الإثنين: 18/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

انتكاسة المنتخب الفلسطيني لكرة السلة في بطولةغرب اسيا

نشر بتاريخ: 03/02/2017 ( آخر تحديث: 03/02/2017 الساعة: 19:02 )
انتكاسة المنتخب الفلسطيني لكرة السلة في بطولةغرب اسيا
بقلم : كريم عدلي شاهين
تعتبر هذه المشاركة اسوء مشاركة للمنتخب في غرب اسيا بعد عام 2007 وبواقع 5 خسائر وبفوارق كبيرة جدا، ضد ايران 114-66 بفارق 48 نقطة وضد لبنان 99-75 بفارق 25 وضد الاردن 90-75 بفارق 15 وضد سوريا 86-70 بفارق 16 وضد العراق 79-48 بفارق 31 وبما مجموعه 135 سالب، مرافقا ذلك اداء اسوء من النتائج. والمصيبة الاكبر انها كانت افضل فرصة في التأهل الى البطولة الاسيوية في لبنان من خلال تأهل 5 منتخبات من اصل 6 منتخبات مشاركة، اضافة الى الضعف العام للبطولة بسبب غياب عدد مميز من اللاعبين في المنتخبات. وهذه اول مرة تحظى اي منطقة على فرصة تأهل 5 منتخبات من اصل 6.
فهذه المشاركة لم يكن لها اي فائدة او نقطة ايجابية واحدة للمنتخب او السلة الفلسطينية على العكس كشفت مستوى المنتخب واللاعبين واثرت بشكل سلبي على سمعة المنتخب واعادته الى الوراء خطوات.

سيخرج الاتحاد بعد المشاركة ويضع الاعذار الجاهزة لهذا الاخفاق بان المنتخب غير مستعد جيدا ونقص اللاعبين والظروف العامة، ولكن هذه الاعذار لن تكون اعذارا مقبولة، فحسب ما ادلى به رئيس الاتحاد السيد خضر دياب في المقابلة قبل اسبوع من البطولة مع وكالة معا فان المنتخب استعد جيدا نوعا ما، وكان لرئيس الاتحاد جواب عند سؤال المقدم له بالفوز بالبطولة وقال ان ذلك ليس ببعيد فيمكن الفوز بالبطولة بالعزيمة والاصرار. كما ان المنتخبات الاخرى ناقصة من افضل لاعبيها فالمنتخب اللبناني رودربغ عقل ودانيال فارس وعلي كنعان واحمد ابراهيم والاردني زيد عباس والمحترف تكر والسوري رامي مرجانه ووسام يعقوب والحموي باستثناء المنتخب العراقي. اما بالنسبة للظروف فقد صرح رئيس الاتحاد انه لا معيقات الا السكاكيني فالظروف جيدة وانتظام الدوري حسب تصريحات رئيس الاتحاد افرز لاعبين للمنتخب، مع التذكير ان ظروف الدول الاخرى اسوء من ظروفنا واستعدادتهم اقل من منتخبنا.
اما الاسباب وراء هذه الانتكاسة والتدهور الحاصل يمكن ابرازه في الاسباب التالية:
السبب الاول: الاختيار الخاطيء للجهاز الفني للمنتخب.

السبب الثاني: ضعف مؤهلات الجهاز الفني التدريبي: ويمكن ابرازه بما يلي:
 اختيارات الجهاز التدريبي لبعض اللاعبين خاطئة وغير متوازنة وعدم استدعاء او وجود لاعبين بارزين شاركا واكتسبا خبرة في بطولة اسيا الاخيرة وهما حمزة يوسف لاعب الارتكاز الجيد ( Pure Center) وسامي عودة (Combo Guard) ، كذلك عدم وجود احد ابرز اللاعبين في الدوري والمنتخب سابقا وهو احمد ياسر، وعدم احضار لاعبي غزة خاصة ابراهيم ابو رحال المميز Point Guard. فمعظم اللاعبين ليس لديهم امكانيات لاعبي منتخب باستثناء ابو شماله و 3 لاعبين اخرين. فالمنتخب كان بحاجة ماسة للاعبين في مركز Point Guard and Pure Center (1 5) .

 اللاعب الاجنبي الذي تم تجنيسه من الاتحاد لم يكن اختيارا موفقا، بالرغم من ان ارقامه جيدة وهو افضل لاعب في المنتخب من ناحية فاعلية اللاعبين. فكان يحبذ اختياره بين Combo Forward or Center

 عدم وجود استراتيجية واضحة للمشاركة في بطولة غرب اسيا، فلم يكن هناك بعد استراتيجي وتكتيكي للمباريات وتقييم لمستوى المنتخبات المشاركة التي تصنف لمستويين المستوى الاول لبنان وايران والمستوى الثاني الاردن، العراق، سوريا وفلسطين، ولكل مباراة حساباتها ووضعها وهذا لم يتم تقديره من الطاقم التدريبي كذلك عدم وجود بعد نظر فني في حسابات التأهل والفوارق في النتائج، فالمباراة مع سوريا كانت المباراة المصيرية للتاهل فالفوز يعني التأهل المضمون والخسارة بفارق بسيط مع المنتخب السوري يبقى فرصة التأهل قائمة وبشكل جيد في حال الفوز على المنتخب العراقي، فاللعب في مباراة سوريا كان يجب ان يكون هادئا وله طريقة لعب معينة خاصة عند الوصول لفارق نقطتين 45-43 ضد سوريا وانتهاء الربع الثالث 59-53 للمنتخب السوري، فخسارة المنتخب بفارق نقطي بسيط كان سيعطي اللاعبون دفعة قوية وحافز كبير للدخول الى المباراة ضد العراق بقوة وعزيمة واصرار اكبر، ومع ذلك خسر المنتخب بفارق كبير جدا ضد المنتخب العراقي وصل الى 31 نقطة.
 الضعف الواضح في التجهيز الفني للبطولة من الناحية البدنية والمهارية والتكتيكات الجماعية والناحية النفسية المعنوية.

1- الجانب الهجومي، لعب المنتخب بارتجالية وبفوضى عارمة غير مفهومة، فكانت الحلول فردية فقط ولم نجد اي طريقة لعب منظمة ضمن مفاهيم وطرق لعب كرة السلة، فلم نرى التحركات المستمره مع الحجز والحجز الهجومي بعيداً عن الكره حتى تدوير الكرة لم نجده ولم يكن هناك تمركز لاعبين وخاصة لاعبي الارتكاز Post up، ولم نجد اي Drive and kick out باستثناء مرتين من ابو شمالة، ولم نجد Fastbreak وحتى Special Situation Delay Game. بعكس جميع المنتخبات التي لعبت ضمن منظومة هجومية سواء (Dribble Drive, Spread and Pick) Motion Offense و Set Offense خاصة Horns و Fastbreak

2- الجانب الدفاعي الفردي والجماعي كان ضعيفا فلم يكن هناك دفاع فردي قوي على مفاتيح اللعب في المنتخب الاردني عابدين والسوري معدنلي وهذه مشكلة المدرب ومساعديه واللاعبين، وفي الجانب الدفاعي الجماعي كان واضحا اللعب بطريقة دفاعية تقليدية بحته في دفاع المنطقة ودفاع رجل لرجل التقليدي بدون اي نوع دوران دفاعي للاعبين Rotation ولم يتعدى ذلك. حتى طريقة تطبيق الدفاع الضاغط كان خاطئا ولا يقوم على اسس الدفاع الضاغط. بعكس جميع المنتخبات الاخرى لعبت بانواع عديدة من طرق الدفاع بما فيها Pressure Defense Zone and Man to Man
3- الجانب النفسي والمعنوي، عدم الاتزان وقلة ضبط النفس والهدوء في اللعب والتسرع في الهجمات لتعويض الفارق النقطي في مبارتي الاردن وسوريا، وعدم تدوير الكرة والاعتماد شبه الكامل على ابو شمالة كانت السمة الابرز في جميع المباريات وهذا يعكس الحالة الذهنية للاعبين.

 عدم القدرة على قيادة المباريات المهمة والاخطاء الكثيرة التي وقع فيها الطاقم خاصة الاردن وسوريا والعراق، فلم يستطع التعامل من الناحية الهجومية والدفاعية بتغيير طرق الدفاع والهجوم المناسبة مع اوضاع مختلفة في المباريات. والمدرب لم يطلب الاوقات المستقطعة في الوقت المناسب ومنها مباراة الاردن استنفذ الاوقات المستقطعة الثلاثة قبل 5 دقائق من النهاية ومباراة العراق لم يطلب الوقت المستقطع في الوقت المناسب وغيرها من المواقف، التبديلات لم تكن في محلها، الاصرار على البدء ببعض اللاعبين غير المؤهلين حتى للعب مع المنتخب وليس كلاعب والاصرار على بقائهم في الملعب اطول وقت ممكن بالرغم من ضعف مستواهم وادائهم في المباريات. اضافة الى عدم استقلالية المدير الفني الامريكي Head Coach في التوجيه في المباريات فكان واضحا وجود مدربين خاصة في مباراتي الاردن وسوريا ولم يكن واضحا من هو المدير الفني وقد حذر الحكام المساعد بالجلوس بسبب عدم جواز وقوف المدرب ومساعده.

السبب الثالث: غياب اللاعب سني السكاكيني اثر على المنتخب وهذا تم توضيحه بمقالات سابقة ان سني هو القوة الضاربة للمنتخب مع ابو شماله وبدونه سيكون وضع المنتخب صعبا، اما الاخفاق الاكبر للاتحاد هو ان سني هو الذي قرر عدم المشاركة مع المنتخب حسب ما صرح به في مقابلة صحفية له منذ اسبوع لاسباب متعلقة بالاتحاد وذلك بعد رفض الاتحاد عدم اشراكه كلاعب محلي واعتباره لاعب محترف في الدوري وهذا كان قصر نظر وضعف اداري وتضرر لكرة السلة المحلية والمنتخب. وهذا ما حذرت منه وقلت ان سني وجميع لاعبي المنتخب ثروة وطنية يجب التعامل معهم كلاعبين استثنائيين ومستثنيين من التعليمات التي تعتبرهم لاعبين مثل اللاعبين الاجانب او اللاعبين الذين لعبوا مع منتخبات اخرى.

السبب الرابع: ضعف الدوري الفلسطيني والاحتكاك الضعيف للاعبين مع لاعبين من نفس المستوى في الدوري اثر بشكل كبيرعلى مستوى اللاعبين، وهذا ظهر من خلال مهارات اللاعبين والاداء الفردي والجماعي التكتيكي الذي كان متواضعا في البطولة. فالدوري الفلسطيني الذي انتظم حسب تصريحات رئيس الاتحاد " الذي كان دائما يتغنى به الاتحاد على انه الحل السحري " لم يفرز الا لاعبين مستواهم متواضع عكس ما صرح به رئيس الاتحاد في المقابلة بانه افرز لاعبين ممتازين، وعن كفاءة ونوعية المدرب الامريكي الذي هو اقل من مستوى المدربين المحليين. فالاندية كانت تعتمد في مبارياتها في الدوري على لاعبين قدامى ولم يكتمل اي فريق في الدوري بـ 12 لاعب وهناك فرق ب 7 و 8 و 9 لاعبين شاركوا في دوري هزيل ولم نرى الا لاعبين او ثلاثة تحت سن عشرين في كل الاندية وهذا مرده في سياسة الاتحاد في عدم القدرة على التعامل مع الاندية في موضوع الفئات العمرية.

هذه المشاركة يجب ان تكون دافعا حقيقيا لكل من تهمه مصلحة كرة السلة، فالانتخابات قريبة وكرة السلة بحاجة الى اتحاد جديد من اشخاص ذوي علاقات مميزة وشخصيات رياضية لهم علاقة بكرة السلة ومؤهلين فنيا واداريا والاهم يعملون من اجل مصلحة اللعبة وليست ضمن مصالح شخصية والقادرين على العمل المشترك مع الجميع وتعيين المساعدين ممن هم آهل لهذه المهمة على المستوى الفني والاداري والخبرات العملية والفنية.

للاطلاع على الاحصائيات كاملة ومعرفة مستوى لاعبي المنتخب الفلسطيني يمكن الرجوع للموقع التالي http://www.fiba.com/asiacup/2017/waba