السبت: 11/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

مطالبة سكان "عمونا" بالإخلاء الطوعي

نشر بتاريخ: 01/02/2017 ( آخر تحديث: 01/02/2017 الساعة: 13:43 )
مطالبة سكان "عمونا" بالإخلاء الطوعي
بيت لحم - معا - استحوذت مستوطنة "عمونا" المقامة على الاراضي الخاصة للفلسطينيين من بلدة سلواد شرقي رام الله على وسائل الاعلام الاسرائيلية منذ عدة شهور، اثر المحاولات الواسعة من الحكومة الاسرائيلية اليمنية والمستوطنين للالتفاف على قرار المحكمة العليا الاسرائيلية بإخلائها.

وجرى تأجيل اخلاء المستوطنة من قبل الحكومة الاسرائيلية عدة مرات كان آخرها قبل أكثر من شهر، وقد وافقت المحكمة العليا الاسرائيلية على التأجيل بعد تعهد خطي من مستوطني "عمونا" بالاخلاء الطوعي والذي تحدد الاربعاء 1 شباط، ولكن المستوطنين تراجعوا عن موقفهم وباشروا منذ عدة ايام للتحضير لمواجهة الاخلاء وبدعم من اعضاء كنيست من احزاب اليمين الاسرائيلي في حكومة نتنياهو.

واشارت المواقع العبرية أنه منذ الثلاثاء وزع الجيش الاسرائيلي أمرا للمستوطنين باخلاء المستوطنة ودفع بقوات اضافية وحشد مزيدا منها استعدادا لاخلائها، بالمقابل فإن المستوطنين رفضوا هذا الامر وتجمع المئات منهم في المستوطنة قدموا من العديد من المستوطنات المقامة في الضفة الغربية، بالرغم من الجدار الشائك الذي نصبه الجيش الاسرائيلي حول المستوطنة، فقد قام العشرات من المستوطنين باغلاق العديد من المداخل لمنع قوات الجيش من الدخول الى المستوطنة، وقاموا بإشعال الاطارات وسكب الزيوت على الطرقات والمسامير، وأعلنوا عن استعدادهم لمواجهة الجيش الاسرائيلي ورفض الاخلاء وباشر عدد منهم بالقاء الحجارة على قوات الجيش الاسرائيلي، في حين قامت بعض عائلات المستوطنين باخلاء اطفالهم من المستوطنة استعدادا للمواجهة.

بدوره منح الجيش الاسرائيلي صباح اليوم فرصة للمستوطنين بالاخلاء الطوعي وطالبهم بالخروج من المستوطنة، وفي حال رفضهم فإن الجيش الاسرائيلي سيدخل المستوطنة ويقوم باخلائها، وقد حشد الجيش الاسرائيلي 3000 جندي وشرطي حول المستوطنة استعدادا لاخلائها.

وأشارت المواقع العبرية أن عددا من الوزراء من ضمنهم وزير الزراعة اوري ارائيل من حزب "البيت اليهودي" وكذلك اعضاء كنيست وصلوا الى المستوطنة منذ صباح اليوم، وبالرغم من تصريحاتهم التي تفيد أنه يجب احترام قرار المحكمة العليا، الا انها حملت تحريضا على عملية الاخلاء والتي اعتبروها أنها صعبة جدا، في الوقت الذي طالب البعض منهم ببناء مئات الوحدات الاستيطانية مقابل كل وحدة استيطانية في هذه المستوطنة.

وللتوضيح أكثر حول ما يجري اليوم ليس فقط في البؤرة الاستيطانية "عمونا" ولكن في اسرائيل وحكومتها اليمينية لا بد من الاشارة الى بعض النقاط:

مستوطنة "عمونا" يوجد فيها 42 عائلة من المستوطنين وجرى بنائها عام 2006 على اراضي خاصة للفلسطينيين بعد نقلها من موقعها السابق.
اعلنت اسرائيل خلال فترة المداولات والحديث عن الاخلاء وغيرها عن بناء مئات الوحدات الاستيطانية كرشوة للمستوطنين.
استغلت اسرائيل تسلّم ترامب منصبه بشكل رسمي وكذلك اخلاء هذه البؤرة الاستيطانية عن بناء ما يزيد عن 6000 وحدة استيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

حاولت الحكومة الاسرائيلية الالتفاف على قرار المحكمة العليا الاسرائيلية بخصوص هذه المستوطنة من خلال ادراجها في قانون ما يسمى "التسويات" والذي يعني شرعنة البؤر الاستيطانية، وخوفا من ازمة حقيقية في الائتلاف الحكومي خرجت هذه المستوطنة من القانون.

يبقى القول اذا كانت بؤرة استيطانية يوجد فيها 42 عائلة من المستوطنين اخذت كل هذا الوقت الذي تجاوز السنتين على قرار الاخلاء، فكيف يمكن اخلاء مستوطنات يسكنها الاف المستوطنين، ويمكن ايضا المقارنة بين ما حدث في بلدة أم الحيران في النقب وكيف قامت اسرائيل بهدمها وطرد سكانها الفلسطينيين وكيفية التعامل معهم واستشهاد يوسف أبو القعيان، وكيف تتعامل اسرائيل مع المستوطنين في "عمونا" للتأكيد على الموقف الصريح والواضح للحكومة الاسرائيلية، التي تدعم الاستيطان وتسعى لتقويض أي حل سلمي في المنطقة القائم على اساس حل الدولتين واقامة دولة فلسطينية.