نشر بتاريخ: 02/02/2017 ( آخر تحديث: 02/02/2017 الساعة: 11:17 )
القدس- معا- استقبل المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، وفدا حقوقيا امريكيا اتى للتضامن مع الشعب الفلسطيني يضم عددا من الشخصيات الاكاديمية والاعلامية الامريكية وهم نشطاء واعضاء في عدد من لجان التضامن مع الشعب الفلسطيني في الولايات المتحدة الامريكية.
وضم الوفد 25 شخصية من مختلف الولايات الامريكية، واستهل زيارته للقدس بلقائه المطران الذي رحب بزيارة الوفد الى الاراضي الفلسطينية للاعراب عن التضامن والتعاطف مع قضية الشعب الفلسطيني ورفضا للسياسات والممارسات والاجراءات العنصرية التي تقوم بها السلطات الاحتلالية بحق ابناء الشعب الذين لا ذنب لهم سوى انهم يريدون ان يحيوا احرارا في وطنهم مثل باقي شعوب العالم.
وقال المطران:" نتمنى منكم تفعيل نشاطاتكم التضامنية مع شعبنا الفلسطيني في كافة الولايات الامريكية ، علينا ان نسمع العالم بأسره صوت الشعب الفلسطيني المنادي بتحقيق العدالة والحرية والكرامة في وطنه، يجب ان يصل صوت فلسطين الى كل مكان، هذا الصوت الذي يحجبه الاعداء الذين يحولون القاتل الى ضحية والضحية الى ارهابي ومخرب".
وأكد" نراهن على اصدقاءنا في الولايات المتحدة وهم اصدقاء حقيقيون للشعب بأنهم قادرون على توسيع رقعة اصدقاءنا هناك المتفهمين لعدالة قضيتنا والرافضين للاحتلال وسياساته".
لا يجوز الاستسلام امام هذا التحريض الذي يتعرض له الشعب، حيث ان هنالك بعضا من السياسيين الامريكيين ووسائل الاعلام الامريكية المعروفة التي تدعم اسرائيل وتبرر سياساتها وتحرض على شعبنا الفلسطيني الذي من حقه ان يعيش بكرامة وحرية مثل باقي شعوب العالم.
وقال:" التصريحات العنصرية الصادرة عن الرئيس الامريكي الجديد الذي قال في خطابه الاول بعد استلامه الرئاسة بأنه يريد ان يواجه الارهاب ولكن قراراته الاخيرة لا توحي بذلك بل نتائجها ستكون عكسية وستؤجج التطرف والكراهية والعنف والارهاب في عالمنا، ومن المستغرب ان القرارات الرئاسية الامريكية الاخيرة استثنت بعض الدول التي تدعم وتؤجج الارهاب بشكل مباشر، وكلكم تعرفون من الذي يغذي التطرف والعنف والارهاب الذي يعصف بمنطقتنا ويدمر في سوريا والعراق واليمن وليبيا، ممولوا الارهاب الحقيقيون تم استثنائهم فكيف يمكن لنا ان نصدق ان الرئيس الامريكي عازم بالفعل على مواجهة الارهاب كما يقول؟".
وأفاد: ان السياسات الامريكية خلال السنوات الماضية هي التي اوجدت لنا الارهاب وهي التي صدرت الينا هذه الظاهرة واصدقاء امريكا في منطقة الشرق الاوسط هم الذين يغذون هذه الظاهرة ويغدقون عليها من اموالهم بغزارة.
وتابع المطران:" أن السياسة الامريكية الرسمية هي التي تتحمل المسؤولية المباشرة لما يحدث في منطقتنا من ارهاب ودمار وخراب، هذا الدمار الهائل الذي حل بالعراق منذ ان تم احتلاله، هذا الدمار الهائل الذي حل بسوريا وباليمن وليبيا وبغيرها من الاماكن، نعتقد بأن الادارات الامريكية المتعاقبة تتحمل مسؤولية كبرى تجاه هذه المأساة التي حلت بمنطقتنا العربية".
واستطرد: أما الانحياز الامريكي لاسرائيل فهذا لا يساعد في تحقيق السلام والعدالة في هذه المنطقة، ونحن نرفض تهديد الادارة الامريكية الجديدة بامكانية نقل السفارة الامريكية للقدس لان هذا عمل فيه تطاول على القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني واستفزاز خطير للشعب والأمة وكافة احرار العالم.
وقال المطران: ان السياسات الامريكية في منطقتنا كانت وما زالت نتائجها كارثية على شعوبنا وخاصة على شعبنا الفلسطيني ، الحكومات الامريكية المتعاقبة هي شريكة في الجريمة المرتكبة بحق فلسطين وبحق شعوبنا العربية .
وتمنى من اصدقاء الشعب الفلسطيني في امريكا ان يتحركوا وان يفعلوا نشاطاتهم وحراكهم لمواجهة هذا التضليل وفي مواجهة هذه السياسات المنحازة للاحتلال وممارساته وافعاله.
وشدد:" يمكن لامريكا ان تلعب دورا ايجابيا في منطقة الشرق الاوسط اذا ما تخلت عن سياساتها المنحازة بشكل كلي لاسرائيل واذا ما توقفت عن تصدير الارهاب العابر للحدود الى منطقتنا، يمكن لامريكا ان تلعب دورا في صنع السلام وتحقيق العدالة ومواجهة الارهاب والتطرف والعنف اذا ما توقفت عن سياساتها التدميرية بحق منطقتنا وشعوبنا".
وأكد المطران:" لا يمكن للارهاب ان يواجه بقرارات عنصرية كتلك التي اصدرها الرئيس الامريكي الحالي، العنصرية ستؤدي الى تأجيج الصراعات ومظاهر الارهاب والعنف في عالمنا".
لا يجوز لكم وللشعب الامريكي ان تقبلوا بهذه القرارات العنصرية الغير مقبولة والغير مبررة والتي لن تساهم على الاطلاق في مواجهة ظاهرة الارهاب والتطرف والكراهية التي تجتاح منطقتنا وعالمنا .
نحن بحاجة الى قيادات سياسية تتحلى بالجرأة وان تتخذ قرارات مصيرية تحمل بعدا اخلاقيا وانسانيا وحضاريا تساهم في تغيير وجه هذا العالم لكي يكون اكثر سلاما واستقرارا ولكي تكون فيه اجواء من المحبة والاخوة والتلاقي بين سائر ابناء البشر بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والعرقية والاثنية .
نحن نرفض العنصرية بكافة اشكالها والوانها سواء تلك التي تمارسها السلطات الاحتلالية بحق شعبنا او العنصرية الداعشية واخواتها من المنظمات الارهابية التي يعرف السيد ترامب جيدا من يمولها ومن يغذيها ، كما اننا نرفض ايضا التصريحات العنصرية الصادرة عن الرئيس الامريكي الحالي وغيره من المسؤولين الامريكيين.
وأفاد: ان المسيحيين الفلسطينيين هم مكون اساسي من مكونات شعبنا ونحن معنيون في المبادرة المسيحية الفلسطينية ان نتواصل مع كافة الكنائس الامريكية، نريد لكنائس امريكا ان تسمع صوت الكنائس في فلسطين وهو صوت ينادي بالعدالة والحرية لشعبنا ونصرة المظلومين والمتألمين والمعذبين، نتمنى ان تصل وثيقة الكايروس الفلسطينية الى كافة الكنائس الامريكية لاننا نريد ان يصل الصوت المسيحي الفلسطيني الوطني الى كافة المؤسسات الدينية في امريكا.
وتابع:" هؤلاء الذين يصفون انفسهم بأنهم مسيحيون متصهينون ومنهم من حضر تنصيب الرئيس الامريكي الجديد فهؤلاء لا يمثلوا المسيحية وقيمها لا من قريب ولا من بعيد، لا يمكن لمن يدعي الانتماء للمسيحية ان يبارك ويبرر ويؤيد ما يتعرض له شعبنا الفلسطيني من قمع وظلم، هؤلاء المتصهينون هم اعداء للقيم المسيحية وعندما يأتون الى فلسطين يذهبون للتضامن مع المحتل ويتجاهلون معاناة شعبنا وما يتعرض له ابناءنا من قمع وظلم واضطهاد واستهداف".
وأضاف المطران:" هؤلاء لا علاقة لهم بالقيم والرسالة المسيحية وهم يسيئون اليها بمواقفهم واعمالهم الشاذة وانحيازهم الى جانب الظالمين على حساب المظلومين".
ووضع الوفد في صورة الاوضاع في مدينة القدس وفي باقي الاراضي الفلسطينية المحتلة، وتم الحديث عن الاوضاع الملتهبة في المنطقة العربية وما يحدث في سوريا والعراق واليمن وليبيا.
وقدم للوفد وثيقة الكايروس الفلسطينية كما اجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات.
وشكر اعضاء الوفد المتضامن مع الشعب الفلسطيني، المطران على توجيهاته وكلماته ومواقفه واكدوا له بأنهم يؤيدون طروحاته جملة وتفصيلا وبأنهم سيواصلون سعيهم وحراكهم في امريكا تضامنا مع الشعب الفلسطيني.
وأكد الوفد للمطران أنهم معنيون بالتواصل مع المبادرة المسيحية الفلسطينية ومعه شخصيا وان حراكهم سيتواصل وسيستمر لانهم يؤمنون بعدالة القضية الفلسطينية ويرفضون السياسات الامريكية الرسمية المنحازة لاسرائيل.
واعربوا عن شجبهم واستنكارهم لتصريحات الرئيس الامريكي الجديد الاستفزازية الغير واقعية وغير المنطقية والتي لن تساهم على الاطلاق في حل مشاكل الشرق الاوسط.
وقدم للوفد بعض الهدايا التذكارية من وحي التراث الفلسطيني المقدسي كما وبعض المنشوارت الصادرة عن مؤسسة باسيا المقدسية.
وقدم المطران للوفد بعض الاقتراحات العملية حول الحراك الذي يجب ان يستمر وان يتواصل نصرة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في امريكا وفي سائر ارجاء العالم.