا القطاع الواسع والذي يشكل أكثر من 55% من الشعب الفلسطيني وان تهتم بواقعهم ومشاكلهم لإيجاد الحلول المناسبة والفعالة لهذه المشاكل وهذا تقرير يدل على الواقع والمشاكل التي يتعرض لها جزء من الشباب الفلسطيني في مدينة القدس العاصمة المستقبلية للدولة الفلسطينية.
الشباب ألمقدسي تحت الاحتلال
قام الشباب ألمقدسي كبقية الشباب الفلسطيني في أنحاء الوطن بدور هام وفعال من خلال تشكيل اتحادات الطلبة والمشاركة بالنوادي والنقابات المختلفة لإبراز هويتهم القومية والوطنية وتحمل المسؤولية للحفاظ على الطابع العربي والفلسطيني للمدينة المقدسة وانخراط الكثير منهم في لجان العمل الاجتماعي والتطوعي وفي الانتفاضة الأولى قاموا بمهمات اجتماعية وسياسية ونضالية متعددة كتوزيع المؤن على العائلات المستورة وزيارة أهل الشهداء والأسرى والجرحى حيث كان لهم الدور البارز في معالجة القضايا الاجتماعية التي نتجت بشكل غير مباشر عن الانتفاضة حيث أصبحت الانتفاضة كلمة مرادفه للشباب وشكلت نقلة نوعية لدى الشباب الفلسطيني والمقدسي خصوصا على مستوى الوعي الوطني وأصبح الشباب هم قادة الشارع والقادة الفعلين. حيث تعرض الكثير منهم للاعتقال والإصابات والاستشهاد في كثير من المواقع والمناسبات وهم يشكلون نسبة عالية من المعتقلين داخل السجون الإسرائيلية وكان للشباب ألمقدسي الدور الرئيسي والأساسي في انتفاضة الأقصى والتي راح ضحيتها العشرات منهم قضوا في سبيل الدفاع عن المقدسات والأقصى والقدس واعتقل المئات حتى أصبحوا المستهدفين الرئيسين من قبل إسرائيل.
المؤسسات المقدسية ورعاية الشباب
هنالك ما يزيد عن 40 مؤسسة شبابية ورياضية في مدينة القدس وضواحيها ولكن معظم هذه المؤسسات تعاني من مشاكل تتمثل في إنشاء الملاعب والقاعات والمنشات التي تخدم الشباب ناهيك عن الضعف في الموزانات والإمكانيات العادية التي تعاني منها هذه المؤسسات إلا إن هنالك بعض المؤسسات التي تعنى وتعطي قدرا كبيرا من وقتها وبرامجها لخدمة الشباب وتوفير البرنامج الرياضية والثقافية والاجتماعية لهم إلا أن كثير من هذه المؤسسات هجرت المدينة إلى الضواحي إما طواعية أو بسبب ضغوطات مختلفة منها الاحتلال أو التمويل نستطيع أن نقول بان هنالك نقص شديد في المؤسسات الراعية للنشاطات الشبابية وتحقيق طموحاتهم وان الموجود منها يقدم ما يستطيع لكنها تظل تفتقر إلى الإمكانيات الحقيقية ومع ازدياد الأعداد ألشابه فان هذه المؤسسات غير كافية لهذه الأعداد المتزايدة باستمرار.
تاثر الشباب المقدسي بالسلبيات
ان ما يتعرض له الشباب المقد سي يختلف بعض الشيء عما يتعرض له الشباب الفلسطيني في باقي مناطق الضفة الغربية حيث هنالك هجمة اسرا ئيلية ممنهجة ومبرمجة ضد المقدسيين تاخد اشكالا منوعة منها تفريغ الشباب من مضمونه وابعاده عن انتماءه العربي و الفلسطيني ومن خلال إنتشار المخدرات بشكل كبير بين الشباب والاحصائيات الأخيرة تدل على وجود أكثر من 15 ألف متعاطي للمخدرات وأكثر من خمسة الآف مدمن على المخدرات , كذلك ازدياد التسرب من المدراس بسبب الفقر والبطالة مما يدفع الكثير من الطلبة الى التوجه لسوق العمل وأكثر سنوات التسرب تتركزما بين سن (12-16) سنة إن ضعف إمكانيات في المؤسسات تؤدي ال دفع الشباب المقدس من ملء اوقات فراغهم ناهيك عن إزدياد البطالة من خلال الفصل التعسفي من العمل إذا كان الشباب قد سجن فلا يستطيع الحصول على حسن سلوك وآخرها الحصار الشديد الذي تتعرض له المدينة المقدسة بجدار الفصل العنصري وعزلها معن محيطها وعن بقية أنحاء الضفة الغربية.
أنتشار الآفات الاجتماعية
ظاهرة إنتشار المخدرات والإنحرافات السلوكية والسرقات وأوقات الفراغ من المصائب التي يعاني منها الشباب المقدسي وعلى الرغم من محاولة بعض المؤسسات بمحاصرة ظاهرة إنتشار المخدرات والتسرب من المدراس والإنحرافات إلا أن هذة المحاولات تنحصر بالتركيز على التوعية والإرشاد وطباعة بعض البوسترات التوعوية وتوزيعها وكذلك بعض المحاضرات والندوات هنا وهناك إلا أن مواجهة إنتشار الآفات وعلى رأسها المخدرات يجب أن يكون من خلال تنفيذ برامج وأنشطة هادفة لملء فراغ أوقات الشباب وتجنبهم الوقوع في فخ المخدرات وهذة
البرامج والنشاطات يجب أن تكون فعالة ومفيدة قبل الوقوع في الفخ من خلال المدراس والأسرة والمؤسسات أي شراكة كاملة ما بين أفراد المجتمع ومؤسساته.
توصيات للعمل مع الشباب
بعد استعراض سريع للمشكلات والسلبيات التي يتعرض لها الشباب المقدسي فإن دائرة الدرسات وألابحاث في الهيئة الوطنية العليا لمكلفحة الآفات الاجيتماعية تجد انه من الضروري التركيز على دور الأسرة والمدرسة وذلك من خلال قيام أنشطة وبرامج أجتماعية وثقافية لتخيف المشاكل السلوكية.والإهتمام بمراكز ومؤسسات الشباب من أجل أن يستوعب الشباب من خلال تنظيم النشاطات الرياضية والثقافية والأنشطة اللامنهجية وذلك من خلال دعم وتقوية هذة المراكز والمؤسسات . والأخذ بعين الإعتبار الوضع الاقتصادي المتردي والحد من البطالة المستشرية بين فئات الشباب من خلال إقامة المشاريع الاقتصادية الإنتاجية وتقوية البنى التحية في القدس وتوفير مصادر لتسغتل في
البرامج التنموية وتجميع الطاقات من أجل القدرة على النهوض بالمجتمع وخدمته وهنالك ضرورة بتطوير المستشفيات والخدمات في المراكز الصحية وتطوير برامج الوقاية والإرشاد من خطر الإنحرافت والمخدرات والتنسيق والتشبيك ما بين المؤسسات الأهلية والرسمية بكافة البرامج التي تخدم فئة الشباب واشراكهم برسم السياسات من خلال إيجاد قنوات للحوار ما بين الشباب والمجتمع حول القضايا الهامة والمصيرية.وإنشاء مؤسسات شبابية ودعم ما هو قائم منها من خلال تطويرها وتدريب كوادرها وتعليمهم الإدارة السليمة بعيدا" عن المحسوبية من أجل قيادات شابة قادرة قوية لصنع المستقبل وتكون قدوة للغير تماما" كما حصل مؤخرا" من إنشاء البرلمان الشبابي المقدسي والذي يعتبر نواة لقيادة شابة تتحمل المسؤولية كاملة إتجاه مجتمعها ووطنها ومدينتها المقدسة أملا" في هذا البرلمان بأن يحقق ولو الحد الأدنى لطموحات شبابنا وأهلنا في القدس.